شفرة الموهبة
شفرة الموهبة
د. بكري معتوق عساس
شفرة الموهبة (The Talent Code)، عنوان لكتاب رائع لمؤلفه الصحفي الأمريكي «دانيال كويل».
في الكتاب بعض الأسئلة عن الموهبة من أهمها: ما سر الموهبة؟، وكيف نكتشفها؟، والأبرز، كيف نُنمِّيها ونُنقِّيها!. ذكر المؤلف أن الموهبة من الممكن أن تكون هبة مُعطاة من الله، إلا أن لا قيمة لها ما لم نكتشفها ونقوم بصقلها. واللافت للنظر، ما أكده وفقاً لدراسات بحثية على أن الموهبة قد تكون أمراً مكتسباً، وأنها عبارة عن شفرة، من وُفِّق لفك رموزها، استطاع أن يتحصل على الكنز المفقود.
ويشير إلى أنه من الممكن أن يتم صناعة جيل موهوب من أشخاص لا يتمتعون بمواهب فطرية، ويكون ذلك من خلال ثلاثة أشياء، أولها، الاهتمام بإنشاء مراكز للموهوبين، والثاني عبر فهم التركيبة الدماغية للشخص، وأخيراً طريقة وأسلوب التعلم.
ويرى الكاتب ضرورة الاهتمام بمراكز تنشئة الموهوبين، لأن لها دوراً محورياً في إيجاد جيل من الموهوبين، وذكر أن نادياً صغيراً في أطراف مدينة موسكو، استطاع أن يُخرج أكثر من عشرين لاعباً محترفاً من كبار لاعبي كرة المضرب، في الوقت التي لم تستطع أعرق الأندية الأمريكية من فعل الأمر نفسه.
وذكر أيضاً أن الموهبة قد لا تولد مع الشخص منذ البداية، غير أنه يمكن صقلها وتنميتها. وفي الحالتين لن يحصل هذا سوى بالتمرين العميق، والمدرب الخبير، وإحراق روح الشغف، والمثابرة والتعلم. تلك هي المركبات العاملة مع المخ لتكوين المادة العصبية التي تُدعى «المايلين»، والتي تعطي حركتك وأفكارك قدراً هائلاً من سرعة الاستجابة والقدرة على التفوق والإبداع.
وحول ما إذا كانت الموهبة شيئاً فطرياً، وضع سؤالاً هاماً هو: لماذا تتمركز مواهب معينة في أماكن معينة مثل البرازيل، ينتشر فيها لاعبو كرة القدم، وروسيا الشمالية ينتشر بها هواية الشطرنج؟، وإذا كان هذا بسبب الجينات الوراثية الفطرية، لماذا الصين والهند - وهم من أكبر الدول تعداداً للسكان - لم تظهر عندهم مثل هذه المواهب؟، وفي عصر النهضة خرج من بلد واحد؛ إيطاليا، عدد من الموهوبين (جاليليو وليوناردو دافينشي ومايكل أنجلو)، هذا يجعلنا نتكلم عن العوامل المؤثرة في نجاح وتفوق الإنسان في الحياة، والتي لخصها المؤلف في: الجينات الوراثية، وتأثيرات البيئة والمجتمع، والتربية، والاختيار والإرادة.
فليس شرطاً أن يولد مع كل إنسان صفة جينية مميزة يظل طوال حياته يبحث عنها؛ اعتقاداً منه أن النجاح في اكتشافها، فهذا ليس صحيحاً، فالموهبة تولد بالتكرار والسعي الجاد والمحاولة والإصرار؛ وقد قال الله تعالى: «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرَى».
في الكتاب؛ الكثير من النصائح المقدمة إلى الأهل، والمدرسين، والمدربين، وجميع من يهتم بصقل وتنمية واكتشاف المواهب، مع تقديم عدد من النماذج المضيئة لأشخاص عاديين استطاعوا أن يتفوقوا ويبدعوا ويخطو بالبشرية خطوات إلى الإمام.
المدينة
د. بكري معتوق عساس
شفرة الموهبة (The Talent Code)، عنوان لكتاب رائع لمؤلفه الصحفي الأمريكي «دانيال كويل».
في الكتاب بعض الأسئلة عن الموهبة من أهمها: ما سر الموهبة؟، وكيف نكتشفها؟، والأبرز، كيف نُنمِّيها ونُنقِّيها!. ذكر المؤلف أن الموهبة من الممكن أن تكون هبة مُعطاة من الله، إلا أن لا قيمة لها ما لم نكتشفها ونقوم بصقلها. واللافت للنظر، ما أكده وفقاً لدراسات بحثية على أن الموهبة قد تكون أمراً مكتسباً، وأنها عبارة عن شفرة، من وُفِّق لفك رموزها، استطاع أن يتحصل على الكنز المفقود.
ويشير إلى أنه من الممكن أن يتم صناعة جيل موهوب من أشخاص لا يتمتعون بمواهب فطرية، ويكون ذلك من خلال ثلاثة أشياء، أولها، الاهتمام بإنشاء مراكز للموهوبين، والثاني عبر فهم التركيبة الدماغية للشخص، وأخيراً طريقة وأسلوب التعلم.
ويرى الكاتب ضرورة الاهتمام بمراكز تنشئة الموهوبين، لأن لها دوراً محورياً في إيجاد جيل من الموهوبين، وذكر أن نادياً صغيراً في أطراف مدينة موسكو، استطاع أن يُخرج أكثر من عشرين لاعباً محترفاً من كبار لاعبي كرة المضرب، في الوقت التي لم تستطع أعرق الأندية الأمريكية من فعل الأمر نفسه.
وذكر أيضاً أن الموهبة قد لا تولد مع الشخص منذ البداية، غير أنه يمكن صقلها وتنميتها. وفي الحالتين لن يحصل هذا سوى بالتمرين العميق، والمدرب الخبير، وإحراق روح الشغف، والمثابرة والتعلم. تلك هي المركبات العاملة مع المخ لتكوين المادة العصبية التي تُدعى «المايلين»، والتي تعطي حركتك وأفكارك قدراً هائلاً من سرعة الاستجابة والقدرة على التفوق والإبداع.
وحول ما إذا كانت الموهبة شيئاً فطرياً، وضع سؤالاً هاماً هو: لماذا تتمركز مواهب معينة في أماكن معينة مثل البرازيل، ينتشر فيها لاعبو كرة القدم، وروسيا الشمالية ينتشر بها هواية الشطرنج؟، وإذا كان هذا بسبب الجينات الوراثية الفطرية، لماذا الصين والهند - وهم من أكبر الدول تعداداً للسكان - لم تظهر عندهم مثل هذه المواهب؟، وفي عصر النهضة خرج من بلد واحد؛ إيطاليا، عدد من الموهوبين (جاليليو وليوناردو دافينشي ومايكل أنجلو)، هذا يجعلنا نتكلم عن العوامل المؤثرة في نجاح وتفوق الإنسان في الحياة، والتي لخصها المؤلف في: الجينات الوراثية، وتأثيرات البيئة والمجتمع، والتربية، والاختيار والإرادة.
فليس شرطاً أن يولد مع كل إنسان صفة جينية مميزة يظل طوال حياته يبحث عنها؛ اعتقاداً منه أن النجاح في اكتشافها، فهذا ليس صحيحاً، فالموهبة تولد بالتكرار والسعي الجاد والمحاولة والإصرار؛ وقد قال الله تعالى: «وأن ليس للإنسان إلا ما سعى، وأن سعيه سوف يُرَى».
في الكتاب؛ الكثير من النصائح المقدمة إلى الأهل، والمدرسين، والمدربين، وجميع من يهتم بصقل وتنمية واكتشاف المواهب، مع تقديم عدد من النماذج المضيئة لأشخاص عاديين استطاعوا أن يتفوقوا ويبدعوا ويخطو بالبشرية خطوات إلى الإمام.
المدينة