الحملة الأمنية على المخدرات
الحملة الأمنية على المخدرات
عادل الكلباني
إن الحملات الأمنية التي تأمر بها قيادتنا حرصا منها على حياة إنسانية ومستقبل نقي لشبابنا، ستكون أكثر تأثيرًا؛ حين تجد المواطن في صفها كرجل أمن متشبع بالوعي - وهو كذلك - مقدرًا الجهود والتضحيات التي يقوم بها رجال الأمن في سبيل تنقية المجتمع من هذه الآفة..
لن تجد عاقلًا إلا وقد طرق سمعه ذكر (الضروريات الخمس) والتي هي "حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال" وقلت عاقلًا، لأن العقل هو مناط الخطاب، ومناط تفسير هذه الضروريات، وهو المستهدف بإحداهن، وهي أعظهما، فبعض هذه الضروريات أعظم من الأخرى، ويجمعها كلها (حفظ العقل) فبالعقل يعرف الدين، وبالعقل تقنن الأنظمة لتطبيق الشرع في حفظ النفوس، وبالعقل تعرف أهمية حفظ الأعراض وزجر من يحوم حولها، وبالعقل ينظر في المال وفي الاقتصاد، فبغير العقل لا يمكّن صاحب المال من ماله، قال تعالى: «ولا تؤتوا السفهاء أموالكم».
فإذا غاب العقل ذهب كل شيء، وأزهقت النفوس، وذهب الدين، وانتهكت الأعراض، وبعثرت الأموال وافتقرت الشعوب، وهذا ما يفسر حرص قيادتنا الحكيمة على إنجاح الحملات الأمنية والتي تستهدف أخطر ما يهدد العقول والدين والنفوس والأعراض والأموال؛ «المخدرات».
إن هذه الحملة القوية على هذه الآفة الخطيرة، ليست مقتصرة على جانبها الأمني، وإن كان هو الأهم والرئيس، بل إن نشر الوعي والتثقيف المستمر وبالأساليب المرغبة والمحببة يجعل من هذه الآفة ممقوتة في النفوس، يعسر على مروجها أو متعاطيها أن يجد سوقًا سهلاً لها، فحين يكون المواطنون الكبار والصغار والشباب والشابات متحصنين بالوعي - وهو الحاصل بنسبة كبيرة - جراء ما تبذله الدولة من التوعية، فحينئذ لن تجد المخدرات منفذًا إلى عقولنا لتهدم ديننا وتزهق نفوسنا وتنتهك أعراضنا وتبعثر أموالنا، فمن هذا المنطلق نجد أن الحملات الأمنية التي تأمر بها قيادتنا حرصًا منها على حياة إنسانية ومستقبل نقي لشبابنا، ستكون أكثر تأثيرًا؛ حين تجد المواطن في صفها كرجل أمن متشبع بالوعي - وهو كذلك - مقدرًا الجهود والتضحيات التي يقوم بها رجال الأمن في سبيل تنقية المجتمع من هذه الآفة، حفاظًا على ضرورة من الضروريات الخمس وهي (العقل) وهي أم الضروريات إن صح التعبير، فبالعقل تبنى الشعوب، وبالعقل يحتفظ الإنسان بإنسانيته، فهو الهبة المميزة بين الإنسان وسائر مخلوقات الله، وفي القرآن كثيرًا ما ينبه السامعين على وجود آلة الانتفاع «أفلا تعقلون».
نستطيع أن يكون كلنا رجل الأمن، كلٌّ بحسب موقعه من عمله ومجالسيه، بل وشهرته ومنصته، وفي أيسر الوسائل التي تتواصل بها مع الآخرين، نستطيع أن نشارك المعلومات الرسمية الصحيحة، والمواعظ المعتمدة المؤثرة، وقلت المعتمدة والرسمية، فذلك يحمينا من التصرف الفردي واتباع العاطفة المحضة في الأمور العامة، فربما نتيجةً لاندفاع ناتجٍ عن حرص، نقع فيما ينافي التوعية والمراد، وكما قيل:
رامَ نفعًا فضرّ من غير قصدٍ
ومن البرّ ما يكونُ عقوقا
فالارتباط بالمعلومة الصحيحة وبالأسلوب الصحيح قد يكون له أيضًا المساهمة الكبيرة في تيسير تلك الحملات وسيرها في الاتجاه الصحيح.
لا نستطيع أن نوفي حق قيادتنا وجنودنا تجاه ما يقومون به لمصلحة هذا الوطن، ولكن أكبر وأعظم شكر نقوم به هو شكر الله أولًا، على نعمه وآلائه، وعونه وتوفيقه، ومن ثم الشكر لهذه القيادة الحكيمة، وعونها والدعاء لها بالسداد والتوفيق، وأن نراقب الله سبحانه وتعالى في أنفسنا وأهلينا، ومن جعلت ولايته تحت أيدينا من أبنائنا وبناتنا، فنحرص على تربيتهم وحفظ أخلاقهم، وتوعيتهم بأهمية الجليس الصالح، والرفيق الناصح، والحذر من رفقة السوء، ومن مواطن الشبه والهلكة، وأن نكون في أنفسنا صالحين لنحفظ ذريتنا بحفظ الله «وكان أبوهما صالحا».
هذا ما سيجعل منك إن فعلت ذلك المواطن الصالح، يخدم دينه ووطنه، ويحفظ أمنه واستقراره. هذا، والله من وراء القصد.
الرياض
عادل الكلباني
إن الحملات الأمنية التي تأمر بها قيادتنا حرصا منها على حياة إنسانية ومستقبل نقي لشبابنا، ستكون أكثر تأثيرًا؛ حين تجد المواطن في صفها كرجل أمن متشبع بالوعي - وهو كذلك - مقدرًا الجهود والتضحيات التي يقوم بها رجال الأمن في سبيل تنقية المجتمع من هذه الآفة..
لن تجد عاقلًا إلا وقد طرق سمعه ذكر (الضروريات الخمس) والتي هي "حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ العرض، وحفظ المال" وقلت عاقلًا، لأن العقل هو مناط الخطاب، ومناط تفسير هذه الضروريات، وهو المستهدف بإحداهن، وهي أعظهما، فبعض هذه الضروريات أعظم من الأخرى، ويجمعها كلها (حفظ العقل) فبالعقل يعرف الدين، وبالعقل تقنن الأنظمة لتطبيق الشرع في حفظ النفوس، وبالعقل تعرف أهمية حفظ الأعراض وزجر من يحوم حولها، وبالعقل ينظر في المال وفي الاقتصاد، فبغير العقل لا يمكّن صاحب المال من ماله، قال تعالى: «ولا تؤتوا السفهاء أموالكم».
فإذا غاب العقل ذهب كل شيء، وأزهقت النفوس، وذهب الدين، وانتهكت الأعراض، وبعثرت الأموال وافتقرت الشعوب، وهذا ما يفسر حرص قيادتنا الحكيمة على إنجاح الحملات الأمنية والتي تستهدف أخطر ما يهدد العقول والدين والنفوس والأعراض والأموال؛ «المخدرات».
إن هذه الحملة القوية على هذه الآفة الخطيرة، ليست مقتصرة على جانبها الأمني، وإن كان هو الأهم والرئيس، بل إن نشر الوعي والتثقيف المستمر وبالأساليب المرغبة والمحببة يجعل من هذه الآفة ممقوتة في النفوس، يعسر على مروجها أو متعاطيها أن يجد سوقًا سهلاً لها، فحين يكون المواطنون الكبار والصغار والشباب والشابات متحصنين بالوعي - وهو الحاصل بنسبة كبيرة - جراء ما تبذله الدولة من التوعية، فحينئذ لن تجد المخدرات منفذًا إلى عقولنا لتهدم ديننا وتزهق نفوسنا وتنتهك أعراضنا وتبعثر أموالنا، فمن هذا المنطلق نجد أن الحملات الأمنية التي تأمر بها قيادتنا حرصًا منها على حياة إنسانية ومستقبل نقي لشبابنا، ستكون أكثر تأثيرًا؛ حين تجد المواطن في صفها كرجل أمن متشبع بالوعي - وهو كذلك - مقدرًا الجهود والتضحيات التي يقوم بها رجال الأمن في سبيل تنقية المجتمع من هذه الآفة، حفاظًا على ضرورة من الضروريات الخمس وهي (العقل) وهي أم الضروريات إن صح التعبير، فبالعقل تبنى الشعوب، وبالعقل يحتفظ الإنسان بإنسانيته، فهو الهبة المميزة بين الإنسان وسائر مخلوقات الله، وفي القرآن كثيرًا ما ينبه السامعين على وجود آلة الانتفاع «أفلا تعقلون».
نستطيع أن يكون كلنا رجل الأمن، كلٌّ بحسب موقعه من عمله ومجالسيه، بل وشهرته ومنصته، وفي أيسر الوسائل التي تتواصل بها مع الآخرين، نستطيع أن نشارك المعلومات الرسمية الصحيحة، والمواعظ المعتمدة المؤثرة، وقلت المعتمدة والرسمية، فذلك يحمينا من التصرف الفردي واتباع العاطفة المحضة في الأمور العامة، فربما نتيجةً لاندفاع ناتجٍ عن حرص، نقع فيما ينافي التوعية والمراد، وكما قيل:
رامَ نفعًا فضرّ من غير قصدٍ
ومن البرّ ما يكونُ عقوقا
فالارتباط بالمعلومة الصحيحة وبالأسلوب الصحيح قد يكون له أيضًا المساهمة الكبيرة في تيسير تلك الحملات وسيرها في الاتجاه الصحيح.
لا نستطيع أن نوفي حق قيادتنا وجنودنا تجاه ما يقومون به لمصلحة هذا الوطن، ولكن أكبر وأعظم شكر نقوم به هو شكر الله أولًا، على نعمه وآلائه، وعونه وتوفيقه، ومن ثم الشكر لهذه القيادة الحكيمة، وعونها والدعاء لها بالسداد والتوفيق، وأن نراقب الله سبحانه وتعالى في أنفسنا وأهلينا، ومن جعلت ولايته تحت أيدينا من أبنائنا وبناتنا، فنحرص على تربيتهم وحفظ أخلاقهم، وتوعيتهم بأهمية الجليس الصالح، والرفيق الناصح، والحذر من رفقة السوء، ومن مواطن الشبه والهلكة، وأن نكون في أنفسنا صالحين لنحفظ ذريتنا بحفظ الله «وكان أبوهما صالحا».
هذا ما سيجعل منك إن فعلت ذلك المواطن الصالح، يخدم دينه ووطنه، ويحفظ أمنه واستقراره. هذا، والله من وراء القصد.
الرياض