تقويم الفكين يسهم في علاج نقص التنفس أثناء النوم
تقويم الفكين يسهم في علاج نقص التنفس أثناء النوم
الأجهزة التقويمية توسع المجرى وتزيل العوائق مما يجعل الأعضاء تحصل على أكسجين بشكل أحسن
الأجهزة التقويمية توسع المجرى وتزيل العوائق مما يجعل الأعضاء تحصل على أكسجين بشكل أحسن
د. عبدالعزيز خالد الخنين
يشكل النوم احدى أفضل وسائل الاسترخاء خصوصا بعد يوم عمل شاق , حيث يتمكن الإنسان خلال النوم من تجديد الخلايا المرهقة وإعادة شحن طاقته ليستقبل يوماً آخر بنفس النشاط والقوة السابقين , ولكي يقوم الجسم بذلك يحتاج إلى إمداد متواصل من الأكسجين المحمل بالأكسجين والذي يدخل بشكل كبير في الوظائف الحيوية , وخلال مرحلة النوم تكون عملية التنفس لا إرادية معتمدة على التوافق العضلي العصبي دون تدخل من العقل الواعي لتصحيح أي اضطراب في فعالية أداء الجهاز التنفسي.
وبحكم أن الإنسان لا يبذل جهداً بدنياً أو نفسياً كبيرين أثناء النوم فإن الجهاز التنفسي لا يقع تحت ضغط كبير لتوفير كمية كبيرة من الأكسجين. وحيث أن الجهاز التنفسي يحصل على الهواء من محيطه الخارجي فإن أي عوائق أو انسدادات تحصل في مجرى الهواء تعطل عملية التنفس وتضعفها بشكل كبير. كذلك فان صغر أو سوء تموضع مجرى التنفس يؤثر بشكل كبير على كمية الهواء الداخل. ومن هنا تأتي أهمية تصحيح وضعية الأعضاء المحيطة بمجرى التنفس كي لا تؤثر عليه أو تقفله خاصة أثناء النوم مسببة ما يعرف ب Obstruction Sleep Apnea (OSA) .
ومن أهم أعراض هذا الاضطراب نقص أو توقف في جريان الهواء لمدة عشر ثوان أو أكثر وهو يظهر بشكل أكبر لدى المرضى المصابين بالربو أو أمراض القلب المزمنة كما يحدث بشكل أكبر عند الأشخاص ذوي الأوزان الثقيلة والمدخنين وكبار السن وهو عند الرجال أكثر من النساء ومنتشر بنسبة تتراوح بين 2-4%من حجم السكان في الدول الغربية أما في السعودية فإن دراستين حديثتين قام بهما د. أحمد باهمام وزملاؤه في المركز الجامعي لطب وأبحاث النوم أظهرتا أن حوالي 3 من كل عشرة رجال سعوديين متوسطي العمر وأربع من كل عشر نساء متوسطات العمر هن على خطر الإصابة بالمرض.
والعلاج الأساسي لهذا الاضطراب هو جهاز دفع الهواء الموجب المستمر أثناء النوم Continuous positive Airway Pressure CPAP .
ولكن في حالات معينة هناك طريقة أخرى مفيدة للعلاج وهي الأجهزة التقويمية. حيث تلعب الأجهزة التقويمية دورا هاما في علاج نقص التنفس أثناء النوم عن طريق توسيع مجرى التنفس وإزالة العوائق أمامه مما يجعل الأعضاء تحصل على أكسجين بشكل أحسن ويجعل عملية النوم أكثر راحة وهدوءا وهذا بمجمله يقي الشخص من عواقب النوم غير السليم كالصداع والتعب والخمول عند الصباح والنوم المتكرر أثناء اليوم وقلة التركيز والتوتر والاكتئاب أحيانا الناتجة عن عدم أخذ كفاية من النوم ليلا.
ويتوفر في الوقت الحالي ونتيجة للأبحاث المكثفة في هذا المجال عدد من الأجهزة التي توضع بين الفكين العلوي والسفلي . وهي إما تكون مسبقة الصنع أو يتم عملها خصيصا كي تناسب طريقة إطباق الشخص . وهدف هذه الأجهزة في الغالب إبقاء الفك السفلي واللسان بعيدين للأمام مما يخفف الضغط على الحنجرة ويزيد من المساحة التي يتحرك فيها الهواء.
وتصنيع هذه الأجهزة يتم بعد عمل خطة علاجية بالتعاون بين أخصائي تقويم الأسنان وأخصائي أمراض النوم والجهاز التنفسي حيث يتم في العادة إجراء دراسة للنوم ودراسة أسباب هذا الاضطراب وما إذا كان لوضع الفكين دور فيه أو لعضلات الوجه والتوتر النفسي تأثير عليه.
وبعد ذلك يتم عمل الجهاز ثم تجربته في الفم وإعطاء النصائح للمريض عن كيفية استخدامه والذي يكون في الغالب أثناء النوم. ويبدأ الجهاز بتقديم الفك إلى الأمام بشكل يسير بداية ومن ثم تزاد المسافة كلما تقدم العلاج حسب استطاعة كل مريض. ولذلك يتطلب حضوره لزيارات متتابعة لكي يتم إعادة تقييم الحالة وتسجيل تطورها وتعديل وضعية الجهاز تبعا لذلك.
أما إذا كان صغر مجرى التنفس ناتجا عن ضيق في قاعدة الجيوب الأنفية فان عمل توسيع لها عن طريق توسيع الفك العلوي يساعد وبشكل كبير لجعل التنفس أفضل وهذا التوسع يتم في مراحل العمر الأولى قبل البلوغ عن طريق استخدام الأجهزة التقويمية أما بعد تلك المرحلة فيكون عن طريق التقويم المصاحب بعملية جراحية لفك الارتباط بين الشقين الأيمن والأيسر للفك العلوي.
وقد لوحظ ظهور بعض المضاعفات والتي قد تحدث نتيجة استخدام هذا الجهاز فهي تتراوح بين آلام في مفصل الفك وعضلات الفكين وزيادة في إفراز اللعاب وهي تكون ظاهرة بشكل اكبر بداية العلاج ثم تقل مع تقدمه كما أنها لا تحدث بالمطلق في جميع الحالات.
المصدر: صحيفة الرياض