تحويشة العمر
تحويشة العمر
أ.د. أحمد بن داود المزجاجي
مما شاع في منصّات التواصل الاجتماعي أن معلّمة نُقِلتْ إلى العناية المركّزة بسبب أنها دَخلتْ على رابط يعرض خدمة تزويد شغّالات لمن يرغب في ذلك، وهي كانت في حاجة إلى شغّالة، وتكتشف في اليوم التالي وهي تريد سحب مبلغ للمصروف اليومي أن رصيدها الذي كان 800,000 ريال صار صفراً.. وهكذا في دقائق طارتْ تحويشة العمر.
المسكينة كانت تجمع طيلة حياتها هذا المبلغ لشراء شقّة سكنية لها.. طبعاً أغميَ عليها فوراً وتم نقلها إلى المستشفى ووضعت في العناية المركّزة..
ولا ننسى أن النصْب والاحتيال يُمارَس يومياً بصور مختلفة وبأساليب مغرية مثل وضع روابط وهمية بعنوان: عرض خصومات من قيمة مشتريات، الموافقة أو الاعتراض على قرار فرض ثلاثة فصول دراسية في السنة، دخول مسابقات معينة، قرض بدون فوائد، إحدى شركات البريد الخاص تشير إلى شحنة مرسلة لك، وشركات لحجز منتجعات رخيصة، وهكذا كثير وكثير.
اتصلتْ هذه المسكينة الضحية بالبنك، فلم يُعرْها اهتمامه.. فالواجب على البنك أن يرسل رسالة إليها وفيها رقم التحقّق من طلب صرف أي مبلغ قبل صرفه، فما بالك بمبلغ كبير مثل هذا؟!
هذا الموضوع كبير وشائك، ويبدو أن البنك الذي أودعتْ هذه الأخت فيه أموالها، شريك مباشر في المسؤولية، وليس دوره مقتصراً على التحويل والإيداع والتسديد؛ بل والاحتفاظ الصارم بسلامة أموال المودِعين عنده، وحمايتها من أي ابتزاز.. يجب أن يكون لدى جميع البنوك نظام قوي غير قابل للاختراق لحماية أرصدة عملائه، وعليه تزويدهم برقم أو رمز سرّي خاص لإجازة الصرف للمبلغ المطلوب.
ومن الأخبار المخيفة في هذا الصدد، أن إحدى دول الخليج ألقتْ القبض على مجموعة من العصابات ذوي المهارات الفنية العالية، ولديهم شبكة إلكترونية ضخمة معقّدة تعمل على تسهيل عمليات النصب والاحتيال مقابل رسوم معينة..
فهذا رجاء إلى البنك المركزي لمضاعفة رقابته على كل البنوك، والتحقيق في كل مخالفة يرتكبها البنك؛ حفاظاً على أموال المودعين، ورجاء آخر إلى الجمهور بعدم الرد على أي اتصال مجهول.. والله وليّ التوفيق.
المدينة
أ.د. أحمد بن داود المزجاجي
مما شاع في منصّات التواصل الاجتماعي أن معلّمة نُقِلتْ إلى العناية المركّزة بسبب أنها دَخلتْ على رابط يعرض خدمة تزويد شغّالات لمن يرغب في ذلك، وهي كانت في حاجة إلى شغّالة، وتكتشف في اليوم التالي وهي تريد سحب مبلغ للمصروف اليومي أن رصيدها الذي كان 800,000 ريال صار صفراً.. وهكذا في دقائق طارتْ تحويشة العمر.
المسكينة كانت تجمع طيلة حياتها هذا المبلغ لشراء شقّة سكنية لها.. طبعاً أغميَ عليها فوراً وتم نقلها إلى المستشفى ووضعت في العناية المركّزة..
ولا ننسى أن النصْب والاحتيال يُمارَس يومياً بصور مختلفة وبأساليب مغرية مثل وضع روابط وهمية بعنوان: عرض خصومات من قيمة مشتريات، الموافقة أو الاعتراض على قرار فرض ثلاثة فصول دراسية في السنة، دخول مسابقات معينة، قرض بدون فوائد، إحدى شركات البريد الخاص تشير إلى شحنة مرسلة لك، وشركات لحجز منتجعات رخيصة، وهكذا كثير وكثير.
اتصلتْ هذه المسكينة الضحية بالبنك، فلم يُعرْها اهتمامه.. فالواجب على البنك أن يرسل رسالة إليها وفيها رقم التحقّق من طلب صرف أي مبلغ قبل صرفه، فما بالك بمبلغ كبير مثل هذا؟!
هذا الموضوع كبير وشائك، ويبدو أن البنك الذي أودعتْ هذه الأخت فيه أموالها، شريك مباشر في المسؤولية، وليس دوره مقتصراً على التحويل والإيداع والتسديد؛ بل والاحتفاظ الصارم بسلامة أموال المودِعين عنده، وحمايتها من أي ابتزاز.. يجب أن يكون لدى جميع البنوك نظام قوي غير قابل للاختراق لحماية أرصدة عملائه، وعليه تزويدهم برقم أو رمز سرّي خاص لإجازة الصرف للمبلغ المطلوب.
ومن الأخبار المخيفة في هذا الصدد، أن إحدى دول الخليج ألقتْ القبض على مجموعة من العصابات ذوي المهارات الفنية العالية، ولديهم شبكة إلكترونية ضخمة معقّدة تعمل على تسهيل عمليات النصب والاحتيال مقابل رسوم معينة..
فهذا رجاء إلى البنك المركزي لمضاعفة رقابته على كل البنوك، والتحقيق في كل مخالفة يرتكبها البنك؛ حفاظاً على أموال المودعين، ورجاء آخر إلى الجمهور بعدم الرد على أي اتصال مجهول.. والله وليّ التوفيق.
المدينة