لغة العرب: شرف المكان واللسان
لغة العرب: شرف المكان واللسان
علي الخزيم
شهدت مكة المكرمة - شرَّفها الله سبحانه - مؤخراً انعقاد وفعاليات المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية وآدابها بتنظيم وإدارة مركز إثراء المعرفة للمؤتمرات والأبحاث والنشر العلمي بالتعاون مع مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة، وشارك بإثراء أعماله وجلساته العلمية كوكبة متميزة من الخبراء والمتخصصين باللغة العربية وآدابها، حيث يهدف المؤتمر لتحقيق التواصل بين الباحثين والأكاديميين المختصين باللغة العربية وبالمناهج والمجال التقني وتبادل الخبرات بينهم، كما عُرِضت أحدث الدراسات والبحوث العلمية بحقول الاختصاص التي تعالجها محاور ومجالات المؤتمر، وتعزيز شعور أفراد المجتمع بالانتماء إلى اللغة العربية الشريفة لغة القرآن الكريم، ومما يبهج النفس؛ وقلب كل عربي ومسلم أن أعمال المؤتمر جاءت متماهية مع متطلبات العصر ولم تهمل علم وبديع لغة القرآن الكريم؛ فقد خُصِّصت جلسة بعنوان اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، وأخرى بعنوان فهم النص القرآني في ضوء اللغة العربية، وثالثة تطرقت لفنون البلاغة في اللغة العربية، ولم يُهمل المؤتمرون مسألة التكامل المعرفي بين علوم اللغة العربية، إلى جانب جلسات ومحاور وفعاليات متعددة مثمرة.
وللاعتقاد المتين والقناعات التامة بما للغة العربية من مكانة عالية وأهمية راسخة بين لغات العالم إذ أنها لغة القرآن الكريم الذي وصفه المولى سبحانه بأنه قد جاء بلسان عربي مبين؛ ولأن العربية احتوت شعائر الدين الإسلامي الحنيف والآداب والثقافات العربية الأصيلة المستمدة بغالبها من ثوابت الدين الإسلامي ولغة القرآن العظيم؛ فكان لزاماً وواجباً على كل من ينتمي لهذه اللغة العظيمة خدمتها والعمل على إعلاء شأنها بين الأمم واللغات كافة، ومن هذا المنطلق - كما يبدو لي - فقد تم اختيار أقدس بقاع الأرض (مكة المكرمة) وبجوار الكعبة المشرفة لانعقاد أشرف لغة على وجه الأرض، ولهذه الأهداف السامية فقد دعا المؤتمر المختصين والمهتمين وعلماء اللغة العربية لمزيد من العناية المتميزة المتخصصة لإثراء لغتنا المُشَرَّفة بالقرآن؛ وتقديم كل ما من شأنه خدمة هذه اللغة وحمايتها من التفكك والإفساد، وصيانة فروعها وآدابها وفنونها، وصد الإخلال بمقوماتها.
ولعل الأجيال المتعاقبة لا سيما الشباب والناشئة يستلهمون من اهتمام القادة والعلماء بلغتهم العربية، فيترسمون خطواتهم للعناية باللغة وإحاطتها بالصيانة والحفظ، وأن يستشعر الأجيال - هنا بمملكة العزم والحزم والإنسانية - إننا نعيش بمجتمع وبيئة إنسانية أُسست على هُدى من كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتنتهج شرعه وتُقيم حدوده؛ وتلتزم عقيدته، وما مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية إلا دليل ناصع واضح لمعنى العناية باللغة وحفظها، وكان من أقوال خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بإحدى المناسبات المماثلة: (إن من أجلِّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، فقد حفظ هذا الكتاب المبين لأمة العرب لغتها، ولأمة الإسلام طريق الخير والهداية وسائر الأحكام، ولشبابها أحسن الأخلاق والآداب)، أقول: فهذه إضاءات سامية لطريق قويم لن نحيد عنه بعون الله.
الجزيرة
علي الخزيم
شهدت مكة المكرمة - شرَّفها الله سبحانه - مؤخراً انعقاد وفعاليات المؤتمر الدولي الرابع للغة العربية وآدابها بتنظيم وإدارة مركز إثراء المعرفة للمؤتمرات والأبحاث والنشر العلمي بالتعاون مع مجمع اللغة العربية بمكة المكرمة، وشارك بإثراء أعماله وجلساته العلمية كوكبة متميزة من الخبراء والمتخصصين باللغة العربية وآدابها، حيث يهدف المؤتمر لتحقيق التواصل بين الباحثين والأكاديميين المختصين باللغة العربية وبالمناهج والمجال التقني وتبادل الخبرات بينهم، كما عُرِضت أحدث الدراسات والبحوث العلمية بحقول الاختصاص التي تعالجها محاور ومجالات المؤتمر، وتعزيز شعور أفراد المجتمع بالانتماء إلى اللغة العربية الشريفة لغة القرآن الكريم، ومما يبهج النفس؛ وقلب كل عربي ومسلم أن أعمال المؤتمر جاءت متماهية مع متطلبات العصر ولم تهمل علم وبديع لغة القرآن الكريم؛ فقد خُصِّصت جلسة بعنوان اللغة العربية والذكاء الاصطناعي، وأخرى بعنوان فهم النص القرآني في ضوء اللغة العربية، وثالثة تطرقت لفنون البلاغة في اللغة العربية، ولم يُهمل المؤتمرون مسألة التكامل المعرفي بين علوم اللغة العربية، إلى جانب جلسات ومحاور وفعاليات متعددة مثمرة.
وللاعتقاد المتين والقناعات التامة بما للغة العربية من مكانة عالية وأهمية راسخة بين لغات العالم إذ أنها لغة القرآن الكريم الذي وصفه المولى سبحانه بأنه قد جاء بلسان عربي مبين؛ ولأن العربية احتوت شعائر الدين الإسلامي الحنيف والآداب والثقافات العربية الأصيلة المستمدة بغالبها من ثوابت الدين الإسلامي ولغة القرآن العظيم؛ فكان لزاماً وواجباً على كل من ينتمي لهذه اللغة العظيمة خدمتها والعمل على إعلاء شأنها بين الأمم واللغات كافة، ومن هذا المنطلق - كما يبدو لي - فقد تم اختيار أقدس بقاع الأرض (مكة المكرمة) وبجوار الكعبة المشرفة لانعقاد أشرف لغة على وجه الأرض، ولهذه الأهداف السامية فقد دعا المؤتمر المختصين والمهتمين وعلماء اللغة العربية لمزيد من العناية المتميزة المتخصصة لإثراء لغتنا المُشَرَّفة بالقرآن؛ وتقديم كل ما من شأنه خدمة هذه اللغة وحمايتها من التفكك والإفساد، وصيانة فروعها وآدابها وفنونها، وصد الإخلال بمقوماتها.
ولعل الأجيال المتعاقبة لا سيما الشباب والناشئة يستلهمون من اهتمام القادة والعلماء بلغتهم العربية، فيترسمون خطواتهم للعناية باللغة وإحاطتها بالصيانة والحفظ، وأن يستشعر الأجيال - هنا بمملكة العزم والحزم والإنسانية - إننا نعيش بمجتمع وبيئة إنسانية أُسست على هُدى من كتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتنتهج شرعه وتُقيم حدوده؛ وتلتزم عقيدته، وما مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية إلا دليل ناصع واضح لمعنى العناية باللغة وحفظها، وكان من أقوال خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - بإحدى المناسبات المماثلة: (إن من أجلِّ النعم على أمة الإسلام نعمة القرآن الكريم الذي نزل بلسان عربي مبين، قال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}، فقد حفظ هذا الكتاب المبين لأمة العرب لغتها، ولأمة الإسلام طريق الخير والهداية وسائر الأحكام، ولشبابها أحسن الأخلاق والآداب)، أقول: فهذه إضاءات سامية لطريق قويم لن نحيد عنه بعون الله.
الجزيرة