• ×
admin

ليلة تكريم طلال مداح!

ليلة تكريم طلال مداح!

حسين شبكشي

كانت لفتة راقية وجميلة، تلك التي قامت بها الهيئة العامة للترفيه لتكريم الفنان الراحل طلال مداح، المعروف بصوت الأرض، والذي رحل عن دنيانا منذ اثنين وعشرين عاماً. ليلة نظمت بشكل استثنائي وحظيت بمشاركة عدد قياسي من أهم الفنانين والإعلاميين في العالم العربي، مما أعطى للمناسبة رونقاً خاصاً يصعب تكراره بهذا الزخم الفخم. وكانت شهادات المشاركين في الحفل الكبير بحق الفنان الراحل أكبر وسام، ومحققة لأغلى مكانة، ألا وهي محبة الناس الخالصة والصادقة والعفوية والتي جاءت على ألسنة شعراء وملحنين وموسيقيين ومطربين وإعلاميين ومثقفين ورياضيين، توافقوا جميعاً على مكانة الراحل الخالدة في قلوب محبيه، وأن إرثه الفني الهائل سيبقى أثراً وتراثاً لأجيال عديدة من بعده.

وكانت الفرحة عارمة وتظهر بوضوح على وجوه المشاركين وصولاً للحظة تكريم أسرة الراحل وصعودها على المسرح، والتي تفاعل معها الجمهور بشكل مؤثر لا يمكن إخفاؤه. وعلى المستوى الشخصي تسببت ليلة التكريم هذه في استرجاع شريط طويل جداً من الذكريات مع الراحل الكبير. فليس بسر عن العلاقة القريبة التي جمعت جدي الراحل حسين شبكشي بالفنان طلال مداح، والتي وصلت إلى حد احتضانه ورعايته في بدايات انطلاقاته، وهذه المسألة شهد عليها قامات سعودية كبيرة، وتوجد شهاداتهم على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، من أمثال الإعلامي الكبير وعضو مجلس الشورى الأسبق الدكتور هاشم عبده هاشم، والإعلامي الكبير الراحل وعضو مجلس الشورى الأسبق الدكتور بدر كريم، والفنان الكبير عبادي الجوهر، ونجل الفنان الراحل الأكبر عبدالله طلال مداح.

كانت أول مشاهدتي لعلاقة جدي بهذا الفنان الاستثنائي المليء بالشغف والموهبة وعشق الطرب في «مقعد» جدي بمنزله بحي العمارية بمدينة جدة، والمقعد هو شبيه بالديوانية المعروفة في منطقة الخليج العربي. وكان يلتقي في هذا المقعد مختلف أطياف المجتمع من تجار وموظفين ومثقفين وفنانين وغيرهم، مما جعله ملتقى فكرياً ثرياً ومتنوعاً.

ولدت في هذا المقعد إحدى أشهر أغاني طلال مداح في بدايات مشواره، وهي أغنية «الليل ما يحلى إلا بجلاسه»، والتي تم تسجيل مقدمتها بصوت بدر كريم، والتي كانت كلماتها للشاعر الكبير أحمد قنديل ولقت نجاحاً كبيراً جداً.

وكان طلال فناناً شمولياً لحن لنفسه وغنى أغاني مصرية ولبنانية وغيرها. تألق بكلمات أعذب الشعراء من أمثال محمد العبدالله الفيصل، وبدر بن عبدالمحسن، وخالد الفيصل، وأحمد قنديل، وإبراهيم خفاجي، وثريا قابل، وصالح جلال، ولطفي زيني، وخالد زارع، وصدح بأجمل الأغاني الوطنية بداية من وطني الحبيب وصولاً إلى يا ناس الأخضر لا لعب. وتلا القرآن بصوته الندي وبمقامات دقيقة تضاهي كبار المقرئين، وكانت له مجموعة من المدائح والأذكار بمشاركة المقرئ المعروف عبدالوهاب الحضري.

ليلة تكريم طلال مداح تركت أثراً جميلاً عن فنان رائد وضع الأغنية السعودية على خارطة العالم العربي بامتياز، رحم الله طلال مداح رحمة واسعة وبقيت ذكراه الجميلة خالدة بيننا.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  85