كوب وجوال وأخبار
كوب وجوال وأخبار
يوسف القبلان
كوب القهوة بيد والجوال بيد، لن يبحث عن إنسان آخر، ولن يسأل أحد عن الأخبار. العالم بين يديه، وفي جيبه، وعليه أن يبتعد عن الآخرين ولا يثق إلا بنفسه، هكذا تقول بعض نصائح تطوير الذات!
في جزيرة صغيرة في المحيط، وقرية في أقصى الدنيا، وفي الرياض، وباريس، وبانكوك، وأذربيجان، وبالي، وأركيتا، تشابهت المدن، تكررت الأسواق، أكواب قهوة وجوال ولا يريد أحد أن يتحدث معك، لا يحتاج إلى أحد، امتلك العالم، شاشته الصغيرة هي الأخبار والسياسة والفن والرياضة والكوميديا والأزياء والمقاهي والمطاعم والسينما والأسواق.
أخبار مشتركة بين سكان الأرض، لا فرق بين مدينة وقرية، أما القضايا والمشكلات فهي مختلفة. بلد يقف في الطابور بحثاً عن رغيف خبز، وبلد يناقش خططه التنموية، الفرق بين بلد وآخر هو الإدارة، بلد يخترع قيماً جديدة شاذة محرمة ويعتبرها من حقوق الإنسان الأساسية ويحاول فرضها على الآخرين والترويج لها لتجتاح العالم وكأنه عالم لا عقل له، يفعل ذلك باسم الحرية ليمنع حرية الآخرين.
حرية تتيح للدول القوية أن تتنقل في أرجاء العالم وتجتاز الحدود، وتنهب الموارد، وتحرض على الفوضى، وتتدخل في شؤون الدول الأخرى، ثم توزع تهم التخلف وتقييد الحريات، وانتهاك حقوق الإنسان على دول العالم بمعاييرها الخاصة التي تجعلها سيدة حقوق الإنسان.
تلك مشاهد نلتقطها في نشرات الأخبار، ينشغل الإنسان في متابعتها وتحليلها ثم يعود إلى جواله هروباً إلى عالم آخر حافل بالمتناقضات والكذب والافتراءات والتهم والإشاعات والإعلانات والتفاهات متجاورة مع علم نافع وفكر راقٍ وحوار موضوعي مفيد.
كيف الوصول إلى الحقيقة بوجود وسائل إعلامية تفتقد للمصداقية، تنشر الأكاذيب التي تتحول في عقول بعض المتلقين إلى حقائق كما تفعل بعض القنوات التلفزيونية.
العالم كوب قهوة يشعر صاحبه بالأمان، أو يساعده على التأمل، أو يبدأ به يومه بنشاط وحيوية ثم يقتل ذلك بفتح الجوال وقراءة الأخبار والهروب إلى عالم آخر! القهوة تنتصر، تنافس في جذب الإنسان، مؤخراً عينت دولة بابوا غينيا أول وزير للقهوة في العالم في إطار مشروعات التنمية الزراعية هناك.
نعيش في زمن القهوة.. ولا حاجة للسؤال المعتاد: ما الأخبار؟ السؤال الآن: ما الخبر الصحيح؟
الرياض
يوسف القبلان
كوب القهوة بيد والجوال بيد، لن يبحث عن إنسان آخر، ولن يسأل أحد عن الأخبار. العالم بين يديه، وفي جيبه، وعليه أن يبتعد عن الآخرين ولا يثق إلا بنفسه، هكذا تقول بعض نصائح تطوير الذات!
في جزيرة صغيرة في المحيط، وقرية في أقصى الدنيا، وفي الرياض، وباريس، وبانكوك، وأذربيجان، وبالي، وأركيتا، تشابهت المدن، تكررت الأسواق، أكواب قهوة وجوال ولا يريد أحد أن يتحدث معك، لا يحتاج إلى أحد، امتلك العالم، شاشته الصغيرة هي الأخبار والسياسة والفن والرياضة والكوميديا والأزياء والمقاهي والمطاعم والسينما والأسواق.
أخبار مشتركة بين سكان الأرض، لا فرق بين مدينة وقرية، أما القضايا والمشكلات فهي مختلفة. بلد يقف في الطابور بحثاً عن رغيف خبز، وبلد يناقش خططه التنموية، الفرق بين بلد وآخر هو الإدارة، بلد يخترع قيماً جديدة شاذة محرمة ويعتبرها من حقوق الإنسان الأساسية ويحاول فرضها على الآخرين والترويج لها لتجتاح العالم وكأنه عالم لا عقل له، يفعل ذلك باسم الحرية ليمنع حرية الآخرين.
حرية تتيح للدول القوية أن تتنقل في أرجاء العالم وتجتاز الحدود، وتنهب الموارد، وتحرض على الفوضى، وتتدخل في شؤون الدول الأخرى، ثم توزع تهم التخلف وتقييد الحريات، وانتهاك حقوق الإنسان على دول العالم بمعاييرها الخاصة التي تجعلها سيدة حقوق الإنسان.
تلك مشاهد نلتقطها في نشرات الأخبار، ينشغل الإنسان في متابعتها وتحليلها ثم يعود إلى جواله هروباً إلى عالم آخر حافل بالمتناقضات والكذب والافتراءات والتهم والإشاعات والإعلانات والتفاهات متجاورة مع علم نافع وفكر راقٍ وحوار موضوعي مفيد.
كيف الوصول إلى الحقيقة بوجود وسائل إعلامية تفتقد للمصداقية، تنشر الأكاذيب التي تتحول في عقول بعض المتلقين إلى حقائق كما تفعل بعض القنوات التلفزيونية.
العالم كوب قهوة يشعر صاحبه بالأمان، أو يساعده على التأمل، أو يبدأ به يومه بنشاط وحيوية ثم يقتل ذلك بفتح الجوال وقراءة الأخبار والهروب إلى عالم آخر! القهوة تنتصر، تنافس في جذب الإنسان، مؤخراً عينت دولة بابوا غينيا أول وزير للقهوة في العالم في إطار مشروعات التنمية الزراعية هناك.
نعيش في زمن القهوة.. ولا حاجة للسؤال المعتاد: ما الأخبار؟ السؤال الآن: ما الخبر الصحيح؟
الرياض