دعوة للحياة
دعوة للحياة ؟!
د. سلمان بن محمد بن سعيد
ثمة مرضى لشدة مايعانونه من آلام يقومون بقتل أنفسهم ووضع حد لحياتهم وآلامهم.. وهذا يندر حدوثه من مريض مسلم.. فالمسلم والمؤمن يعرف انه يؤجر إن صبر واحتسب.. وأن مابه من مرض ماهو إلا قدر من الله.. وقتل نفسه يندرج تحت الانتحار الذي حرمه الله.. وفي الغرب هناك ظاهرة منتشرة يقوم بها أطباء بدافع الشفقة والرحمة (كما يقولون) على مرضى يتألمون وميؤوس من شفائهم.. لوضع حد لآلامهم وعذابهم (كما يقولون) وهو إجراء بالنسبة لكل مسلم (طبيباً كان أو مريضاً غير صحيح) ويذكرني بما يقوم به أطباء الخيول عندما يصاب أحد الأحصنة أو الأفراس بحادث أثناء السباق.. فيضعون نهاية للخيل المصابة بحقنة تسمى حقنة الرحمة.. وهو إجراء سليم ولا غبار عليه.. بل فيه إراحة ورحمة للحيوان يدعو لها الإسلام.. أما بالنسبة للإنسان المريض فالأمر مختلف تماما.. ويندرج تحت قتل النفس التي حرم الله.. فالمريض مهما كانت حالته المرضية سيئة يجب عدم اليأس وبذل كل سبب لإنقاذ حياته.. أما ما يعانيه من آلام بسبب المرض.. فالطب لديه من العلاجات ومسكنات تلك الآلام الشيء الكثير.. وكاشف الضر هو الله.. وما يقوم به الطبيب ماهو إلا بذل للأسباب المندوب إليها.. وما أنزل الله من داء إلا وله دواء.. عرفه من عرفه وجهله من جهله.. وفي الأسبوع الماضي تحدثنا تحت عنوان (كاردياك كول) عن مريضة ميؤوس من حالتها كان من المفترض (طبياً) أن تموت.. إلا أنه حدث (لبس) عند من أشرفوا على حالتها.. فتم إنقاذها.. فعاشت حيناً من الدهر.. لأن موعد موتها الذي قدره الله سبحانه لم يحن.. والكل يعرف مرضى طريحي الفراش لسنين طويلة.. وعندما تسوء حالتهم من تنفس أو نبضات القلب أو مايعرف بال (فايتال ساينز) والتي يلاحظها طاقم التمريض اللصيق بالمريض يتم استدعاء الطبيب ويتم إنقاذ المريض مهما كانت حالته الصحية سيئة قبل الإنقاذ.. وأعرف عدة مرضى يتم إنقاذ حياتهم عدة مرات إلى أن (تتم الحسبة) فيموتون وهم في حالة صحية (جيدة نسبيا) فلكل أجل كتاب.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله.
المصدر: صحيفة الرياض