التدخين.. مضاعفات سيئة على الجهازين الدوري والتنفسي
التدخين.. مضاعفات سيئة على الجهازين الدوري والتنفسي
يؤثر في النوم ويُسبب خمولاً في الصباح
إعداد: أ. د. أحمد سالم باهمام
للدخان تأثيرات جانبية ومضاعفات كثيرة يعرف القراء أكثرها، ولكن ربما لا يعلم بعض القراء أن مادة النيكوتين مادة منشطة تسبب إثارة الجهاز العصبي المركزي مما قد يتسبب في حدوث آثار سيئة في النوم، كذلك فإن هذا التأثير يسبب نوعًا من الإدمان الجسدي؛ لذلك فإن غياب أو انخفاض هذه المادة في الجسم خلال النوم قد يسبب تقطعًا في النوم، إضافة إلى ما سبق فإن الدخان يهيّج مجرى الهواء العلوي ويسبب احتقان الأنسجة مما يسبب ضيق مجرى التنفس العلوي الذي يسبب الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم.
الدراسات التي تعرضت لتأثير الدخان في النوم استخدمت في غالبيتها استبيانات وزعت على المدخنين، وهذه الدراسات وإن أظهرت تأثيرًا سيئًا للدخان في النوم فإنها في نهاية الأمر دراسات غير موضوعية تعتمد على التقييم الذاتي، وهو تقييم لا يخلو من النواقص ولا يكون دليلاً علميًا قويًا. لذلك كان لزامًا دراسة تأثير الدخان في النوم بصورة موضوعية للتأكد من تأثيره السيئ. ففي بحث نشر في مجلة الصدر (فبراير 2008) المجلة الرسمية لكلية أطباء الصدر الأميركية قام به باحثون في جامعة جون هوبكنز، حيث قاموا بدراسة النوم وقياسه موضوعيًا باستخدام أجهزة قياس النوم على 40 مدخنًا و40 شخصًا غير مدخن من نفس عمر المدخنين، وتأكد الباحثون أن كل المشاركين لا يعانون أي اضطرابات أو أمراض قد تؤثر في جودة النوم، ووجد الباحثون أن الشعور بالنشاط بعد النوم بالليل كان أقل عند المدخنين بأربعة أضعاف؛ حيث لم يشعر المدخنون بأن نومهم كان مفيدًا وشعروا بالخمول في الصباح التالي أكثر من غير المدخنين، وقد قضى المدخنون أغلب نومهم في مراحل النوم الخفيف (المرحلتان الأولى والثانية) وقلَّت نسبة النوم العميق لديهم (المرحلة الثالثة) مقارنة بغير المدخنين، وكان هذا التأثير أكثر وضوحًا في الثلث الأول من النوم، وهو ما يمكن أن يفسّر بالتأثير المنبه للتدخين بسبب احتوائه على مادة النيكوتين.
وفي بحث حديث نشر عام 2018 في مجلة Addictive Disorders & Their Treatment، راجع الباحثون نتائج 33 دراسة علمية تعرضت لتأثير تدخين السجائر على النوم، وبينت نتائج الدراسات أن المدخنين يعانون من النعاس الزائد أثناء النهار بشكل أكثر تكرارًا من غير المدخنين، بل وأيضًا وقت نوم أقل بالليل، ووقت أطول في الفراش قبل النوم، وتغير نمط النوم (انخفاض في موجات النوم العميق وزيادة في موجات النوم الخفيف).
وفي العادة يستمر تقطع النوم عند المدخنين في الثلثين الأخيرين من النوم بسبب ظهور آثار انقطاع الدخان ونقص مستواه في الجسم، كما وجد المدخنون صعوبة في الدخول في النوم مقارنة بغير المدخنين، وهذه النتائج تفسّر عدم قدرة البعض على إيقاف التدخين لأن آثار الانقطاع عن الدخان بسبب الإدمان تسبب صعوبة في النوم لدى البعض وتقطعًا في النوم؛ لذلك يجب على المعالجين مراعاة ذلك عند توقيت أخذ بدائل النيكوتين، وللتأكد من الآثار السيئة للتدخين في جودة النوم حلّل الباحثون التخطيط الكهربي لتردد الموجات الكهربية للمخ باستخدام برامج خاصة لتحويل ذلك إلى أرقام يمكن من خلالها التعرف بصورة أدق على نسبة كل مرحلة من مراحل النوم ونوع الموجات الكهربية في المخ خلال النوم، وعند المدخنين ظهر نقص واضح في موجات دلتا، وهي الموجات الكهربية التي تزداد خلال النوم العميق والذي يسمى أيضًا بنوم موجات دلتا، وزيادة مهمة في موجات ألفا والتي تزداد في النوم الخفيف، وكانت هذه الظاهرة أكثر وضوحًا في الثلث الأول من النوم مما يعني نقصًا مهمًا في النوم العميق وزيادة في النوم الخفيف مقارنة بغير المدخنين مما ينعكس سلبًا على نشاط المدخن بالنهار.
هناك مضاعفات كثيرة للدخان على الجهازين الدوري والتنفسي، ولكن يبدو أن هناك تأثيرًا سيئًا آخر لم يلحظه البعض، ولعل المدخنين يجدون في هذا سببًا آخر يقنعهم بضرورة الإقلاع عن التدخين.
الرياض
يؤثر في النوم ويُسبب خمولاً في الصباح
إعداد: أ. د. أحمد سالم باهمام
للدخان تأثيرات جانبية ومضاعفات كثيرة يعرف القراء أكثرها، ولكن ربما لا يعلم بعض القراء أن مادة النيكوتين مادة منشطة تسبب إثارة الجهاز العصبي المركزي مما قد يتسبب في حدوث آثار سيئة في النوم، كذلك فإن هذا التأثير يسبب نوعًا من الإدمان الجسدي؛ لذلك فإن غياب أو انخفاض هذه المادة في الجسم خلال النوم قد يسبب تقطعًا في النوم، إضافة إلى ما سبق فإن الدخان يهيّج مجرى الهواء العلوي ويسبب احتقان الأنسجة مما يسبب ضيق مجرى التنفس العلوي الذي يسبب الشخير أو توقف التنفس أثناء النوم.
الدراسات التي تعرضت لتأثير الدخان في النوم استخدمت في غالبيتها استبيانات وزعت على المدخنين، وهذه الدراسات وإن أظهرت تأثيرًا سيئًا للدخان في النوم فإنها في نهاية الأمر دراسات غير موضوعية تعتمد على التقييم الذاتي، وهو تقييم لا يخلو من النواقص ولا يكون دليلاً علميًا قويًا. لذلك كان لزامًا دراسة تأثير الدخان في النوم بصورة موضوعية للتأكد من تأثيره السيئ. ففي بحث نشر في مجلة الصدر (فبراير 2008) المجلة الرسمية لكلية أطباء الصدر الأميركية قام به باحثون في جامعة جون هوبكنز، حيث قاموا بدراسة النوم وقياسه موضوعيًا باستخدام أجهزة قياس النوم على 40 مدخنًا و40 شخصًا غير مدخن من نفس عمر المدخنين، وتأكد الباحثون أن كل المشاركين لا يعانون أي اضطرابات أو أمراض قد تؤثر في جودة النوم، ووجد الباحثون أن الشعور بالنشاط بعد النوم بالليل كان أقل عند المدخنين بأربعة أضعاف؛ حيث لم يشعر المدخنون بأن نومهم كان مفيدًا وشعروا بالخمول في الصباح التالي أكثر من غير المدخنين، وقد قضى المدخنون أغلب نومهم في مراحل النوم الخفيف (المرحلتان الأولى والثانية) وقلَّت نسبة النوم العميق لديهم (المرحلة الثالثة) مقارنة بغير المدخنين، وكان هذا التأثير أكثر وضوحًا في الثلث الأول من النوم، وهو ما يمكن أن يفسّر بالتأثير المنبه للتدخين بسبب احتوائه على مادة النيكوتين.
وفي بحث حديث نشر عام 2018 في مجلة Addictive Disorders & Their Treatment، راجع الباحثون نتائج 33 دراسة علمية تعرضت لتأثير تدخين السجائر على النوم، وبينت نتائج الدراسات أن المدخنين يعانون من النعاس الزائد أثناء النهار بشكل أكثر تكرارًا من غير المدخنين، بل وأيضًا وقت نوم أقل بالليل، ووقت أطول في الفراش قبل النوم، وتغير نمط النوم (انخفاض في موجات النوم العميق وزيادة في موجات النوم الخفيف).
وفي العادة يستمر تقطع النوم عند المدخنين في الثلثين الأخيرين من النوم بسبب ظهور آثار انقطاع الدخان ونقص مستواه في الجسم، كما وجد المدخنون صعوبة في الدخول في النوم مقارنة بغير المدخنين، وهذه النتائج تفسّر عدم قدرة البعض على إيقاف التدخين لأن آثار الانقطاع عن الدخان بسبب الإدمان تسبب صعوبة في النوم لدى البعض وتقطعًا في النوم؛ لذلك يجب على المعالجين مراعاة ذلك عند توقيت أخذ بدائل النيكوتين، وللتأكد من الآثار السيئة للتدخين في جودة النوم حلّل الباحثون التخطيط الكهربي لتردد الموجات الكهربية للمخ باستخدام برامج خاصة لتحويل ذلك إلى أرقام يمكن من خلالها التعرف بصورة أدق على نسبة كل مرحلة من مراحل النوم ونوع الموجات الكهربية في المخ خلال النوم، وعند المدخنين ظهر نقص واضح في موجات دلتا، وهي الموجات الكهربية التي تزداد خلال النوم العميق والذي يسمى أيضًا بنوم موجات دلتا، وزيادة مهمة في موجات ألفا والتي تزداد في النوم الخفيف، وكانت هذه الظاهرة أكثر وضوحًا في الثلث الأول من النوم مما يعني نقصًا مهمًا في النوم العميق وزيادة في النوم الخفيف مقارنة بغير المدخنين مما ينعكس سلبًا على نشاط المدخن بالنهار.
هناك مضاعفات كثيرة للدخان على الجهازين الدوري والتنفسي، ولكن يبدو أن هناك تأثيرًا سيئًا آخر لم يلحظه البعض، ولعل المدخنين يجدون في هذا سببًا آخر يقنعهم بضرورة الإقلاع عن التدخين.
الرياض