• ×
admin

الذكرى الـ 92

الذكرى الـ 92

أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

يقول الله سبحانه وتعالى منبهًا لأهمية التذكير بنعم الله ورحمته وعطائه (ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا) وقوله (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) وقوله (وَذَكِّرْهُم بِأَيَّامِ اللَّه) فالأحداث هي في قوالب الزمن أيام وكل حدث له يوم وتاريخ، وقد تفضل الله علينا في هذه البلاد بيوم هو يوم الوجدان والإنسان فالوجدان مسكنه القلب والقلب مجبول على الفطرة بتوحيد الله وعدم الإشراك، والإنسان حياته وسعادته هي أمنه واستقراره وأن يعيش حياة رغيدة، وذلك هو يوم الوطن الذي أسس بنيانه وأقام أركانه الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- وجزاه الله عنا خير الجزاء على توحيده وترسيم حدوده، ثم خلفه من بعده أبناؤه البررة الملوك «سعود، فيصل، خالد، فهد، عبدالله» -رحمهم الله- إلى أن وصل بنا العهد إلى يومنا الوطني في الذكرى الـ92 الذي نعيشه في أمن وأمان ورغد حياة بفضل الله ثم بفضل قيادة رشيدة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عراب الرؤية.

ونحن في اليوم الوطني الـ92 في حضرة الدولة السعودية الحديثة التي حضرت ولا تزال تحضر بمشاركات فاعلة في المحافل الدولية، فعلى صعيد التواجد السياسي لها وزنها وثقلها وذات سياسة حكيمة لا تنساق خلف الأحداث أو تتسارع في ردود فعلها وهي ذات تواجد في التقدم التقني والصحي والعلمي وما حضورها في المؤتمرات العالمية ذات الاختصاصات المتعددة الأغراض إلا دليل على أنها أصبحت دولة في مصاف الدول المتقدمة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى.

فاليوم الوطني ذكرى غالية على نفوسنا وتفعيله إنما يكون بمزيد من العطاء والوفاء له والمواكبة العلمية والحضارية فالعالم اليوم لا يعترف إلا بهذه المعاني ولا مكان اليوم للضعفاء، وفي ذات الوقت فإن اليوم الوطني هو يوم الشعب الذي تربطه بوطنه قيادة أخذت على نفسها أن تمنحه كل الخير فيجب أن يكون الاحتفاء بهذا اليوم مكللا بالفرحة والبهجة وشكر من أنعم علينا بنعمه سبحانه وتعالى بعيدًا عن الإسراف والإسفاف.

فالشباب الذي صنعه هذا الوطن ومكنه من حياة آمنة ومستقرة في عنقه حق الوفاء والولاء له، كما أن المرأة التي حظيت بثقة هذا الوطن وحققت له سمعة حضارية بعلمها وتمكنها من المشاركة الفاعلة في الحياة الإدارية معلق عليها الأمل أن ترعى حق الوطن في ابنائها وتربيتهم التربية الصالحة التي تمكنهم مستقبلا أن يخدموا الوطن كما خدمه آباؤهم وأجدادهم، فالوطن اليوم شجرة وارفة الضلال، خضرة الأوراق، زاهية الثمار، تستحق أن نشكر البارىء سبحانه وتعالى عليها وأن يمدها كل مواطن أي كان موقعه وعمله بعناصر مغذية وصحية تزيد في نموها ونضارتها فيصبح الوطن من خلالها أكثر تماسكًا وازدهارًا وليدم للوطن عزه ويحفظ عليه قيادته وشعبه.

المدينة
بواسطة : admin
 0  0  349