العالم المشتت للذهن
العالم المشتت للذهن
يوسف القبلان
المؤثرات المحيطة بالإنسان متنوعة وتشارك في تنمية معارفه وفي تربيته واندماجه في المجتمع. لا ينعزل الإنسان في بيته ولا في مدرسته. احتياجاته ليست مادية فقط وإنما هي اجتماعية وتربوية وتعليمية. هذه المؤثرات تتكامل مع بعض لتشكل شخصية الإنسان.
المؤثرات في عالم اليوم زادت وطرأ عليها ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي التي نافست كل المؤثرات ونجحت في الجذب والتأثير.
في عالم اليوم تحاصر الإنسان مؤثرات متنوعة تساهم في تشتيت الذهن وإضعاف التركيز وتؤثر على الإنسان في عمله وفي علاقاته وتفاعله مع الآخرين. الإنسان في عالم اليوم يتعرض كل ثانية لأخبار ومعلومات وإشاعات وأفكار وآراء سواء صدرت من المدينة التي يعيش فيها أو من قرية صغيرة في أقصى الدنيا لا تظهر على الخارطة. كم هائل من المشتتات تحاصر ذهن الإنسان. العالم كله في جيبه. كيف يتخلص منه؟ أو لنقل كيف يأخذ إجازة من العالم حتي يستطيع التركيز على عمله!
الكاتب كول نيوبورت ألف كتابا بعنوان (العمل العميق) تحدث فيه عن التركيز في العمل والنجاح فيه وسط عالم حافل بما يشتت الذهن. كيف يمكن استثمار الوقت بالتحرر من مشتتات الذهن؟
أحد الحلول التي يقترحها هي التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ويروي في هذا الشأن بعض التجارب لأشخاص قرروا الابتعاد عن تلك الوسائل بما فيها البريد الإلكتروني لأنهم كانوا بحاجة للراحة أو الإجازة.
نتذكر هنا الصحف الورقية، كم كانت تلك الصحف مظلومة مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي في مسألة إضاعة الوقت على حساب العمل، أو التشتيت الذهني، أو حتى في المحتوى. العالم اليوم يواجه حالة جديدة أو ظاهرة غريبة يمكن أن نصفها بأنها وسائل تواصل تؤدي إلى العزلة والتباعد الإنساني والتشتت الذهني الذي لا يؤثر على العمل فقط بل يتعدى ذلك إلى التأثير السلبي على العلاقات الأسرية وعلى أساليب التربية، والعلاقات الاجتماعية.
صوت في داخلي يذكرني بالإيجابيات الهائلة الناتجة عن التطور المذهل في مجال تقنية الاتصالات. هذا صحيح وهي إيجابيات كثيرة ساهمت في تطوير الخدمات في مجالات الحياة المختلفة. لا خلاف على ذلك، المشكلة ليست في تقنية الاتصالات وإنما في سوء استخدام الإنسان لها، وهذا الاستخدام السلبي يمكن ملاحظته في أمور أخرى.
إذا كان الكتاب المشار إليه يتحدث عن أهمية التركيز في العمل بدون مؤثرات تشتت الذهن ويقترح بعض الأفكار التي تساعد على ذلك، فإن هذا التركيز مطلوب ومهم جدا في موضوع التربية والعلاقات الأسرية والاجتماعية.
العالم الكبير الذي حولته تقنية الاتصالات المتطورة إلى عالم صغير أو أسرة واحدة تتبادل المعرفة والتفاعل والتعاطف، يتسبب سوء الاستخدام في إحداث شرخ في العلاقات الإنسانية والدولية. وهذا موضوع يحتاج إلى طرح آخر.
الرياض
يوسف القبلان
المؤثرات المحيطة بالإنسان متنوعة وتشارك في تنمية معارفه وفي تربيته واندماجه في المجتمع. لا ينعزل الإنسان في بيته ولا في مدرسته. احتياجاته ليست مادية فقط وإنما هي اجتماعية وتربوية وتعليمية. هذه المؤثرات تتكامل مع بعض لتشكل شخصية الإنسان.
المؤثرات في عالم اليوم زادت وطرأ عليها ما يسمى بوسائل التواصل الاجتماعي التي نافست كل المؤثرات ونجحت في الجذب والتأثير.
في عالم اليوم تحاصر الإنسان مؤثرات متنوعة تساهم في تشتيت الذهن وإضعاف التركيز وتؤثر على الإنسان في عمله وفي علاقاته وتفاعله مع الآخرين. الإنسان في عالم اليوم يتعرض كل ثانية لأخبار ومعلومات وإشاعات وأفكار وآراء سواء صدرت من المدينة التي يعيش فيها أو من قرية صغيرة في أقصى الدنيا لا تظهر على الخارطة. كم هائل من المشتتات تحاصر ذهن الإنسان. العالم كله في جيبه. كيف يتخلص منه؟ أو لنقل كيف يأخذ إجازة من العالم حتي يستطيع التركيز على عمله!
الكاتب كول نيوبورت ألف كتابا بعنوان (العمل العميق) تحدث فيه عن التركيز في العمل والنجاح فيه وسط عالم حافل بما يشتت الذهن. كيف يمكن استثمار الوقت بالتحرر من مشتتات الذهن؟
أحد الحلول التي يقترحها هي التوقف عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي ويروي في هذا الشأن بعض التجارب لأشخاص قرروا الابتعاد عن تلك الوسائل بما فيها البريد الإلكتروني لأنهم كانوا بحاجة للراحة أو الإجازة.
نتذكر هنا الصحف الورقية، كم كانت تلك الصحف مظلومة مقارنة بوسائل التواصل الاجتماعي في مسألة إضاعة الوقت على حساب العمل، أو التشتيت الذهني، أو حتى في المحتوى. العالم اليوم يواجه حالة جديدة أو ظاهرة غريبة يمكن أن نصفها بأنها وسائل تواصل تؤدي إلى العزلة والتباعد الإنساني والتشتت الذهني الذي لا يؤثر على العمل فقط بل يتعدى ذلك إلى التأثير السلبي على العلاقات الأسرية وعلى أساليب التربية، والعلاقات الاجتماعية.
صوت في داخلي يذكرني بالإيجابيات الهائلة الناتجة عن التطور المذهل في مجال تقنية الاتصالات. هذا صحيح وهي إيجابيات كثيرة ساهمت في تطوير الخدمات في مجالات الحياة المختلفة. لا خلاف على ذلك، المشكلة ليست في تقنية الاتصالات وإنما في سوء استخدام الإنسان لها، وهذا الاستخدام السلبي يمكن ملاحظته في أمور أخرى.
إذا كان الكتاب المشار إليه يتحدث عن أهمية التركيز في العمل بدون مؤثرات تشتت الذهن ويقترح بعض الأفكار التي تساعد على ذلك، فإن هذا التركيز مطلوب ومهم جدا في موضوع التربية والعلاقات الأسرية والاجتماعية.
العالم الكبير الذي حولته تقنية الاتصالات المتطورة إلى عالم صغير أو أسرة واحدة تتبادل المعرفة والتفاعل والتعاطف، يتسبب سوء الاستخدام في إحداث شرخ في العلاقات الإنسانية والدولية. وهذا موضوع يحتاج إلى طرح آخر.
الرياض