• ×
admin

الشفط بالليزر بين الحقيقة والخيال

الشفط بالليزر بين الحقيقة والخيال


د. نادية حسين بندقجي

في بريدي الإلكتروني أسئلة عديدة عن عمليات شفط الدهون، ولاحظت في هذه الرسائل ومن خلال المرضى المرتادين للعيادة، وجود لبس كبير في مفهوم الشفط، ومن أسباب هذا اللبس الإعلانات التجارية للعيادات وللشركات التي تنتج أو تشتري جهازا جديدا وتروج له عبر دعايات مبالغ فيها تصل إلى حد وضع خيالات غير عملية ولا مثبتة في ذهن القارئ (المريض). رأيت من المهم أن أتناول سلسلة مقالات تستند على بعض الدراسات العلمية التي لها علاقة بالشفط وغيره من عمليات جراحة التجميل لتكريس التوعية ببعض الحقائق العلمية حول هذا المجال من العمليات والأجهزة التي تتغير بسرعة أجهزة الكمبيوتر.
أكثر سؤال يتردد في بريدي يدور حول موضوع الشفط بالليزر، وما صاحبه من دعاية كثيرة، وهل يختلف شفط الدهون بالليزر عن باقي عمليات الشفط؟
الحقيقة المؤلمة، أن دراسات الهيئات العلمية والجمعيات في الولايات المتحدة الأمريكية التي أتابع نتائجها في المؤتمرات في الولايات المتحدة، تشير في النتيجة النهائية إلى عدم وجود اختلاف بين أجهزة الشفط، وأن الذي يعطي الفرق في النتيجة هو حرفية الجراح ومدى إتقانه لخطوات نحت المنطقة لإعطاء نتيجة متماثلة، التي تتطلب صبرا شديدا ووقتا ومتابعة وتدريب عمليات كافية لإعطاء هذه النتيجة.
أما الشفط في غرفة العمليات بالليزر، فهو يستخرج كميات قليلة، وبطيء جدا، ويستخدم أكثر مناطق تحت الذقن والذراع التي لا تحتاج لشفط كميات إلا قليلة، على أمل أن يقوم بشد هذه المناطق بالحرارة بعد شفطها، لكن الدراسات المبنية على البراهين في الولايات المتحدة لم تثبت ذلك، ولم تثبت أنه يعطي أية نتائج نهائية أفضل من غيره من أجهزة الشفط.
الجراح في الولايات مفروض عليه في إعلاناته وإعلانات الإنترنت أن يذكر بأمانة، أن لديه جهازا جديدا قد يحمل بعض المزايا، ويذكر بجانب ذلك ما الذي أثبتته الدراسات المبنية على البراهين، كما نجد في إعلان الشفط بجهاز الليزر في موقع عيادات دالاس، وبجانبه نتائج الدراسات الأخيرة المثبتة بالبراهين أنه ليس هناك إثبات أنه يختلف عن الأجهزة الأخرى. وأن كمية الشفط التي يقوم بها محدودة، وهذا الأمر الذي نفتقده في عالمنا حيث الترويج للأجهزة ليس له حدود، كما أن عملية شفط الدهون في الشرق الأوسط في 99 في المائة من المرضى تتطلب سحب كميات أكبر بكثير من التي يمكن سحبها بجهاز هكذا عمله، وينتهي الأمر بجراح التجميل في استخدام الأجهزة التقليدية في معظم العمليات حتى لا يقضي يومين في سحب الدهون بجهاز الليزر، لكن لزوم الدعاية والتميز تفرض أن تصنع العيادات شعارا أن الجهاز الجديد الذي تمتلكه بدونه لا تصلح هذه العملية، وللحديث صلة.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  1  3532