• ×
admin

«نحو حج صحي وآمن»... مؤتمر افتراضي لتوعية ضيوف الرحمن

«نحو حج صحي وآمن»... مؤتمر افتراضي لتوعية ضيوف الرحمن
البطاقة الذكية أحدث التقنيات من «الحج والعمرة»

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة

تحظى الخدمات الصحية في الحج باهتمام خاص ورعاية كبيرة من حكومة خادم الحرمين الشريفين، وتتفانى وزارة الصحة السعودية وكافة القطاعات الصحية الأخرى ومعها الوزارات والهيئات، ذات العلاقة بخدمة الحجاج، في تقديم الرعاية الصحية والطبية والوقائية لحجاج بيت الله الحرام لحمايتهم أثناء تأديتهم مناسك الحج.


- مؤتمر لتوعية الحجاج

ضمن البرامج الصحية التوعوية الموجهة للحجاج، عقدت، يوم الثلاثاء الماضي، الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع بالتعاون مع شركة فايزر السعودية مؤتمرا صحافيا توعويا للحجاج تحت عنوان (نحو حج صحي وآمن)، حضرته نخبة من الصحفيين والإعلاميين إلى جانب الأطباء. أشار فيه رئيس المؤتمر نائب رئيس الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع استشاري طب الأسرة البروفيسور أشرف أمير إلى جهود الدولة في توفير كافة الوسائل الوقائية والعلاجية والإسعافية والطارئة إضافة إلى اللقاحات ومن ضمنها لقاح الحمى الشوكية والإنفلونزا ولقاح كورونا. وأشار ضمن محاضرته في هذا المؤتمر إلى أهمية الصحة الوقائية للحجاج في الوقاية من الأمراض خلال تواجدهم في الأماكن المزدحمة وخلال تعرضهم لأشعة الشمس القوية وعند عودتهم إلى بلدانهم بعد أداء الفريضة.

وأضاف أن الحج، في هذا العام، يشهد نقلة نوعية كبيرة بإطلاق تقنيات جديدة ونظم جديدة وإبداعات وابتكارات جديدة، نذكر منها «بطاقة الحج الذكية» التي أطلقتها وزارة الحج والعمرة. تهدف هذه التقنية إلى تسهيل تنقل ضيوف الرحمن وسرعة وصولهم إلى مواقعهم ومخيماتهم سواء في مشعر منى أو عرفات. أيضاً هناك مبادرة عنوانها «تحدي الحج والعمرة» أطلقتها، أيضاً، وزارة الحج والعمرة بالتعاون مع برنامج خدمة ضيوف الرحمن الذي يعتبر أحد برامج رؤية المملكة 2030 وقد شارك فيها حوالي 1500 مشارك ممن لديهم مبادرات وابتكارات. هدفت هذه المبادرة إلى جمع الأفكار الإبداعية وتنفيذها لخلق تجربة مميزة لضيوف الرحمن من خلال حلول إبداعية تحسن جودة الخدمة وتثري تجربة الحاج والمعتمر. في هذه المبادرة، كانت هنالك 6 مسارات مختلفة: إدارة الحشود، إدارة النفايات، إدارة الإسكان، إدارة الإعاشة، النقل، والصحة. وهذه كلها تمثل البرامج الخدماتية التي تعتني بالحاج بشكل مباشر أو غير مباشر، وتجعل من الحج رحلة سهلة وميسرة.


- مخاطر شائعة

> اللقاحات للوقاية من الأمراض المعدية. تحدث في المؤتمر مدير الإدارة الطبية بشركة فايزر السعودية الدكتور هاني الهاشمي وركز في حديثه على التطورات التي يشهدها المجتمع الطبي في ظل جائحة كورونا، وأهمية المضادات الفيروسية الحديثة، وأخذ اللقاحات الموصى بها، وأهمية ذلك في وقاية الحجاج والمجاورين والمخالطين لهم من السكان وغيرهم من الإصابة بالأمراض المعدية. وختم الدكتور هاني الهاشمي محاضرته بالإشارة إلى اهتمام شركة فايزر السعودية بالمشاركة في البرامج التوعوية والتثقيفية الصحية والتي تهدف إلى رفع معدلات الوعي الصحي إسهاما في المحافظة على الصحة العامة للفرد والمجتمع.

> المخاطر الصحية الشائعة في الحج. تحدثت في المؤتمر الدكتورة رجاء بنت محمد الردادي أستاذ مساعد واستشاري الطب الوقائي رئيس قسم طب المجتمع عضو المجلس العلمي للزمالة السعودية نائب رئيس الجمعية السعودية للوبائيات، عرفت، في البداية، التجمعات الجماهيرية على أنها تجمعات من الناس في موقع معين لغرض معين ولفترة زمنية محددة مثل التجمعات الدينية ومنها الحج والرياضية والاجتماعية، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية. وبديهي أن تكون الأمراض المعدية مصدر قلق خاص في حال حدوث تجمع عال من الناس في وقت ومكان محددين.

وبحسب الدراسات المحلية، ففي فترة الحج، تعتبر التهابات الجهاز التنفسي هي السبب الرئيسي للأمراض المعدية بين الحجاج وأهمها فيروس الإنفلونزا ويليه بعض أنواع البكتيريا ثم الإصابة بالإسهال. أكثر الفاشيات شيوعاً في هذه الأحداث تضمنت أمراضاً يمكن الوقاية منها عن طريق التطعيم، ولا سيما الحمى الشوكية والإنفلونزا.

ومن المنظور الصحي، تشكل التجمعات مجموعة متنوعة من التهديدات الصحية، لدرجة أنه في عام 2011، وضع إعلان جدة حول صحة التجمعات الجماهيرية «المبادئ التي تنظم مجال طب التجمعات الجماهيرية».

عادةً ما تتضمن المشكلات الصحية الناشئة عن التجمهر مخاطر متزايدة للإصابات وانتشار الأمراض المعدية بين المشاركين والسكان المحليين. بينما كان التركيز الأولي للمجتمع الطبي منصبا على التعامل مع القضايا الناشئة بين الحجاج، تطورت المشكلة في السنوات الأخيرة لتشمل جوانب الصحة العالمية مثل جائحة كورونا وتأثيرها.

هناك مسألتان ذاتا أهمية خاصة في هذا السياق. أولاهما، غالباً ما يكون لدى الحجاج قابلية ومناعة متفاوتة للإصابة بالأمراض، كونهم قادمين من مواقع ذات أنظمة صحية مختلفة وبثقافات متفاوتة. وثانيهما، كيف يمكن تخفيف خطر تفشي الأمراض المعدية في الحج؟

كما أن هناك مخاطر صحية أخرى في الحج تشمل الأمراض غير المعدية، والحوادث والإصابات، والآثار البيئية مثل الأمراض المرتبطة بالحرارة، والجفاف، وانخفاض درجة حرارة الجسم.

واختتمت الدكتورة رجاء الردادي حديثها بالنصائح التالية للحفاظ على صحة الحجاج:

- أخذ اللقاحات قبل الحج بفترة كافية، فهو أمر ضروري لوقاية الحجاج من بعض الأمراض المعدية.

- ونظراً لأن التباعد الاجتماعي من الإجراءات التي يصعب تنفيذها في الحج، فإنه يوصى بالتدابير الوقائية الفردية كالتطعيم ولبس الكمامة ونظافة اليدين.

- شرب كميات وافرة من الماء من 8 - 10 كؤوس يومياً، بالإضافة إلى شرب العصائر الطبيعية للوقاية من الإصابة بالجفاف.

- تناول الفواكه والخضار الغنية بالماء، مثل: الخيار، والبطيخ، والبرتقال، حيث تساعد هذه الأطعمة في الحفاظ على توازن مخزون المياه في الجسم.

- النوم من 6 - 8 ساعات يومياً.


- الحقيبة الطبية للحاج

قدمت الصيدلانية الإكلينيكية والباحثة في العلوم الصيدلانية وعلوم أمراض القلب والأمراض المزمنة الدكتورة فخر بنت زهير الأيوبي محاضرة في هذا المؤتمر بعنوان (الحقيبة الطبية والاستخدام الدوائي الأمثل للحجاج)، أكدت على أهمية الصحة الوقائية للحجاج، وأن موضوع الحقيبة الطبية، أثناء السفر بشكل عام وخلال الحج بشكل خاص، هو من الأمور المهمة جدا في حياتنا بشكل عام، ويجب على كل حاج اقتناء الحقيبة الطبية حيث تحتوي على أدوية ضرورية سواء من ناحية الإسعافات الأولية أو إسعاف الحالات المزمنة وما قد يتعرض له الحاج من مضاعفاتها بسبب التغيرات المناخية والبيئية والمعيشية التي يمر بها الحجاج خلال هذه الرحلة الشاقة، وأنها تساعد كثيرا في السيطرة على الحالات الإسعافية في وقتها وحتى الوصول إلى مركز الرعاية الصحية حيث يتلقى الحاج المساعدة الطبية المحترفة من الكادر الطبي.

وشرحت أيضاً بعضاً من أهم الأدوية والمستلزمات الصحية التي يجب أن تحتوي عليها الحقيبة الصحية لكل حاج بشكل عام وللحجاج المرضى بأمراض مزمنة مثل مرض السكري والمصابين بارتفاع ضغط الدم وأمراض الجهاز التنفسي بشكل خاص. كما قدمت نصائح طبية وإرشادية للحجاج بالطرق الصحيحة لحفظ الأدوية وطرق استخدامها.

وكون غالبية الحجاج هم من كبار السن فنتوقع معاناة أكثرهم من الأمراض المزمنة منذ زمن طويل مثل أمراض القلب والأوعية الدموية أو السكري أو الصرع أو الربو وغيرها من الأمراض المنهكة للجسم والمؤثرة على جهاز المناعة لهم. هذه الأمراض تتطلب أن يكون مع الحاج أدوية خاصة بها وتكون قريبة من متناول يديه وأن تظل طوال الرحلة بشكل سليم وجودة عالية وبعيدة عن المؤثرات الخارجية التي قد توثر في درجة فعالياتها مثل درجة الحرارة المرتفعة أو التعرض للشمس بشكل مباشر، وأن يتناولها بجرعات صحيحة، وأن يراجع الحاج المركز الصحي القريب من سكنه عند تعرضه لأي أعراض طارئة غير متعود عليها.

أما محتويات الحقيبة الطبية، فتشمل أولا أدوية وأدوات للطوارئ وهي:

- مسكنات الألم والمغص، مضادات الحموضة، خافضات الحرارة بمختلف أشكالها الصيدلانية سواء شراب أو حبوب أو باتشات.

- قطرة مرطبة للعين، مضاد حساسية، علاج كحة، أملاح تعويضية، محلول الجفاف.

- دهان لآلام الركب والمفاصل، رباط ضاغط.

- معالجات الحروق، مراهم للجروح والخدوش، لصقات طبية، شاش وقطن معقم، مطهر سائل أو بخاخ أو باتشات مشبعة بالمطهر.

- مقياس حرارة (محرار) ويفضل نوع الشريط، جهاز قياس الضغط.

- جوانتيات/ قفازات، أكياس بلاستيك للتخلص من النفايات، أكياس واقية للحمام.

> ثانيا: أدوية للأمراض المزمنة. وتكون محددة بنوع المرض المزمن مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، داء السكري، ارتفاع ضغط الدم، الصرع، الربو وغيرها. تكون الكمية كافية لفترة الحج حيث يكون تناولها بشكل يومي. ويجب أن يحمل الحاج تقريرا طبيا يشتمل على التشخيص والأدوية بالجرعات المناسبة. وأخيرا شمسية للوقاية من الحر.

وحول حفظ وسلامة الحقيبة الطبية، يجب:

- التأكد من صلاحية محتوى الحقيبة الطبية من الأدوية وأن يكون تاريخ الصلاحية ما زال فعالا، إبعاد الحقيبة عن الشمس، وضعها في غرفة مكيفة بعيدا عن حرارة الجو.

- هناك أدوية يجب أن تحفظ في الثلاجة مثل الإنسولين والعلاجات الهرمونية مع العلم أن عدم نقلها في حافظة قد يكسر المادة الفعالة ويفقد العلاج فعاليته.

- عند فتح قطرة العين لا بد من التأكد من صلاحيتها وصحة استعمالها.

- عدم فتح شراب الكحة أو خافضات الحرارة إلا عند الحاجة لاستعمالها، والتأكد من عدم تكون كريستالات لأنها دليل على قلة الفعالية.

- عبوة الإنسولين، يوضع على العلبة تاريخ فتحها حيث يبدأ حساب مدة صلاحيتها.

- عدم استخدام أي علاج فقط لأنه بتوصية من حاج آخر لديه نفس الأعراض واستفاد منه.

- عدم التردد في طلب المساعدةً من الطاقم الطبي في مناطق المشاعر المقدسة عند الحاجة.


- بطاقة الإرشادات الطبية

تحتوي البطاقة على بعض الإرشادات لأفضل طرق تقديم الإسعافات الأولية بطريقة صحيحة، وهي:

- التصرف بهدوء، وإبعاد المصاب عن أي خطر.

- كيفية فك الأحزمة والملابس الضيقة.

- كيفية التأكد من نفس المصاب.

- كيفية البحث عن أي جسم غريب في الفم، لتجنب اختناق المصاب، وإجراء تنفس صناعي في حال توقفه.

- محاولة وقف النزيف إن وجد عن طريق الضغط عليه بقطعة من القماش النظيف، أو عن طريق ربطه برباط ضاغط.

- أرقام طلب الإسعاف.

- التأكيد على أن تتجنب تعريض نفسك للخطر.

- التأكيد على الابتعاد عن إجراء أي تدخل تجهله.

- تجنب إعطاء فاقد الوعي أي شيء عن طريق الفم.

- التأكيد على عدم نقل المصاب من مكانه في حال وجود أي نوع من الكسور.

الشرق الأوسط
بواسطة : admin
 0  0  120