• ×
admin

جرائم الكراهية

جرائم الكراهية

نوال الجبر

مناهضة الأديان التي تمتد إليها الأيدي عبر ممارسات شنيعة تساهم في تأجيج الصراع بين أتباع الأديان في هذا الوقت الذي يواجه فيه العالم تحديات معقدة، بما في ذلك مواجهة الجماعات المتطرفة والأفراد، ينبغي للحكومات والجهات الفاعلة الرئيسة الأخرى في المجتمع أن تتصدى علانية لأفعال تعد إهانة لإنسانيتنا المشتركة.

ولعل ما قام به المتطرف السويدي الدنماركي، من حرق نسخة من القرآن الكريم أمام مسجد في العاصمة كوبنهاغن، تسبب ذلك، بمظاهرات أخرى قام بها متطرفون على أثر هذا الفعل، الذي تلاه كردة فعل مظاهرات متفرقة في بلدان أخرى احتجاجاً على حرق المصحف.

التركيز بشكل خاص على المسلمين، ومس مشاعرهم الدينية بهذا الفعل الذي ينطوي على جمود لم تحركه المطالبات الفورية بإيقاف من أقدموا على ذلك وبوجه السرعة والتحرك بمسؤولية بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان والقوانين الوطنية للعديد من البلدان.

لا شك أنه بهذه الممارسات الشاذة غير المقبولة ستظهر الآثار الضارة لهذه الأفعال، وتؤجج نيران الكراهية التي ترمي لمحاولة إثارة مشاعر المسلمين واستهدافهم، بالإضافة إلى ذلك، هي بمثابة دعوة إلى الكراهية، وتشكل تحريضاً على التمييز أو العداء أو العنف.

وزارة الخارجية السعودية أكدت في بيان أنها خطوة استفزازية جديدة لمشاعر ملايين المسلمين حول العالم، وجددت التأكيد على موقف المملكة الرافض بشدة لكل هذه الأعمال السافرة، التي تكررت في عددٍ من العواصم الأوروبية خلال الآونة الأخيرة بدعوى حرية التعبير، دون وجود رد فعل واضح تجاه إيقاف هذه الممارسات.

وشدد البيان على مطالبة المملكة لكل الحكومات الأوروبية التي وقعت فيها هذه الانتهاكات المتطرفة، بأهمية التصدي بشكل عاجل لكل هذه الممارسات التي تسهم في تأجيج الكراهية والصراع بين أتباع الأديان.

تأتي مبادرة الاتحاد الأوروبي بتعيين منسقة جديدة لمناهضة الكراهية ضد المسلمين ولتعزيز الاستجابة في وجه الكراهية والتمييز الفردي والبنيوي ضد المسلمين خطوة في الاتجاه الصحيح، لكننا ننتظر خطوات كبرى وفاعلة في مكافحة العنصرية المقيتة لتحقيق التعايش الحضاري بمفهومه الراسخ، وتشكيل مفاهيم واسعة للحياة من خلال أسلوب الحوار الذي ينفي عن نفسه نزعة الكراهية.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  84