• ×
admin

ثقافة السفر وتعلم اللغات

ثقافة السفر وتعلم اللغات

د. خالد الخضري

الثقافة عامل مساعد على تطوير القدرات العقلية والحياتية لدى الإنسان، حيث تساعده على التفكير الجيد، وعلى التعاطي الأمثل مع شؤون الحياة المختلفة، وعلى التأمل في القضايا المختلفة التي يواجهها في الحياة.

ومع أن علم من العلوم المهمة، مثل الفلسفة عجز عن الإجابة عن الأسئلة الوجودية الملحة التي ترتبط بالإنسان عبر تاريخه البشري، إلا أنها كانت قادرة على منحه مزيدا من التأمل والتحليل، والاستنباط من خلال عملياتها التفكيكية والتحليلية والتركيبية.

لكن النقطة المهمة اليوم التي أردت أن أتوقف عندها في هذا المقال، هي ما يخص التلقي، فاليوم لم تعد الثقافة تقتصر على التلقي القرائي والمعرفي، بل إن الشخص اليوم يحتاج إلى ممارسة بعض المعارف والمهارات، وكذلك الحرص على المناهج التطبيقية التي تطور لديه قدرات شتى، وكذلك الحال فيما يخص ثقافات مهمة قد تنقصنا في هذا الزمن، وهي الثقافة التي تنشأ من تعلم لغات جديدة، بالذات أولئك الأشخاص الذين يتعلمون اللغات الأجنبية، ليصبحوا قادرين على القراءة عبرها، حيث تمكنهم من الاطلاع على ثقافة تلك الشعوب، وتمنحهم بعدا شموليا إنسانيا، ولهذا كلما تعلم الشخص لغة جديدة كلما كسب مزيدا من المعرفة.

كذلك الحال بالنسبة لثقافة السفر التي لم تكن متاحة قبل قرون، كما هو حالها الآن مع توفر وسائل المواصلات، مثل الطيران على وجه الخصوص الذي أتاح مجالا للإنسان في أن يسافر ويجوب الآفاق، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا في أنحاء الكرة الأرضية.

السفر اليوم يمثل ثقافة، وثقافة مهمة جدا، وبالذات للأشخاص الذين يحرصون عند زيارتهم لأي دولة الاطلاع على معالمها ومتاحفها وتراثها وحضارتها العريقة، لأن كل ذلك يمثل مكونا معرفيا مهما، يساهم في جعل ذلك الشخص عميق المعرفة بذلك البلد، حيث من الجيد أن يكسب الشخص وجودة في دولة جديدة، بالذات عندما يزورها لأول مرة بالتعرف عليها وعلى ناسها وشعبها، ويتعمق في ذلك، لتحقيق المزيد من المعرفة.

وإن كان اليوم أصبح الإنسان قادرا على الاطلاع على حياة الشعوب في أي مكان في العالم من خلال التواصل عبر السوشل ميديا، وعبر الوثائقيات التي تقدمها كثير من الوكالات الدولية أو القنوات الفضائية، لكن ذلك من وجهة نظري غير كاف لتكسب ثقافة سفر ثرية.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  87