• ×
admin

سخرية مرفوضة

سخرية مرفوضة

يوسف القبلان

من عجائب هذا الزمن لجوء البعض –بغرض السخرية- إلى عرض صور لأشخاص كبروا في السن والمقارنة مع صورهم أيام الشباب. الحقيقة أن من ينشر هذه المقارنة هو من يستحق أن تستهدفه السخرية، فهو إنسان يسخر من نفسه، من جهله، من الفراغ الزمني والفكري الذي يعيش فيه. هل يتحكم الإنسان بعمره، هل يحتفظ بشبابه؟ هذه حكمة الله وسنة الحياة ومصير كل إنسان.

ومن السخريات المرفوضة السخرية من ذوي الإعاقة، ومن الذين لم يحققوا النجاح سواء في الدراسة أو في مجال العمل، وكذلك السخرية من مظهر الإنسان أو من شكله أو مدينته أو وطنه، كل أشكال السخرية مرفوضة.

هل هناك أشكال من السخرية مقبولة؟ نعم هي السخرية الفكاهية بين أفراد العائلة أو بين الأصدقاء، أو التقليد الساخر للنجوم في مجالات مختلفة، هذا النوع من السخرية أو التقليد الساخر أو المزاح الساخر مقبول بحدود فإذا تعدى الحدود يواجه بالرفض، أحياناً يسخر الإنسان من نفسه، وحتى هذا النوع من السخرية له حدود، لأنه إذا وصل إلى مستوى المبالغة فهذا يدخل في باب تمجيد الذات أو النرجسية.

السخرية من كبار السن أو من غيرهم هي حالة شاذة عن القيم الجميلة في المجتمع الإنساني، وهي قيم دينية انبثقت منها أنظمة وقوانين اجتماعية خاصة بكبار السن وذوي الإعاقة والأطفال والتنمر، وحين تصل السخرية إلى مستوى مؤذٍ فقد تؤدي إلى شجار وعنف كما يحدث أحياناً في المدارس.

السخرية أحياناً وسيلة دفاعية أو هجومية يستخدمها الإنسان في ميادين السياسة والثقافة والإعلام والرياضة، في مجال الرياضة مثلاً قد يلجأ اللاعب غير الواثق من أدائه إلى السخرية من لاعب الفريق الخصم المتمكن ليخرجه عن طوره فيؤدي رد فعله إلى نيل البطاقة الحمراء.

السخرية المؤذية في أي مجال هي التي تستحق البطاقة الحمراء.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  84