• ×
admin

«بس ناديلي ماما»

«بس ناديلي ماما»

يوسف القبلان

مواقف إنسانية مؤثرة نتيجة الزلزال القوي الذي تعرضت له سورية وتركيا، صرخة طفلة من تحت الأنقاض تتحدث مع أحد الأشخاص لطلب النجدة وتقول (بس ناديلي ماما)، أم تلد وسط الأنقاض يعيش الطفل وتتوفى الأم، إنسان يفقد كامل أفراد أسرته، موت وتشرد وجوع وبرد وحزن يقطع القلوب، وبنايات تتساقط واحدة تلو الأخرى وتدفن ساكنيها.

أمام الزلازل وغيرها من الكوارث الطبيعية تهب وحدة إنسانية من كل الاتجاهات للنجدة والتضامن، وحدة لا تحدث لوقف الحروب التي يصنعها الإنسان، يتحد العالم وينسى فجوات السياسة من أجل إنقاذ أرواح البشر، من أجل الحياة ثم يعود لساحة القتال وميدان المعارك التي تقتل الإنسان وتشرد الإنسان وتيتم الإنسان، زلازل وأعاصير وفيضانات وبراكين يقف الإنسان - المفتخر بتطوره العلمي - أمامها عاجزا كأنما تذكره بالحروب التي يستطيع وقفها ولا يفعل.

عجز بشري يوقظ عقل الإنسان وضمير الإنسان وقدرات الإنسان على التأمل ومراجعة الأولويات لحماية الإنسان من الإنسان، تذكير الإنسان المخلوق المغرور بقدرة الله وعظمته وضعف الإنسان وعجزه مهما بلغ من العلم والثقافة لحكمة إلهية لا يستوعبها البشر.

(بس ناديلي ماما) حضور الأم بعد مشيئة الله هو المنقذ، الأمهات حيث الحب والسلم والأمان ووقف الحروب، الأم حيث الحنان والحضن الدافئ والملاذ الآمن، أعطوا الأمهات فرصة لوقف الحروب ومكافحة الفقر والجوع والأمراض.

الأمهات سيتجاهلن الخلافات السياسية في كل الأوقات وليس أثناء الكوارث فقط، الأم مدرسة، حضور الأم حضور للعطاء والنماء والعدالة.. (بس ناديلي ماما).

دروس إدارية واجتماعية يتعلمها العالم جراء حدوث كوارث مثل الزلازل، إمكانية توقع حدوث الزلزال، الإجراءات المطلوبة للوقاية من المخاطر، كيف التصرف قبل وأثناء وبعد حدوث الزلزال؟ كيفية التعامل مع الآثار الاجتماعية والنفسية؟ أساليب الإنقاذ، تنسيق العمل الإسعافي، قدرة المستشفيات، تنظيم الدعم الخارجي، توفير الملاذات الآمنة، توفير القوى البشرية المتخصصة في الإسعاف والعلاج، جودة بناء المساكن، تدريب الناس على الحماية من مخاطر الزلازل، والتكيف مع توقف الخدمات الحيوية مثل الكهرباء والماء والمواد الغذائية.. الخ.

(بس ناديلي ماما)، الأم هنا هي رمز للإنقاذ، للأمن، للحياة، للأمل، للتضامن، للحب والسلام.. أحضروا أمهات العالم لوقف الحروب.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  123