• ×
admin

الحوار في نجران.. غير

الحوار في نجران ... غير!


سحر الرملاوي

حوار مؤثر و هام ذلك الذي أجراه اللقاء الوطني الثامن للحوار الفكري في نجران هذا العام .. وكونه مؤثراً فلأنه خرج بتوصيات هامة سلمت بشكل مباشر إلى الجهة المعنية تلافيا لتباطؤ التنفيذ او إهمال المبادرة ..

و هام لان هذا الحوار دار حول الصحة عصب الحياة و انتقد خدماتها بشفافية عالية و تنوع مدروس غطى كافة جوانبها ..

ولعلي غبت كثيرا عن تغطية جلسات الحوار الوطني لأنني حقيقة فوجئت في حوار هذا العام بهذا الكم من الجرأة في الطرح و القدرة على توصيل و توصيف المشاكل بأقل العبارات و أكثرها مباشرة وحدة ..

فمن قضية تدني الجودة النوعية للقطاع الصحي الى قضية الاخطاء الطبية و المطالبة بضمها إلى الجرائم الجزائية إلى قضية تعثر التأمين الطبي و عدم تلبيته لحاجات أفراد المجتمع بالتساوي الى سوء التوزيع الجغرافي للخدمات الصحية كماً ونوعاً ، الى مناقشة حقوق المرضى الكائن منها و ما ينبغي ان يكون بالاضافة الى تشريح ما آلت اليه أخلاقيات العمل في القطاع الصحي، ودور القطاع الخيري الصحي ومؤسسات المجتمع المدني في الارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، و حتى مناقشة إيجابيات و سلبيات تخصيص الخدمات الصحية و تحويلها كلها إلى قطاع خاص تشرف عليه الدولة و تضع سياساته لكنها لا تديره ..

لقد كان حوارا ثريا بحق و أجمل ما فيه أنه كان حوارا مسترسلا لم تعقه أوراق عمل أو برتوكولات تقديم تستهلك الوقت و الجهد و المال بلا فائدة تذكر و لصالح رفوف النسيان التي تئن من ثقل ما عليها من توصيات .

كما انه كان حوارا عادلا حين قسم الوقت و الكلمات مناصفة بين الرجال و النساء بدون محاباة لطرف على آخر في الوقت أو العدد .. و هذا لا ينفي ان نسجل هنا غياباً ملحوظاً للمرأة المسؤولة في مختلف مواقع القطاع الصحي، فقد تولى الرد على انتقادات المشاركين و المشاركات مسؤولون من الوزارة و لم نسمع أصواتاً كافية لمسؤولات رغم أنهن كثيرات في الوزارة ..

و لقد وقف خلف هذا الحوار جنود مجهولون أتمنى لو استطعت تحيتهم فردا فردا كلا باسمه وأخص منهم اللجان النسائية التسعة برئاسة الاستاذة وفاء التويجري التي لم توفر جهدا لتسهيل انسياب الحركة للمشاركات ليخرجن بأفضل آداء، وتسجل لصالحهن القوة في المداخلات و الجرأة في التعليقات و الانتقاد أكثر مما فعل الجانب الرجالي ..

كما كان لأمير و أهل نجران الطيبين اكبر الاثر في إنجاح هذا اللقاء، فقد غمروا ضيوفهم بكل أشكال الترحاب و الكرم و التعامل الراقي الذي يليق بمدينة التاريخ العريق و العطاء الكبير ..

لقد كانت تجربة الحوار الوطني هذا العام تجربة ثرية بكل المقاييس و أسأل الله أن تؤتي ثمارها و نرى قريبا الانعكاس الإيجابي لتوصياتها على واقع الخدمات الصحية في المملكة .

المصدر: صحيفة الرياض
بواسطة : admin
 0  0  1699