• ×
admin

استخلاص الحيامن

استخلاص الحيامن


د. وائل زهدي

تأخر الإنجاب بعد مرور عام على الزواج مشكلة تواجه 15 % من المتزوجين. ويرجع السبب في 40 % من الحالات إلى الزوج وفي 50 % من الحالات إلى الزوجة بينما يتأخر الإنجاب لأسباب مشتركه (الزوجين) في 10 % من الحالات وهناك أسباب كثيرة لعقم الرجال وبسؤال د. وائل زهدي ( أمراض الذكورة مراكز د. سمير عباس الطبية) عن أسباب وطرق علاج العقم عند الرجال أجاب أنه من أهم الأسباب دوالي الخصية والخصية المعلقة ونقص كمية السائل المنوي واضطرابات القذف والتهابات الجهاز التناسلي أو اختلال بعض الهرمونات بسبب فشل الغدة النخامية ولكن قد يعاني بعض المرضى العقم نتيجة الغياب التام للحيوان المنوي، ويرجع هذا الغياب إلى سببين رئيسيين أولهما هو العقم الانسدادي وينتج بسبب انسدادات داخل الخصية أو البربخ أو الوعاء الناقل أو قناة القذف وثانيهما هو العقم اللاانسدادي نتيجة فشل في وظائف الخصية. وهناك الكثير من المرضى يعتقدون بأن مجرد خروج السائل المنوي (المني) أثناء عملية القذف أن قدرتهم على الإنجاب والخصوبة طبيعية تماماً ولكن هذا الاعتقاد خاطئ لأن من المعروف أن السائل المنوي هو عبارة عن سائل له تركيبه خاصه تسمح للحيوانات المنوية (الحيامن) بالحركة والحيوية اللازمتين لإتمام تخصيب البويضة. وفي حالات غياب النطاف من السائل المنوي يخرج هذا السائل بدون الحيامن ولا يمكن الكشف عن هذه المشكلة إلا بعد فحص السائل المنوي مجهرياً للتأكد من غياب النطاف .
ومنذ حوالي 15 سنة لم يكن هناك علاج لهؤلاء المرضى باستثناء بعض حالات العقم الانسدادي، حيث يمكن عمل بعض الاختبارات المعملية وبعض الأشعة بالصبغة على الوعاء الناقل والقنوات القاذفة لتحديد مكان الانسداد بدقة وإصلاحه أو القيام بعملية تحويل لمسار الحيامن للتغلب على هذا الانسداد أما مرضى العقم اللاانسدادي نتيجة فشل في وظائف الخصية لم يكن لديهم آنذاك سوى الانتظار والأمل في وسيلة طبية فعالة للتغلب على هذه المشكلة.
ومع تطور تقنيات الإخصاب المساعد ودخول تقنية الحقن المجهري للحيامن داخل سيتوبلازم البويضه (ICSI) أمكن بشكل عملي التغلب على مشكلة هؤلاء المرضى، حيث فتحت هذه التقنية باب الأمل على مصراعيه لمرضى العقم الانسدادي نتيجة لفشل وظائف الخصية. حيث يمكن الحصول على حيامن حية ومتحركة من هؤلاء المرضى جراحياً واستخدامها في عمليات الحقن المجهري . ويضيف د. وائل زهدي أنه من الجدير بالذكر أن الاستخلاص الناجح لهذه الحيامن لا يتم إلا في حوالي 50 % من الحالات الأمر الذي يتطلب إجراء بعض الفحوصات المعملية للوقوف على نسبة نجاح الاستخلاص الجراحي للحيامن من هؤلاء المرضى ويمكن تلخيص هذه الاختبارات في النقاط التالية :
1 التاريخ المرضي والكشف السريري على المريض :
وتعتبر هذه الخطوة هي الأولى وهي من أهم وسائل التنبؤ بوجود الحيامن بالخصية حيث يقوم الطبيب المعالج بالسؤال عن أسباب هذه المشكلة فبعض هؤلاء المرضى يكون فشل وظائف الخصية بسبب بعض العقاقير المستخدمة لعلاج الأورام والسرطانات أو العلاج الإشعاعي والتي يمكن أن يكون المريض قد تعرض لها في سنوات عمره الأولى فهذه الأدوية تؤثر وبدون شك على وظيفة الخصية وخاصة على الخلايا الأم المنتجة للحيامن ولكن بدرجات متفاوتة. وقد تكون المشكلة بسبب إصابة المريض بفيروس الغدة النكفية والذي يمكن أن يصيب الخصية .ويقوم الطبيب المعالج بالكشف على مظاهر البلوغ وعلامات الذكورة الثانوية (2ry Sex Characters) . كما يقوم أيضاً بالكشف على حجم الخصيتين وكذلك على وجود الوعاء الناقل والبربخ وتساعد هذه المعلومات الطبيب على التنبؤ بوحود أو عدم وجود الحيامن بالخصية ولكن قد لا تكفي وحدها للوصول إلى القرار المناسب لذا لزم اللجوء إلى بعض الوسائل المعملية للمساعدة في الوصول إلى التشخيص السليم .
2 الفحص الخلوي للسائل المنوي :
وله عدة طرق منها الكشف عن الخلايا الأولية للحيامن وأهمها أرومة النطاف (Spermatids) عن طريق بعض الصبغات الخاصة ، فوجود هذه الخلايا مؤشر هام للتنبؤ بنجاح الاستخلاص الجراحي كما يمكن أيضاً الكشف على أرومة النطاف بالسائل المنوي باستخدام جهاز التدفق الخلوي (Flowcytometry) حيث يتميز هذا الاختبار بفحص السائل المنوي للمريض كاملاً وليس لعينة فقط منه كما يحدث مع استخدام الطريقة الأولى.
3 الفحص المعملي لدلالات وجود الحيوان المنوي :
وتتمثل في بعض الفحوصات المعملية للسائل المنوي للكشف عن وجود دلائل للحيامن ومنها الترانسفرين (Transferrin) الألفا جلوكو سيداز (glucosidase) والستيم سيل فاكتور ( Stem Cell Factor ) و IGF1 و أنتي مولاريان هرمون ( AMH) فالكشف عن هذه المواد يمكن أن يفيد في التنبؤ بوجود الحيامن بالخصية.
4 اختبارات الوراثة :
ضعف وظائف الخصية أو فشلها قد يكون نتيجة خلل في بعض الكروموزمات بالجسم وقد يتمثل هذا الخلل في اختلال بعدد الكروموزمات وعددها الطبيعي 46 ( 46, XY ) أو في تركيب هذه الكروموزمات وفي بعض الحالات والتي يعاني فيها المرضي من صغر حجم الخصيتين وارتفاع ملحوظ بالهرمون المحفز لحوصلة جراف (FSH) و يلجأ الطبيب لهذا الاختبار للكشف عن متلازمة كلاينفلتر ( KF Syndrome) حيث يبلغ عدد الكروموزمات في هذه الحالات 47 كروموزوم (47, XXY) ويصاحبها قصور في وظائف الخصية.
وهناك أيضاً الاختبارات الحديثة للكشف عن وجود عيوب على الكروموزوم الجنسي ( Y ) وهو اختبار PCR والذي يمكنه وبدقة تحديد وجود حذف بمنطقة معينة على هذا الكروموزم مما ينتج عنه خلل في وظائف الخصية وبمعرفة مدى هذا الحذف يمكن التنبؤ بوجود أو عدم وجود حيامن بالخصية عند هؤلاء المرضى بصورة أدق وأفضل.
5- فحص الخصية بأشعة الدوبلر (الملون)
وهي تقنية حديثة ويمكن عن طريق استخدام أجهزة الدوبلر الملونة والمزودة بمجسات خاصة ذات تردد عال ( 10 MHz ) الكشف على الدورة الدموية داخل نسيج الخصية وبدقة لتحديد أفضل مكان بالخصية يمكن الحصول منه على حيامن تصلح لتقنية الحقن المجهري (ICSI) ويتميز هذا الفحص بأنه آمن ولا يؤثر على الخصية ويستغرق زمن الفحص من 15 إلى 20 دقيقة وتظهر نتائجه في الحال.
أما عن طرق استخلاص الحيامن فلن يتسع المجال لشرحها، لذا سيتم استعراضها في الأسبوع القادم إن شاء الله.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  1993