سوبر قلو !
سوبر قلو !
خالد حمد السليمان
في الدول المتقدمة، يعني المنصب لشاغله مسؤولية إنجاز و وسيلة تحقيق أهداف، لذلك تجد المسؤول الإداري يتخلى عن منصبه برغبته ما أن يشعر بأنه عجز عن الإنجاز أو فشل في تحقيق الأهداف، أما عندنا فالمنصب بالنسبة لبعض المسؤولين ليس أكثر من عباءة برستيج ونافذة وجاهة اجتماعية، لذلك تجده يتمسك بمنصبه قدر استطاعته، ولا يتركه مختارا إلا إذا كان ينتقل منه إلى منصب أرفع مقاما وأكثر وجاهة !!
أحيانا أتأمل في العلاقة الحميمة التي تربط بعض المسؤولين بكراسيهم، وسر التصاقهم بها لسنوات طويلة دون أن يقدموا ما يشفع لهم بالبقاء عليها، حتى بت أتساءل عما إذا كان للأمر صلة بالـ «سوبر قلو»!!
هناك في الدول المتقدمة يشعر المسؤول بالغربة مع كرسي وظيفته العامة، فالعلاقة بينهما علاقة مؤقتة وعابرة، وعندما يجلس على كرسيه لأول مرة يرى طيف من كان يجلس عليه قبله مدركا أنه سيكون طيفا لمن سيجلس عليه بعده، أما عند بعض مسؤولينا تتداخل العلاقة بين الكرسي والجالس عليه، فلا يعود يميز بين العام والخاص، ولا بين كرسي مكتبه وكرسي صالة المعيشة ببيته!!
أما المصيبة الكبرى، فهي عندما يفيق هذا المسؤول يوما على صدمة مفارقة كرسيه فنظن أنه أراح واستراح، لكنه يتحول بين ليلة وضحاها من مسؤول سابق فاشل إلى منظر يعطي الدروس في فنون الإدارة و التخطيط !!
المصدر: صحيفة عكاظ