الموظف وضغوط العمل
الموظف وضغوط العمل
فؤاد حامد الغامدي
لقد اصبح موضوع ضغوط العمل من المواضيع التي تحظى بكثير من الاهتمام من قبل المنظمات و الشركات وبعض الافراد وهناك عوامل كثيرة دعت الى هذا الاهتمام من اهمها: الامراض المترتبة عليها و كذلك التكاليف الباهظة الناجمةعنها وعلى سبيل المثال قدرت مجلة ( ذى إكنومست- ابريل 1985) ان الامراض المتعلقة بضغوط العمل تكلف الاقتصاد الامريكي مايقارب من مائة بليون دولار سنويا.
ولكن ماهي مصادرالضغوط في المنظمات او الشركات؟ وللإجابة على هذا السؤال فلقد كتب الكثير من الباحثين عن هذه المصادر ووضعوها في تصنيفات و نماذج متعددة و من هذه التصنيفات ما يعزو هذه المصادر الى ثلاثة عوامل كالتالي:
1- عوامل متعلقة بالفرد نفسه مثل قدرته على التسامح والمرونة والتكيف مع الظروف المحيطة به.
2- عوامل متعلقة بالعمل مثل عبء العمل، وضغوط الوقت، و التطور الوظيفي، و غموض الدور والمشاركة.
3- عوامل متعلقة بالعلاقة داخل المنظمة مثل العلاقة مع الرؤساء او الزملاء وما يترتب على ذلك من مشاركة في اتخاذ القرارات.
مما سبق نجد ان هذه العوامل من الممكن لكل شركة او منظمة ان تتحكم بها و تخضعها للدراسة والتحليل و المعالجة لكي تحقق اهدافها وهي بيئة عمل سليمة خالية من الضغوط ذات انتاجية عالية بأقل التكاليف.
ومما لاشك فيه ان ضغوط العمل لها تأثير سلبي على الفرد وعلى الشركة او المنظمة. و تأثيرها على الفرد يكون بصور متعددة منها الجوانب الجسدية والسلوكية والعقلية ،حيث تظهر عوارض الضغوط على شكل اضطرابات و ضعف و كسل.
وأما ثأثير الضغوط على الشركة فيمكن تلخيصها في عدة نقاط اولها: عدم قدرة الفرد عى اتخاذ القرار وهذا بسبب عدم الاستقرار وعدم الثبات مما يؤدي الى اتخاذ قرارات سريعة و غير مدروسة.
أما التأثير الثاني فيظهر في تدني مستوى الانتاج فكلما زاد الضغط على الفرد قل الإنتاج. و التأثير الثالث يظهر على شكل صراعات شخصية داخل بيئة العمل، فهناك الصراع مع المديرين و المشرفين ،و كذلك الصراع مع الزملاء. اما التأثير الرابع فيظهر في كثرة التغيب و التسرب الوظيفي ،ففي بحث لـ ( ستيرز و رودس 1979) قدرت تكاليف التغيب عن العمل في الولايات المتحدة في سنة بحوالي 25 بليون دولار. اما التأثير الأخير فيمكن ان يظهر في كثرة الحوادث إما داخل العمل او خارجه ففي دراسة لـ ( وايت لوك و آخرين 1977) اوضحت ان الكثير من حوادث السيارات و الحوادث الصناعية تكون مسبوقة بمواقف ضغوط تعرض لها الفرد.
لذا يمكن القول: إن و ضع برامج لإدارة الضغوط هو مطلب اساسي يجب توفرها في كل مؤسسة او شركة من اجل رفع مستوى الصحة و السلامة لدى الفرد والشركة . و هناك الكثير من البرامج يمكن تطبيقها على مستوى الفرد تبدأ من تقويم الوضع الحالي للفرد و تنتهي بوضع الخطط لتنفيذ البرنامج.
المصدر: صحيفة اليوم