وأصبح العامل مالكاً لمستشفى!!
وأصبح العامل مالكاً لمستشفى!!
م . طلال القشقري
تُسْعِدني قصص العاملين الوافدين إلينا من الأشقّاء المسلمين عندما يدّخرون عرق جبينهم الذي صبُّوه في ميادين العمل الشريف لدينا، ويستفيدون منه في بلادهم خير استفادة، ويستغلّونه خير استغلال بما للريال السعودي من قيمة قوية مقارنةً بعملات بلادهم، وهم قد وفدوا إلينا بهدف وحقّقه كثيرٌ منهم بعد عناء وشقاء. واليوم سأخبركم عن قصّة عامل كهربائي اسمه (أمير)، وهو من بنغلاديش، وكان يعمل طيلة أيام الأسبوع باستثناء ساعات النوم والأكل والصلاة، وتتّصل به صباحاً فتلقاه، وتتّصل به مساءً فتلقاه، ويأتيك ويُصلح لك كهرباء بيتك مقابل أجر خالٍ من الجشع، فيأخذه منك مُبتسماً وقائلاً: بركة من الله، وهذا هو ديدنه مُذّ عرفته قبل أكثر من ١٥ سنة، وقد فاجأني مؤخراً بأنّه اشترك مع ٢٠ شخصًا في بلاده، ودفع كلٌ منهم مبلغ ١٥٠ ألف ريال سعودي، وبنوا هناك مستشفىً كبيراً يدُرُّ عليهم أرباحاً طيبة وتتنامى كلّ يوم، وكلّ هذا من خير عمله المهني الطويل في بلدنا، المملكة العربية السعودية، فما شاء الله وبارك الله له.
وما قصصتُ هذه القصّة إلّا لتبيان أهمية العمل المهني لشبابنا، ولكن للأسف ينبذه كثيرٌ منهم وراء ظهورهم، وينقّبون عن الوظيفة المكتبية المُريحة وقد لا يحصلون عليها فيقعون في جُبِّ البطالة البغيضة والاكتئاب ومشتقّات الحزن.
والعمل المهني هو كنزٌ ما زال مدفوناً بحضرة شبابنا في كلّ القطاعات وفي كلّ المجالات، وفُرصه كثيرة، مثل السباكة والكهرباء والنجارة والحدادة وأعمال البناء والترميم وإصلاح الأجهزة والسيّارات وغيرها كثير، وكلّ الذي نحتاجه هو أن يُغيّر شبابنا من قناعتهم تجاه الأعمال المهنية، فما هي بأعمال وضيعة بل أعمال شريفة، وهي من أهمّ السبل لتحقيق الرفاه المالي والاستقلالية المهنية، وقد تتجاوز عوائدها عوائد وظائف الأطباء والمهندسين فيما لو أجادوها، وليس فيها ملل ورتابة كالذيْن تتسبّب فيهما الوظائف الروتينية المكتبية، وهي ليست عيباً بل مكسباً شخصياً لهم ومكسباً عاماً للوطن الذي يفتقر لمهنيين يبنونه بسواعدهم الفتيّة، ولا أزيد عن ذلك، والكرة في ملعب شبابنا، عساهم دائماً من الفائزين.
المدينة
م . طلال القشقري
تُسْعِدني قصص العاملين الوافدين إلينا من الأشقّاء المسلمين عندما يدّخرون عرق جبينهم الذي صبُّوه في ميادين العمل الشريف لدينا، ويستفيدون منه في بلادهم خير استفادة، ويستغلّونه خير استغلال بما للريال السعودي من قيمة قوية مقارنةً بعملات بلادهم، وهم قد وفدوا إلينا بهدف وحقّقه كثيرٌ منهم بعد عناء وشقاء. واليوم سأخبركم عن قصّة عامل كهربائي اسمه (أمير)، وهو من بنغلاديش، وكان يعمل طيلة أيام الأسبوع باستثناء ساعات النوم والأكل والصلاة، وتتّصل به صباحاً فتلقاه، وتتّصل به مساءً فتلقاه، ويأتيك ويُصلح لك كهرباء بيتك مقابل أجر خالٍ من الجشع، فيأخذه منك مُبتسماً وقائلاً: بركة من الله، وهذا هو ديدنه مُذّ عرفته قبل أكثر من ١٥ سنة، وقد فاجأني مؤخراً بأنّه اشترك مع ٢٠ شخصًا في بلاده، ودفع كلٌ منهم مبلغ ١٥٠ ألف ريال سعودي، وبنوا هناك مستشفىً كبيراً يدُرُّ عليهم أرباحاً طيبة وتتنامى كلّ يوم، وكلّ هذا من خير عمله المهني الطويل في بلدنا، المملكة العربية السعودية، فما شاء الله وبارك الله له.
وما قصصتُ هذه القصّة إلّا لتبيان أهمية العمل المهني لشبابنا، ولكن للأسف ينبذه كثيرٌ منهم وراء ظهورهم، وينقّبون عن الوظيفة المكتبية المُريحة وقد لا يحصلون عليها فيقعون في جُبِّ البطالة البغيضة والاكتئاب ومشتقّات الحزن.
والعمل المهني هو كنزٌ ما زال مدفوناً بحضرة شبابنا في كلّ القطاعات وفي كلّ المجالات، وفُرصه كثيرة، مثل السباكة والكهرباء والنجارة والحدادة وأعمال البناء والترميم وإصلاح الأجهزة والسيّارات وغيرها كثير، وكلّ الذي نحتاجه هو أن يُغيّر شبابنا من قناعتهم تجاه الأعمال المهنية، فما هي بأعمال وضيعة بل أعمال شريفة، وهي من أهمّ السبل لتحقيق الرفاه المالي والاستقلالية المهنية، وقد تتجاوز عوائدها عوائد وظائف الأطباء والمهندسين فيما لو أجادوها، وليس فيها ملل ورتابة كالذيْن تتسبّب فيهما الوظائف الروتينية المكتبية، وهي ليست عيباً بل مكسباً شخصياً لهم ومكسباً عاماً للوطن الذي يفتقر لمهنيين يبنونه بسواعدهم الفتيّة، ولا أزيد عن ذلك، والكرة في ملعب شبابنا، عساهم دائماً من الفائزين.
المدينة