نصدق مَنْ؟
نصدق مَنْ؟
يوسف القبلان
أصبحت متابعة أخبار النصائح الطبية وغير الطبية شبيهة بمتابعة الأخبار الإعلامية المصاحبة للحروب، لا يدري المتلقي يصدق من، ينصحك طبيب الأمراض الجلدية مثلا بنوع معين من الصابون ثم تعلن هيئة طبية أن هذا الصابون ملوث ومسبب للسرطان، نصدق من؟، وسائل التواصل الاجتماعية أصبحت مساحة للنصائح الطبية المتناقضة وكأن المتلقي يتابع منافسة طبية، وقد يكون لكل ناصح جمهوره الذي يثق به ويحرص على متابعته كما هو حال خبراء الطقس.
نصدق من؟ الأخبار المصاحبة للحروب أخبار مسببة للقلق وأخبار أخرى تبعث على التفاؤل وكلها غير مؤكدة، تصريحات نارية صادمة يتبعها تبرير أو نفي أو اعتذار يلقي اللوم على المتلقي المتهم دائما بأنه لا يفهم!
نصدق من؟ أمام كثرة الفتاوى الدينية رغم أن الجهة التي تملك الصلاحية رسميا هي الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء.
في السياسة، نصدق تصريحات الرئيس الأميركي أم بيانات التوضيح اللاحقة الصادرة من البيت الأبيض؟!
في الشؤون الاجتماعية تصدق من لديه معرفة وخبرة أو من يفرض عليك ما يتفق مع معاييره وذوقه فيقرر مثلا أن عليك أن تسافر للبلد الفلاني لأنك لن تجد على وجه الأرض أفضل منه، النصائح المتعلقة بالأمور الخاصة لا يمكن تعميمها على الجميع مثل الممتلكات كالسيارات والأجهزة، وتصميم البيت، والساعات، والملابس.
أعتقد أن التعامل مع الأخبار والتصريحات والنصائح الطبية وغيرها يتطلب عدم الاستعجال في تكوين رأي حولها أو التعليق عليها، من المهم التأكد من المصدر، واستشارة المتخصصين في المسائل الدينية والطبية والصحة النفسية، والقضايا الاقتصادية والسياسية والمواد الغذائية، لا بد من معايير واضحة للتمييز بين الحقائق والشائعات ومن أهم هذه المعايير المصدر، والتأني قبل اتخاذ موقف أو قرار، وأن نفرق بين الرأي والمعلومة.
الرأي الطبي من طبيب متخصص يتطلب رأيا متخصصا آخر خاصة في الحالات المرضية الصعبة. الرأي السياسي رأي اجتهادي فالمتلقي غير مجبر على الاتفاق معه.
في الإدارة، لن يصدق المدير الموظف الذي يحاول دائما تزويده بالأخبار الجيدة من أجل إرضائه، لن يطلب الرأي من موظف يؤيده على طول الخط ولا يجرؤ على طرح رأي مختلف، سيفضل من يقول لا أدري على من يزوده بمعلومة مفرحة لكنها غير صحيحة، كلمة لا أدري في كل مجال هي المرشد إلى طريق المعرفة.
حين يكون المتلقي أمام خبر ورأي، فسوف يكون التصرف الصحيح إخضاع الخبر لاختبار الحقيقة، أما الرأي فهو أمر شخصي يخضع لمناظرة الآراء الأخرى، ما الذي يأتي في الوسط بين الخبر والرأي، هل هو التصريح؟ ربما؛ ولهذا أنصح متابعي التصريحات بالتريث، لا تتفاعل، لا تعلق، لا تصدق، انتظر فسوف يتراجع المصرح وربما يعتذر أو يلقي اللوم كما ذكرنا وكالعادة على المتلقي الجاهل!!
الرياض
يوسف القبلان
أصبحت متابعة أخبار النصائح الطبية وغير الطبية شبيهة بمتابعة الأخبار الإعلامية المصاحبة للحروب، لا يدري المتلقي يصدق من، ينصحك طبيب الأمراض الجلدية مثلا بنوع معين من الصابون ثم تعلن هيئة طبية أن هذا الصابون ملوث ومسبب للسرطان، نصدق من؟، وسائل التواصل الاجتماعية أصبحت مساحة للنصائح الطبية المتناقضة وكأن المتلقي يتابع منافسة طبية، وقد يكون لكل ناصح جمهوره الذي يثق به ويحرص على متابعته كما هو حال خبراء الطقس.
نصدق من؟ الأخبار المصاحبة للحروب أخبار مسببة للقلق وأخبار أخرى تبعث على التفاؤل وكلها غير مؤكدة، تصريحات نارية صادمة يتبعها تبرير أو نفي أو اعتذار يلقي اللوم على المتلقي المتهم دائما بأنه لا يفهم!
نصدق من؟ أمام كثرة الفتاوى الدينية رغم أن الجهة التي تملك الصلاحية رسميا هي الرئاسة العامة للبحوث العلمية والافتاء.
في السياسة، نصدق تصريحات الرئيس الأميركي أم بيانات التوضيح اللاحقة الصادرة من البيت الأبيض؟!
في الشؤون الاجتماعية تصدق من لديه معرفة وخبرة أو من يفرض عليك ما يتفق مع معاييره وذوقه فيقرر مثلا أن عليك أن تسافر للبلد الفلاني لأنك لن تجد على وجه الأرض أفضل منه، النصائح المتعلقة بالأمور الخاصة لا يمكن تعميمها على الجميع مثل الممتلكات كالسيارات والأجهزة، وتصميم البيت، والساعات، والملابس.
أعتقد أن التعامل مع الأخبار والتصريحات والنصائح الطبية وغيرها يتطلب عدم الاستعجال في تكوين رأي حولها أو التعليق عليها، من المهم التأكد من المصدر، واستشارة المتخصصين في المسائل الدينية والطبية والصحة النفسية، والقضايا الاقتصادية والسياسية والمواد الغذائية، لا بد من معايير واضحة للتمييز بين الحقائق والشائعات ومن أهم هذه المعايير المصدر، والتأني قبل اتخاذ موقف أو قرار، وأن نفرق بين الرأي والمعلومة.
الرأي الطبي من طبيب متخصص يتطلب رأيا متخصصا آخر خاصة في الحالات المرضية الصعبة. الرأي السياسي رأي اجتهادي فالمتلقي غير مجبر على الاتفاق معه.
في الإدارة، لن يصدق المدير الموظف الذي يحاول دائما تزويده بالأخبار الجيدة من أجل إرضائه، لن يطلب الرأي من موظف يؤيده على طول الخط ولا يجرؤ على طرح رأي مختلف، سيفضل من يقول لا أدري على من يزوده بمعلومة مفرحة لكنها غير صحيحة، كلمة لا أدري في كل مجال هي المرشد إلى طريق المعرفة.
حين يكون المتلقي أمام خبر ورأي، فسوف يكون التصرف الصحيح إخضاع الخبر لاختبار الحقيقة، أما الرأي فهو أمر شخصي يخضع لمناظرة الآراء الأخرى، ما الذي يأتي في الوسط بين الخبر والرأي، هل هو التصريح؟ ربما؛ ولهذا أنصح متابعي التصريحات بالتريث، لا تتفاعل، لا تعلق، لا تصدق، انتظر فسوف يتراجع المصرح وربما يعتذر أو يلقي اللوم كما ذكرنا وكالعادة على المتلقي الجاهل!!
الرياض