«ماي فلاور».. أوّل سفينة آلية تجتاز المحيط الأطلسي
«ماي فلاور».. أوّل سفينة آلية تجتاز المحيط الأطلسي
مصممة بـ«لسان كهربائي» وتقنيات رصد ويقودها قبطان ذكاء صناعي
سوزان كارلن
بعد نحو 4 عقود على إبحار سفينة «ماي فلاور» الأصلية في المحيط الأطلسي، أتمت نسختها الآلية غير المأهولة أولى رحلاتها العابرة للمحيط وحدها، ووفقاً لقراراتها الخاصة.
سفينة آلية
بعد 7 سنواتٍ من التخطيط و40 يوماً من الإبحار في البحر، وصلت سفينة «مايفلاور» الآلية (MAS400) أخيراً إلى مدينة هاليفاكس في نوفا سكوشا، في 5 يونيو (حزيران)، قاطعة مسافة 3500 ميل من بليموث في بريطانيا.السفينة المدفوعة بمحرّك هجين معزّز بالطاقة الشمسية ومولّد ديزل داعم، والموجّهة بتقنيات الذكاء الصناعي والسحابة والحوسبة الحديّة، حوّلت مسارها الذي كان مقرّراً نحو واشنطن إلى كندا حتّى يتمكّن الفريق من صيانة مفتاح تشغيل أحد المحرّكات. ومن المقرّر أن تتابع السفينة مسارها إلى بليموث، ماساتشوستس، لترسو في نهاية هذا الشهر في المكان الذي رست فيه «ماي فلاور» الأصلية عام 1620، قبل وصولها أخيراً إلى عاصمة الولايات المتّحدة في يوليو (تموز).
طوِّر مشروع السفينة، الذي لم يكشف عن كلفته، في إطار تعاونٍ بين منظّمة «برو مار» غير الربحية لأبحاث المحيطات، التي شارك بريت فانونف في تأسيسها عام 2001، وشركة «آي بي أم» للأبحاث. يضمّ المشروع فريقاً متعدّد الثقافات يتحدّر أعضاؤه من 10 دول و3 قارّات، بالإضافة إلى 40 شريكاً تجارياً وأكاديمياً. وتؤدّي السفينة ووزنها 10 آلاف رطل (الرطل يبلغ 453 غراماً تقريباً)، وأبعادها 50 في 20 قدماً، مهام آلية وقابلة لإعادة البرمجة بالتحكّم عن بعد، ووفق قرارات تُتخذ في الوقت الحقيقي في البحر، دون تدخّل بشري. ويستطيع البشر المشاركة في حالات الطوارئ.
تستطيع السفينة تجنّب المخاطر، وتقييم أدائها، ووضع خطط الطريق، والتعامل مع أوضاع أخرى مستجدة من تلقاء نفسها. كما قادت «ماي فلاور» أيضاً مجموعة من الأبحاث العلمية البيئية في أجزاء بعيدة من المحيط.
«لسان كهربائي»
سبق نجاح «ماي فلاور» في تجاوز المحيط الأطلسي إنجازات لسفن آلية أخرى ذات طابع بحثي وتجاري وعسكري، قطعت مسافات طويلة في المحيط الهادي، وأبرزها «سي هانتر» لشركة «ليدو» التي أنهت رحلة لمسافة 5000 ميل بين سان دييغو وهاواي في عام 2019 في إطار مشروعٍ للبحرية الأميركية؛ وسفينة «سيلدرون سورفيور» البحثية التي أنهت رحلة مسافتها 2250 ميلاً من سان فرانسيسكو إلى هاواي؛ وآخرها سفينة «بريزم كوراج» التابعة لعملاق الصناعات الثقيلة «هيونداي»، التي أنهت رحلة بمسافة 6200 ميل من الولايات المتحدة إلى كوريا الجنوبية باستخدام الملاحة الآلية خلال نصف رحلتها.
كان تطوير التقنية التي تؤمّن تدفّق البيانات الآلي المتواصل والضروري لتفاعل السفينة التحدّي الأكبر الذي واجه تصميم «ماي فلاور». وتضمّ السفينة 6 كاميرات مدعومة بالذكاء الصناعي، وما يزيد عن 30 جهاز استشعار، تغطّي 3 محطّات للأرصاد الجوية، وتكنولوجيا للتجارب العلمي، ونظام رؤية للتعرّف إلى العوائق مثل الألواح التي يسيرها البحارة الهواة، والسفن، وجبال الجليد.
وتحتوي هذه الأجهزة على رادار، وسونار، وليدار LIDAR (جهاز ليزر لرصد المسافات وقياسها)، و«جي بي أس»، تؤمن دقة بمدى بضعة سنتيمترات، بالإضافة إلى كاميرات بانورامية للتصوير الليلي والنهاري، وأجهزة تصوير حراري، وأدوات قياس للحركة والوقود والرياح، وارتفاع وشكل الموج، والكيمياء المائية.
تغذّي المعلومات التي تدعمها هذه الأجهزة قبطان الذكاء الصناعي الذي يستخدم برنامج اتخاذ القرارات التشغيلية من تطوير «آي بي أم» لإرشادات الملاحة والتحليل المدعوم بخبرة واسعة في التعلّم الآلي.
وتضمّ السفينة أيضاً واحدة من أحدث الأدوات في هذا المجال «هايبر تيست» Hypertaste وهي عبارة عن «لسانٍ إلكتروني» يجمع معلومات كيميائية، وحيوية، بالإضافة إلى الحمض النووي البيئي.
وتحلّل هذه الأداة – التي استقدمتها الشركة من صناعة الغذاء، وكيّفتها لتلائم الملاحة البحرية – نوعية المياه على طول الطريق لرصد تأثير البيئات المتغيّرة على نموّ العوالق والنباتات المجهرية ومخزونات الغذاء البحري. خلال الرحلة، عملت «هايبر ستيت» أيضاً على قياس درجة الحموضة وتركيزات الحديد لتقييم تلك الأغذية البحرية والملوحة والتركيبات الكيميائية.
تريبيون ميديا
مصممة بـ«لسان كهربائي» وتقنيات رصد ويقودها قبطان ذكاء صناعي
سوزان كارلن
بعد نحو 4 عقود على إبحار سفينة «ماي فلاور» الأصلية في المحيط الأطلسي، أتمت نسختها الآلية غير المأهولة أولى رحلاتها العابرة للمحيط وحدها، ووفقاً لقراراتها الخاصة.
سفينة آلية
بعد 7 سنواتٍ من التخطيط و40 يوماً من الإبحار في البحر، وصلت سفينة «مايفلاور» الآلية (MAS400) أخيراً إلى مدينة هاليفاكس في نوفا سكوشا، في 5 يونيو (حزيران)، قاطعة مسافة 3500 ميل من بليموث في بريطانيا.السفينة المدفوعة بمحرّك هجين معزّز بالطاقة الشمسية ومولّد ديزل داعم، والموجّهة بتقنيات الذكاء الصناعي والسحابة والحوسبة الحديّة، حوّلت مسارها الذي كان مقرّراً نحو واشنطن إلى كندا حتّى يتمكّن الفريق من صيانة مفتاح تشغيل أحد المحرّكات. ومن المقرّر أن تتابع السفينة مسارها إلى بليموث، ماساتشوستس، لترسو في نهاية هذا الشهر في المكان الذي رست فيه «ماي فلاور» الأصلية عام 1620، قبل وصولها أخيراً إلى عاصمة الولايات المتّحدة في يوليو (تموز).
طوِّر مشروع السفينة، الذي لم يكشف عن كلفته، في إطار تعاونٍ بين منظّمة «برو مار» غير الربحية لأبحاث المحيطات، التي شارك بريت فانونف في تأسيسها عام 2001، وشركة «آي بي أم» للأبحاث. يضمّ المشروع فريقاً متعدّد الثقافات يتحدّر أعضاؤه من 10 دول و3 قارّات، بالإضافة إلى 40 شريكاً تجارياً وأكاديمياً. وتؤدّي السفينة ووزنها 10 آلاف رطل (الرطل يبلغ 453 غراماً تقريباً)، وأبعادها 50 في 20 قدماً، مهام آلية وقابلة لإعادة البرمجة بالتحكّم عن بعد، ووفق قرارات تُتخذ في الوقت الحقيقي في البحر، دون تدخّل بشري. ويستطيع البشر المشاركة في حالات الطوارئ.
تستطيع السفينة تجنّب المخاطر، وتقييم أدائها، ووضع خطط الطريق، والتعامل مع أوضاع أخرى مستجدة من تلقاء نفسها. كما قادت «ماي فلاور» أيضاً مجموعة من الأبحاث العلمية البيئية في أجزاء بعيدة من المحيط.
«لسان كهربائي»
سبق نجاح «ماي فلاور» في تجاوز المحيط الأطلسي إنجازات لسفن آلية أخرى ذات طابع بحثي وتجاري وعسكري، قطعت مسافات طويلة في المحيط الهادي، وأبرزها «سي هانتر» لشركة «ليدو» التي أنهت رحلة لمسافة 5000 ميل بين سان دييغو وهاواي في عام 2019 في إطار مشروعٍ للبحرية الأميركية؛ وسفينة «سيلدرون سورفيور» البحثية التي أنهت رحلة مسافتها 2250 ميلاً من سان فرانسيسكو إلى هاواي؛ وآخرها سفينة «بريزم كوراج» التابعة لعملاق الصناعات الثقيلة «هيونداي»، التي أنهت رحلة بمسافة 6200 ميل من الولايات المتحدة إلى كوريا الجنوبية باستخدام الملاحة الآلية خلال نصف رحلتها.
كان تطوير التقنية التي تؤمّن تدفّق البيانات الآلي المتواصل والضروري لتفاعل السفينة التحدّي الأكبر الذي واجه تصميم «ماي فلاور». وتضمّ السفينة 6 كاميرات مدعومة بالذكاء الصناعي، وما يزيد عن 30 جهاز استشعار، تغطّي 3 محطّات للأرصاد الجوية، وتكنولوجيا للتجارب العلمي، ونظام رؤية للتعرّف إلى العوائق مثل الألواح التي يسيرها البحارة الهواة، والسفن، وجبال الجليد.
وتحتوي هذه الأجهزة على رادار، وسونار، وليدار LIDAR (جهاز ليزر لرصد المسافات وقياسها)، و«جي بي أس»، تؤمن دقة بمدى بضعة سنتيمترات، بالإضافة إلى كاميرات بانورامية للتصوير الليلي والنهاري، وأجهزة تصوير حراري، وأدوات قياس للحركة والوقود والرياح، وارتفاع وشكل الموج، والكيمياء المائية.
تغذّي المعلومات التي تدعمها هذه الأجهزة قبطان الذكاء الصناعي الذي يستخدم برنامج اتخاذ القرارات التشغيلية من تطوير «آي بي أم» لإرشادات الملاحة والتحليل المدعوم بخبرة واسعة في التعلّم الآلي.
وتضمّ السفينة أيضاً واحدة من أحدث الأدوات في هذا المجال «هايبر تيست» Hypertaste وهي عبارة عن «لسانٍ إلكتروني» يجمع معلومات كيميائية، وحيوية، بالإضافة إلى الحمض النووي البيئي.
وتحلّل هذه الأداة – التي استقدمتها الشركة من صناعة الغذاء، وكيّفتها لتلائم الملاحة البحرية – نوعية المياه على طول الطريق لرصد تأثير البيئات المتغيّرة على نموّ العوالق والنباتات المجهرية ومخزونات الغذاء البحري. خلال الرحلة، عملت «هايبر ستيت» أيضاً على قياس درجة الحموضة وتركيزات الحديد لتقييم تلك الأغذية البحرية والملوحة والتركيبات الكيميائية.
تريبيون ميديا