كاردياك كول
كاردياك كول؟!
د. سلمان بن محمد بن سعيد
في جريدة الرياض ليوم الثلاثاء التاسع من ربيع الأول 1431 مقالة جميلة للدكتور فهد الطياش تحت عنوان خلًه يموت.. والدكتور الطياش ليس طبيباً كما أعرف.. إلا انه لامس في مقالته واقعاً وحقيقة.. فيما يخص بعض المرضى الميئوس من حالاتهم.. وكأنه طبيب مُطلع وممارس لأنظمة (وبروتوكولات) غير مكتوبة.. فيما يخص كل حالة ميئوس من شفائها.. تطبقه (بعض) المستشفيات لدينا.. وأذكر في العام 1405 (بداية سنة الامتياز) حادثة لمريضة كبيرة في السن مصابة بالسرطان في مراحله الأخيرة.. و كنت مناوباً وفي طريقي في أحد العنابر ضرب (مايسمى آنذاك) كاردياك كول.. فاجتمع كل طبيب كان قريباً ويسمع (الكاردياك كول) وفي مقدمتهم طبعاً طبيب التخدير.. وتمت عملية إنقاذ المريضة التي كانت توشك على الموت.. وعندما قمت (لاحقاً) بشرح ماقمنا به لأخصائي الجراحة المشرف على عملي استغرب مما حصل وقال ان تلك المريضة (تيرمنال أو هوبلس كيس) فكيف تقوم الممرضات بمناداة الأطباء لإنقاذها (كاردياك كول) عندما أوشكت على الموت.. وبعد التحري والتقصي تبين أن السبب في إنقاذها كان نسيان طاقم التمريض المنتهية نوبتهن إخبار طاقم الممرضات اللاتي أتين بعدهن عن الحالات الميئوس منها (تيرمنال كيسس) الذين لا ينطبق عليهم (كاردياك كول) أو كما قال الدكتور الطياش (خله يموت) ولأن موعد موتها الذي قدره الله سبحانه لم يحن.. حدث ماحدث لإنقاذ حياتها (كاردياك كول) ولا أزال أذكر كيف دبت فيها الحياة مرة أُخرى.. وإشراقة تعلو وجهها تُشعرك بأنها مقبلة على الحياة لا الموت.. كما اعتقده الأطباء المشرفون على علاجها.. وبعد أن كنا نمر عليها في المرور الصباحي والمسائي.. وبعضنا (يستغرب) بقاءها على قيد الحياة.. والبعض الآخر عندما يكون مناوباً يتوقع أن يتم استدعاءه لتحرير شهادة وفاتها في أي لحظة.. إلا انها أصبحت تأكل وجباتها المقررة.. ولا تأخذ من الدواء إلا أقل القليل.. فلا آلام ولا شكاوي.. والفحوصات تفيد أن الورم الخبيث قد انحسر ولم ينتشر.. فقمنا بنقل دم للمريضة التي عاشت (بإذن الله) لعدة أسابيع في المستشفى.. لتخرج منه بعدها إلى منزلها.. ولا أحد منا يعرف (إلى الآن) متى توفيت.. فالأعمار بيد الله.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.
المصدر: صحيفة الرياض