معضلة مواقع التواصل الاجتماعي
معضلة مواقع التواصل الاجتماعي
أيمن بدر كريم
- الشُّهرة التي يكتسبها بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي؛ لا يمكن منعُها أو حجبها.. فبغض النظر عن المُحتوى الذي يُقدمه المشاهير فيها، على اختلاف أطيافهم وتوجّهاتهم، بات الأمرُ واقعاً متوقّعاً، وهو إفراز مرحلةِ تطوّر وتغيير يمرّ بها العالم، ونتيجةٌ حتمية من نتائج الإعلام التّقني الرّقمي المذهل والمتسارع، الذي يصعُب مواكبته، ولن تتغيّر الظاهرة إلا بتغيّر عواملها وأسبابها المضطربة.. «الصراخ لا يفيد»!.
- لا يمكنك استخدام الإعلامِ الرقمي لصالحك وفوائدِك كما تريد.. ثم تشتكي منه ومن مشاهيره في الوقت نفسه!. القضيةُ صفقةٌ كاملة، ولا يمكنك في الواقع الانتقاء من تيّارِ الحضارة.. إنه تيارٌ جارفٌ لا يقف عند حدّ، وبالتأكيد لن يقف عندَك.
- لا يمكننا في الواقع الاختيارُ من مصادر الحضارة وطرق التقنية، أو الحَجْر على منصّات الإعلام الحديث التي نستوردها رغماً عنّا، ولم نبادر بإنتاجها، أو نقدر على التحكّم فيها وضبطها، فنحن مجرّد مُستهلكون لها. طوفان الحضارة هائل لا يمكن إيقافه، ولا السّباحة ضدّه.. هنا مكمن المُعضلة الحقيقية والتحدّي الأكبر.
- من هنا، كان إغراءُ نشر تحرّكاتك وملابسك، وطعامك وتصرّفاتك ومشاعرك في وسائل التواصل الاجتماعي، كبيرٌ ومثيرٌ فعلاً.. حاول أن تكون قويّا وقاومه.. لا تجعل أوراقك الشخصية مكشوفةً لمن هبَّ ودبَّ، لا تخرج على الناس بجميع نفسك وكلّ أخبارك، دع شيئاً كثيراً منك لك وحدك.
- الوعي يزدادُ بحسْب تنامي الثقافةِ المُجتمعية، وقدرةِ التعليم والتربية العائليةِ والمؤسساتية، والأنظمة والقوانين، على التعاطي الصحّي مع المتغيّرات الخطيرة التي تمرّ بها المجتمعات، وبخاصة حديثة العهد بالانفتاح على الآخرين، ومحاولة الانضمام إلى مجرى الحضارة العالميةِ الغالبة السّاحقة.. لا فائدة من الصّراخ والعويل من مشكلاتِ وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الصُّورة الصّبيانية.
- التعرّض لوسائل التواصل الاجتماعي، يعطي بعضَ الناس انطباعاً أنهم يتعرّضون أيضاً للمعرفة، وهذا غير دقيق، إنّهم يتعرّضون «لوهم المعرفة»، ويظنّون أنهم يزدادون علماً، وهم في الحقيقة يزدادون جهلاً وخبالاً وحماقة.
- حاول أن تقاوم شعور ضرورة إبداء رأيك في وسائل التواصل الاجتماعي، والاحتفاظَ به لنفسك أطول مدة ممكنة.. الوضع الثقافي والفكري العام لا يبدو لي مشجّعاً كثيراً على إبداء الرأي أو مناقشته بموضوعيةٍ دون شخصنةٍ وإساءةِ فهم.. وأحياناً، إساءةِ أدب.. فلا تتحمّس!.
المدينة
أيمن بدر كريم
- الشُّهرة التي يكتسبها بعضهم في مواقع التواصل الاجتماعي؛ لا يمكن منعُها أو حجبها.. فبغض النظر عن المُحتوى الذي يُقدمه المشاهير فيها، على اختلاف أطيافهم وتوجّهاتهم، بات الأمرُ واقعاً متوقّعاً، وهو إفراز مرحلةِ تطوّر وتغيير يمرّ بها العالم، ونتيجةٌ حتمية من نتائج الإعلام التّقني الرّقمي المذهل والمتسارع، الذي يصعُب مواكبته، ولن تتغيّر الظاهرة إلا بتغيّر عواملها وأسبابها المضطربة.. «الصراخ لا يفيد»!.
- لا يمكنك استخدام الإعلامِ الرقمي لصالحك وفوائدِك كما تريد.. ثم تشتكي منه ومن مشاهيره في الوقت نفسه!. القضيةُ صفقةٌ كاملة، ولا يمكنك في الواقع الانتقاء من تيّارِ الحضارة.. إنه تيارٌ جارفٌ لا يقف عند حدّ، وبالتأكيد لن يقف عندَك.
- لا يمكننا في الواقع الاختيارُ من مصادر الحضارة وطرق التقنية، أو الحَجْر على منصّات الإعلام الحديث التي نستوردها رغماً عنّا، ولم نبادر بإنتاجها، أو نقدر على التحكّم فيها وضبطها، فنحن مجرّد مُستهلكون لها. طوفان الحضارة هائل لا يمكن إيقافه، ولا السّباحة ضدّه.. هنا مكمن المُعضلة الحقيقية والتحدّي الأكبر.
- من هنا، كان إغراءُ نشر تحرّكاتك وملابسك، وطعامك وتصرّفاتك ومشاعرك في وسائل التواصل الاجتماعي، كبيرٌ ومثيرٌ فعلاً.. حاول أن تكون قويّا وقاومه.. لا تجعل أوراقك الشخصية مكشوفةً لمن هبَّ ودبَّ، لا تخرج على الناس بجميع نفسك وكلّ أخبارك، دع شيئاً كثيراً منك لك وحدك.
- الوعي يزدادُ بحسْب تنامي الثقافةِ المُجتمعية، وقدرةِ التعليم والتربية العائليةِ والمؤسساتية، والأنظمة والقوانين، على التعاطي الصحّي مع المتغيّرات الخطيرة التي تمرّ بها المجتمعات، وبخاصة حديثة العهد بالانفتاح على الآخرين، ومحاولة الانضمام إلى مجرى الحضارة العالميةِ الغالبة السّاحقة.. لا فائدة من الصّراخ والعويل من مشكلاتِ وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الصُّورة الصّبيانية.
- التعرّض لوسائل التواصل الاجتماعي، يعطي بعضَ الناس انطباعاً أنهم يتعرّضون أيضاً للمعرفة، وهذا غير دقيق، إنّهم يتعرّضون «لوهم المعرفة»، ويظنّون أنهم يزدادون علماً، وهم في الحقيقة يزدادون جهلاً وخبالاً وحماقة.
- حاول أن تقاوم شعور ضرورة إبداء رأيك في وسائل التواصل الاجتماعي، والاحتفاظَ به لنفسك أطول مدة ممكنة.. الوضع الثقافي والفكري العام لا يبدو لي مشجّعاً كثيراً على إبداء الرأي أو مناقشته بموضوعيةٍ دون شخصنةٍ وإساءةِ فهم.. وأحياناً، إساءةِ أدب.. فلا تتحمّس!.
المدينة