المحاصيل المُعدَّلة وراثيًّا هى أمل المستقبل
المحاصيل المُعدَّلة وراثيًّا هى أمل المستقبل
د. نبيل صبحى فرج
يُعتبر علم تربية النبات من العلوم التطبيقية الأساسية لعلوم الزراعة.. قديمًا وحديثًا.. للحصول على أعلى عائد من الإنتاج الزراعى أو للتخلص من بعض المشكلات الحقلية مثل مقاومة الجفاف أو الآفات وغيرها من عناصر التغير المناخى!!!.
يُعتقد أن علوم تربية النبات قد بدأت منذ عشرة آلاف سنة، وتنوعت الدراسات بها بين التربية الانتقائية selective breeding والتلقيح الخلطى cross breeding لنقل بعض الصفات المرغوبة إلى الهجين. وقد أثمرت الوسائل التقليدية للتربية إنتاج الأرز الذهبى golden rice الغنى بالبيتاكاروتين، وهو مصدر فيتامين A.
ولطول زمن الدراسة لإنتاج هجين بمواصفات معينة بالطرق التقليدية السابق ذكرها، اتجهت علوم التربية إلى ما يسمى علوم التعديل الوراثى genetic modification أو genetic manipulation، وكلها مرادفات لما يسمى genetic engineering لنقل جين أو أكثر من كائن إلى آخر عن طريق direct manipulation بوسائل التكنولوجيا الحيوية biotechnology، التى نجحت فى إنتاج بعض الفيتامينات والفاكسينات من بعض المحاصيل كالأرز والدخان.
والجين هو قطعة صغيرة من الحمض النووى DNA) desoxynucleic acid)، الذى يعطى التعليمات لتصنيع بروتينات الخلايا.. أو التعليمات لأداء عمل ضرورى للخلايا الحية.. بعد إكثاره بالطرق الحيوية، ثم حقنه فى النبات المرغوب نقل الصفة إليه.. ومن سلبيات هذه الطريقة ومن علامات سوء حظ المُربِّى أن يجد كثرة من الأفراد offsprings ليس بها الجين المطلوب نقله، مما يستدعى الإعادة، فتصبح العملية بطيئة جدًّا، مما ينطبق عليه توقعات hit- and- miss.
وقد تعرضت عمليات التعديل الوراثى إلى كثير من المهاترات العلمية.. شأنها شأن كل جديد فى العلم!!!، حيث إن المحاصيل المُعدَّلة وراثيًّا genetic modified crops تم الحصول عليها بوسائل غير طبيعية، وبالتالى اعتُبرت غير صحية وغير مأمونة untrustworthy لاحتمال حدوث تغيرات فى النبات لا نعلم عنها شيئًا، مثل الارتباك فى النظام الجينى، مما يدفع النبات إلى إفراز كميات زائدة من التوكسينات التى تقلل من قيمته الغذائية.. مما يعنى أن الاعتراض كان مبنيًّا على احتمال جائز الحدوث حتى فى النباتات المُربَّاة بالطرق التقليدية.. أو الموجودة طبيعيًّا.. دون تدخل الإنسان.. أو ما يُطلق عليه الطرز البرية wild types، التى أهملنا الاستفادة منها.. إلى حد بعيد!!!.. فى مختلف عمليات التربية والتعديل الوراثى. ونظرًا لوقوع التعديل الوراثى للمحاصيل تحت مظلة دراسات الهندسة الوراثية genetic engineering، فقد تنوعت الدراسات لتشمل الهندسة الوراثية التحليلية analytical، والتطبيقية فى الزراعة وغيرها applied وإنتاج المستحضرات الحيوية chemical فى مجالات أخرى. جدير بالذكر أن دراسات الهندسة الوراثية تتم فى الأساس تحت ظروف آمنة متشددة فى الولايات المتحدة وكندا ولبنان ومصر.. وطبعًا بعض البلاد التى لم تعلن ضلوعها فى ذلك لأسباب أمنية!!!، بينما الاتحاد الأوروبى والبرازيل والصين تسمح بزراعة المحاصيل المُعدَّلة وراثيًّا.. بفكر كل حالة مستقلة عن الأخرى «a case by case basis»، ومحاصيل فول الصويا والذرة المُعدَّلة وراثيًّا، التى تم التوسع فى زراعتها اقتصاديًّا، شاهدة على ذلك!!!.
مما سبق يتضح أن التعديل الوراثى للمحاصيل وتوقعات النجاح تتميز بسرعة الحصول على النتائج المرغوبة والتأكد منها إذا ما قورنت بوسائل التربية التقليدية، إلا أن ذلك لا يخلو من سلبيات وقتية تستدعى إعادة المحاولة.. فكل طريقة حسب الظروف المحيطة لها سلبياتها وإيجابياتها.. إلا أن ذلك لا ينفى احتمالات الخطأ البشرى أيضًا.. أو تغير الظروف البيئية المفاجئ تبعًا لتغير المناخ!!!، والتى قد ينتج عنها تدهور قيمة الهجين أو رد الفعل السلبى لتذبذب الطقس خلال الموسم الواحد، إلإ أن تلك المعوقات!!! لا تقلل من قيمة وأهمية التعديل الوراثى لحاجتنا إلى مواكبة الانفلات السكانى.. وللتوسع الرأسى المطلوب عوضًا عن التوسع الأفقى البطىء، الذى لا يلبى تعديل الكثافة السكانية غير المقبولة والعَصِيّة على الحل. وفى مجالات أخرى كان للعلاج الجينى.. وهو أحد إنجازات الهندسة الوراثية.. لعلاج بعض الأمراض الوراثية فى المواليد شأن كبير. وفى البيطرة تطبق لزيادة شدة الولاء loyality لكلاب الحراسة وزيادة سرعة التعلم easy to learn لكلاب التفتيش عن الممنوعات ونواحٍ أخرى من العلوم البيطرية.
خلاصة القول: إن الهندسة الوراثية- أو التعديل الوراثى- لا غنى عنها فى مجال الزراعة التطبيقية.. نباتيًّا وحيوانيًّا.. بل فى ظل التغيرات المناخية المشهودة فى الوقت الحالى وآثارها السلبية المتوقعة على الإنتاج الزراعى حاليًا ومستقبلًا، مما يستدعى سرعة البحث عن البدائل العلمية سريعة النتائج تماشيًا مع تغير الظروف البيئية، إلا أن ذلك لا يعنى غض النظر كليًّا عن الطرق التقليدية الأولى.. والله الموفق.
المصري اليوم
د. نبيل صبحى فرج
يُعتبر علم تربية النبات من العلوم التطبيقية الأساسية لعلوم الزراعة.. قديمًا وحديثًا.. للحصول على أعلى عائد من الإنتاج الزراعى أو للتخلص من بعض المشكلات الحقلية مثل مقاومة الجفاف أو الآفات وغيرها من عناصر التغير المناخى!!!.
يُعتقد أن علوم تربية النبات قد بدأت منذ عشرة آلاف سنة، وتنوعت الدراسات بها بين التربية الانتقائية selective breeding والتلقيح الخلطى cross breeding لنقل بعض الصفات المرغوبة إلى الهجين. وقد أثمرت الوسائل التقليدية للتربية إنتاج الأرز الذهبى golden rice الغنى بالبيتاكاروتين، وهو مصدر فيتامين A.
ولطول زمن الدراسة لإنتاج هجين بمواصفات معينة بالطرق التقليدية السابق ذكرها، اتجهت علوم التربية إلى ما يسمى علوم التعديل الوراثى genetic modification أو genetic manipulation، وكلها مرادفات لما يسمى genetic engineering لنقل جين أو أكثر من كائن إلى آخر عن طريق direct manipulation بوسائل التكنولوجيا الحيوية biotechnology، التى نجحت فى إنتاج بعض الفيتامينات والفاكسينات من بعض المحاصيل كالأرز والدخان.
والجين هو قطعة صغيرة من الحمض النووى DNA) desoxynucleic acid)، الذى يعطى التعليمات لتصنيع بروتينات الخلايا.. أو التعليمات لأداء عمل ضرورى للخلايا الحية.. بعد إكثاره بالطرق الحيوية، ثم حقنه فى النبات المرغوب نقل الصفة إليه.. ومن سلبيات هذه الطريقة ومن علامات سوء حظ المُربِّى أن يجد كثرة من الأفراد offsprings ليس بها الجين المطلوب نقله، مما يستدعى الإعادة، فتصبح العملية بطيئة جدًّا، مما ينطبق عليه توقعات hit- and- miss.
وقد تعرضت عمليات التعديل الوراثى إلى كثير من المهاترات العلمية.. شأنها شأن كل جديد فى العلم!!!، حيث إن المحاصيل المُعدَّلة وراثيًّا genetic modified crops تم الحصول عليها بوسائل غير طبيعية، وبالتالى اعتُبرت غير صحية وغير مأمونة untrustworthy لاحتمال حدوث تغيرات فى النبات لا نعلم عنها شيئًا، مثل الارتباك فى النظام الجينى، مما يدفع النبات إلى إفراز كميات زائدة من التوكسينات التى تقلل من قيمته الغذائية.. مما يعنى أن الاعتراض كان مبنيًّا على احتمال جائز الحدوث حتى فى النباتات المُربَّاة بالطرق التقليدية.. أو الموجودة طبيعيًّا.. دون تدخل الإنسان.. أو ما يُطلق عليه الطرز البرية wild types، التى أهملنا الاستفادة منها.. إلى حد بعيد!!!.. فى مختلف عمليات التربية والتعديل الوراثى. ونظرًا لوقوع التعديل الوراثى للمحاصيل تحت مظلة دراسات الهندسة الوراثية genetic engineering، فقد تنوعت الدراسات لتشمل الهندسة الوراثية التحليلية analytical، والتطبيقية فى الزراعة وغيرها applied وإنتاج المستحضرات الحيوية chemical فى مجالات أخرى. جدير بالذكر أن دراسات الهندسة الوراثية تتم فى الأساس تحت ظروف آمنة متشددة فى الولايات المتحدة وكندا ولبنان ومصر.. وطبعًا بعض البلاد التى لم تعلن ضلوعها فى ذلك لأسباب أمنية!!!، بينما الاتحاد الأوروبى والبرازيل والصين تسمح بزراعة المحاصيل المُعدَّلة وراثيًّا.. بفكر كل حالة مستقلة عن الأخرى «a case by case basis»، ومحاصيل فول الصويا والذرة المُعدَّلة وراثيًّا، التى تم التوسع فى زراعتها اقتصاديًّا، شاهدة على ذلك!!!.
مما سبق يتضح أن التعديل الوراثى للمحاصيل وتوقعات النجاح تتميز بسرعة الحصول على النتائج المرغوبة والتأكد منها إذا ما قورنت بوسائل التربية التقليدية، إلا أن ذلك لا يخلو من سلبيات وقتية تستدعى إعادة المحاولة.. فكل طريقة حسب الظروف المحيطة لها سلبياتها وإيجابياتها.. إلا أن ذلك لا ينفى احتمالات الخطأ البشرى أيضًا.. أو تغير الظروف البيئية المفاجئ تبعًا لتغير المناخ!!!، والتى قد ينتج عنها تدهور قيمة الهجين أو رد الفعل السلبى لتذبذب الطقس خلال الموسم الواحد، إلإ أن تلك المعوقات!!! لا تقلل من قيمة وأهمية التعديل الوراثى لحاجتنا إلى مواكبة الانفلات السكانى.. وللتوسع الرأسى المطلوب عوضًا عن التوسع الأفقى البطىء، الذى لا يلبى تعديل الكثافة السكانية غير المقبولة والعَصِيّة على الحل. وفى مجالات أخرى كان للعلاج الجينى.. وهو أحد إنجازات الهندسة الوراثية.. لعلاج بعض الأمراض الوراثية فى المواليد شأن كبير. وفى البيطرة تطبق لزيادة شدة الولاء loyality لكلاب الحراسة وزيادة سرعة التعلم easy to learn لكلاب التفتيش عن الممنوعات ونواحٍ أخرى من العلوم البيطرية.
خلاصة القول: إن الهندسة الوراثية- أو التعديل الوراثى- لا غنى عنها فى مجال الزراعة التطبيقية.. نباتيًّا وحيوانيًّا.. بل فى ظل التغيرات المناخية المشهودة فى الوقت الحالى وآثارها السلبية المتوقعة على الإنتاج الزراعى حاليًا ومستقبلًا، مما يستدعى سرعة البحث عن البدائل العلمية سريعة النتائج تماشيًا مع تغير الظروف البيئية، إلا أن ذلك لا يعنى غض النظر كليًّا عن الطرق التقليدية الأولى.. والله الموفق.
المصري اليوم