العلم.. هويّة جامعة!
العلم.. هويّة جامعة!
إبراهيم الوافي
على مدى التاريخ ومنذ أكثر من 1000 عام قبل الميلاد عُرِف العلم كرمز لهويّة أمة ما، حيث استخدمه المصريون أول مرة بطريقة بدائية كدلالة للهوية، ثم أخذ بالتطوّر عبر الزمن حتى بات رمزا للأمة، وبات حضوره على رأس الجيوش في الحروب دلالة نوعية على حضور امة ما، وارتفاعه أو سقوطه رمزا لارتفاع الأمة أو سقوطها، فالعلم أو هذه القطعة القماشية المحدّدة والمصممّة وفقا لفلسفات وحضارات وثقافات الأمم، والمحمّلة دائما أبعادًا وجودية غاية في الأهمية، يتذاكر التاريخ دائما سقوط الفرسان تباعا في الحروب بغرض حمايته وعدم سقوطه، فسقوطه سقوط أمة ما في الحرب تبعا لدلالته الرمزية الخالدة والمتوارثة، وقد ارتبط العلم أول مرّة بظهوره بشكل أساسي في الحروب، ولكن ظهور الأعلام الوطنية في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر كان مترافقاً مع ظهور النزعات القومية، والتي أدت إلى إظهار الأعلام الوطنية ضمن السياق المدني، ومن هنا فإن العلم الوطني ينشأ دائما بموجب قوانين وتشريعات خاصة تحدد أبعاده وألوانه بما يتفق مع فكرة وطنية معينة تتجسد فيها مضامين سياسية سامية ونبيلة. ويرفع العلم الوطني في مراسم خاصة، ويظهر فوق مباني المدارس والمؤسسات الحكومية، وتزين الشوارع والساحات العامة والميادين بالأعلام الوطنية في المناسبات الوطنية والقومية والدينية، ويعد علمنا في المملكة العربية السعودية رمزاً للدولة منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثة قرون، ولهذا الرمز دلالة واحدة ومعنى محدد يستوعبه الجميع ويتفق على معرفة دلالته الوطنية والدينية، وعُرف العلم السعودي بأنه مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، ممتداً من السارية إلى نهاية العلم تتوسطه الشهادتان» لا إله إلا الله .. محمد رسول الله» مكتوبة بخط الثلث، وسيف مسلول تحتهما موازٍ لهما، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، إذ يدل السيف على الصرامة في تطبيق العدل، بينما تدل الشهادة على الحكم بالشريعة الإسلامية، وجاء ذلك متوارثاً من الراية التي كان يحملها حكامنا آل سعود منذ تأسيس هذه الدولة المباركة حيث نشرهم للدعوة وتوسيع مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، إذ كانت الراية آنذاك خضراء مشغولة من الخز (النسيج) والإبريسم (أجود أنواع الحرير) مكتوب عليها لا إله إلا الله، والعلم السعودي اليوم هو نفس الراية والبيرق الذي كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثة قرون ... ولأجل هذه الرمزية الضاربة في عمق التاريخ سواء بالنسبة للعلم بشكل عام في العالم، أو بالنسبة لنا في وطننا جاء الأمر السامي بتخصيص يوم 11 مارس من كل عام يوما للعلم لترسيخ فكرة دلالته التاريخية وعمق وجوده كهويّة وانتماء، لاسيما وقد اختص العلم السعودي بارتفاعه وشموخه دائما وعدم تنكيسه مهما كانت الأحداث والكوارث التي اعتاد الآخرون تنكيس أعلامهم فيها، وهي خطوة نوعيّة وواعية تماما اعتدناها دائما من قادتنا تستلهم هذا العمق التاريخي الكبير للعلم وتمنحه حضورًا وتخليدًا يوازيان قيمته الوجودية.
الرياض
إبراهيم الوافي
على مدى التاريخ ومنذ أكثر من 1000 عام قبل الميلاد عُرِف العلم كرمز لهويّة أمة ما، حيث استخدمه المصريون أول مرة بطريقة بدائية كدلالة للهوية، ثم أخذ بالتطوّر عبر الزمن حتى بات رمزا للأمة، وبات حضوره على رأس الجيوش في الحروب دلالة نوعية على حضور امة ما، وارتفاعه أو سقوطه رمزا لارتفاع الأمة أو سقوطها، فالعلم أو هذه القطعة القماشية المحدّدة والمصممّة وفقا لفلسفات وحضارات وثقافات الأمم، والمحمّلة دائما أبعادًا وجودية غاية في الأهمية، يتذاكر التاريخ دائما سقوط الفرسان تباعا في الحروب بغرض حمايته وعدم سقوطه، فسقوطه سقوط أمة ما في الحرب تبعا لدلالته الرمزية الخالدة والمتوارثة، وقد ارتبط العلم أول مرّة بظهوره بشكل أساسي في الحروب، ولكن ظهور الأعلام الوطنية في أوروبا في أواخر القرن الثامن عشر وأوائل القرن التاسع عشر كان مترافقاً مع ظهور النزعات القومية، والتي أدت إلى إظهار الأعلام الوطنية ضمن السياق المدني، ومن هنا فإن العلم الوطني ينشأ دائما بموجب قوانين وتشريعات خاصة تحدد أبعاده وألوانه بما يتفق مع فكرة وطنية معينة تتجسد فيها مضامين سياسية سامية ونبيلة. ويرفع العلم الوطني في مراسم خاصة، ويظهر فوق مباني المدارس والمؤسسات الحكومية، وتزين الشوارع والساحات العامة والميادين بالأعلام الوطنية في المناسبات الوطنية والقومية والدينية، ويعد علمنا في المملكة العربية السعودية رمزاً للدولة منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثة قرون، ولهذا الرمز دلالة واحدة ومعنى محدد يستوعبه الجميع ويتفق على معرفة دلالته الوطنية والدينية، وعُرف العلم السعودي بأنه مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، ممتداً من السارية إلى نهاية العلم تتوسطه الشهادتان» لا إله إلا الله .. محمد رسول الله» مكتوبة بخط الثلث، وسيف مسلول تحتهما موازٍ لهما، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، إذ يدل السيف على الصرامة في تطبيق العدل، بينما تدل الشهادة على الحكم بالشريعة الإسلامية، وجاء ذلك متوارثاً من الراية التي كان يحملها حكامنا آل سعود منذ تأسيس هذه الدولة المباركة حيث نشرهم للدعوة وتوسيع مناطق نفوذهم إبان الدولة السعودية الأولى، إذ كانت الراية آنذاك خضراء مشغولة من الخز (النسيج) والإبريسم (أجود أنواع الحرير) مكتوب عليها لا إله إلا الله، والعلم السعودي اليوم هو نفس الراية والبيرق الذي كان يحمله جند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتها قبل أكثر من ثلاثة قرون ... ولأجل هذه الرمزية الضاربة في عمق التاريخ سواء بالنسبة للعلم بشكل عام في العالم، أو بالنسبة لنا في وطننا جاء الأمر السامي بتخصيص يوم 11 مارس من كل عام يوما للعلم لترسيخ فكرة دلالته التاريخية وعمق وجوده كهويّة وانتماء، لاسيما وقد اختص العلم السعودي بارتفاعه وشموخه دائما وعدم تنكيسه مهما كانت الأحداث والكوارث التي اعتاد الآخرون تنكيس أعلامهم فيها، وهي خطوة نوعيّة وواعية تماما اعتدناها دائما من قادتنا تستلهم هذا العمق التاريخي الكبير للعلم وتمنحه حضورًا وتخليدًا يوازيان قيمته الوجودية.
الرياض