جريمة الخطأ الإملائي
جريمة الخطأ الإملائي
يوسف القبلان
فقدت طفلة عمرها 9 سنوات حياتها بسبب خطأ إملائي في مدرسة بإحدى الدول العربية كما قرأت في العربية نت، المعلم الذي ليس لديه علاقة بالمبادئ التربوية لم يستطع تحمل (الجريمة البشعة) التي ارتكبتها الطفلة فضربها على رأسها بعصا خشبية نتج عنه نزيف في المخ وكسر في الجمجمة أدى إلى وفاتها.
العالم كان يحتفل قبل أيام باليوم العالمي للمعلم، وهو يستحق الاحتفاء والتكريم والتقدير لأنه يقوم بدور تربوي قبل الدور التعليمي، هو قدوة للطلاب قبل أن يكون ناقلا للمعرفة أو مدربا لاكتساب المهارات، أما المعلم الذي ضرب الطفلة بسبب خطأ إملائي فهو لا يستحق الانتماء لمهنة التربية والتعليم. هذا المعلم يجهل أن الخطأ هو الطريق إلى التعلم وهو يبرهن بنفسه أنه معلم لا يملك ما يؤهله ليكون في ميدان التربية والتعليم لأنه من الواضح يفتقد إلى صفات الصبر والتحفيز ويؤكد حقيقة معروفة بأن فشل الطالب هو فشل للمعلم قبل كل شيء، ألا يعلم هذا المعلم أن هناك طرقا كثيرة ووسائل متنوعة للتعليم وتصحيح الأخطاء ليس من بينها التهديد أو التوبيخ أو الضرب لأن هذه الطرق الأخيرة هي وسيلة العاجز الذي يعبر عن فشلة بالضرب، هل لدى هذا المعلم دراية بعلم النفس، هل يعرف نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ، هل لديه معرفة بالتعليم التجريبي التربوي الذي يساهم في بناء الشخصية والثقة واكتساب المهارات.
إن ضرب الأطفال في المدارس له آثار نفسية سيئة على شخصيتهم ومستقبلهم وحياتهم الاجتماعية، حتى زملاء الطفل الذين لم يتعرضوا للضرب سيتأثرون برؤية زميلهم يتعرض للإهانة، هذه الآثار السلبية أدت بمسؤولي التعليم إلى إصدار تعليمات بمنع العقاب البدني للأطفال، هذا لا يعني إلغاء مبدأ الثواب والعقاب ولكنه يعني فتح المجال لإيجاد البدائل بدلا من اللجوء إلى الحل الجاهز وهو الضرب، ومن المعروف أن عالم التربية أهمية تناسب العقاب مع السلوك، فهل الخطأ الإملائي جريمة تستحق الضرب؟!، وهل الكبار الذي يرتكبون الأخطاء الإملائية يفعلون ذلك لأنهم لم يعاقبوا بالضرب أم لأن معلميهم لم يوفقوا في استخدام طرق التدريس المناسبة؟!
الرياض
يوسف القبلان
فقدت طفلة عمرها 9 سنوات حياتها بسبب خطأ إملائي في مدرسة بإحدى الدول العربية كما قرأت في العربية نت، المعلم الذي ليس لديه علاقة بالمبادئ التربوية لم يستطع تحمل (الجريمة البشعة) التي ارتكبتها الطفلة فضربها على رأسها بعصا خشبية نتج عنه نزيف في المخ وكسر في الجمجمة أدى إلى وفاتها.
العالم كان يحتفل قبل أيام باليوم العالمي للمعلم، وهو يستحق الاحتفاء والتكريم والتقدير لأنه يقوم بدور تربوي قبل الدور التعليمي، هو قدوة للطلاب قبل أن يكون ناقلا للمعرفة أو مدربا لاكتساب المهارات، أما المعلم الذي ضرب الطفلة بسبب خطأ إملائي فهو لا يستحق الانتماء لمهنة التربية والتعليم. هذا المعلم يجهل أن الخطأ هو الطريق إلى التعلم وهو يبرهن بنفسه أنه معلم لا يملك ما يؤهله ليكون في ميدان التربية والتعليم لأنه من الواضح يفتقد إلى صفات الصبر والتحفيز ويؤكد حقيقة معروفة بأن فشل الطالب هو فشل للمعلم قبل كل شيء، ألا يعلم هذا المعلم أن هناك طرقا كثيرة ووسائل متنوعة للتعليم وتصحيح الأخطاء ليس من بينها التهديد أو التوبيخ أو الضرب لأن هذه الطرق الأخيرة هي وسيلة العاجز الذي يعبر عن فشلة بالضرب، هل لدى هذا المعلم دراية بعلم النفس، هل يعرف نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ، هل لديه معرفة بالتعليم التجريبي التربوي الذي يساهم في بناء الشخصية والثقة واكتساب المهارات.
إن ضرب الأطفال في المدارس له آثار نفسية سيئة على شخصيتهم ومستقبلهم وحياتهم الاجتماعية، حتى زملاء الطفل الذين لم يتعرضوا للضرب سيتأثرون برؤية زميلهم يتعرض للإهانة، هذه الآثار السلبية أدت بمسؤولي التعليم إلى إصدار تعليمات بمنع العقاب البدني للأطفال، هذا لا يعني إلغاء مبدأ الثواب والعقاب ولكنه يعني فتح المجال لإيجاد البدائل بدلا من اللجوء إلى الحل الجاهز وهو الضرب، ومن المعروف أن عالم التربية أهمية تناسب العقاب مع السلوك، فهل الخطأ الإملائي جريمة تستحق الضرب؟!، وهل الكبار الذي يرتكبون الأخطاء الإملائية يفعلون ذلك لأنهم لم يعاقبوا بالضرب أم لأن معلميهم لم يوفقوا في استخدام طرق التدريس المناسبة؟!
الرياض