الحج.. والبعد عن مناطق النزاعات الساخنة
الحج.. والبعد عن مناطق النزاعات الساخنة
عبدالله الجميلي
* (الحج) بكل تفاصيله؛ يزرع في نفوس المسلمين درساً عنوانه: (الوحدة)، تلك التي يجمع عليها ما يزيد على مليوني مسلم سنوياً، فهناك "وحدة الغاية"، وأيضاً "وحدة المناسك والزمان والمكان"، و"الحركة وشعار التلبية"، تلك التي يلتف حولها المسلمون وعليها يتفقون؛ ومعها تتلاشى الحواجز، وتسقط الحدود الجغرافية، ويُنْسَى تنوُّع الجنسيات، واختلاف الألوان والانتماءات والمرجعيات الثقافية والمذهبية.
*****
* فـ(الحج) بذلك يرفع رايات معانٍ سامية ودلالات عظيمة لأمة الإسلام، ويرسم لها خارطة وحدتها، وأنها ممكنة رغم تلك الصراعات التي مزَّقتها؛ فكان حصادها أرواح بريئة أُزهقت، ودماء أُريقت، وشعوب مسكينة هُجِّرت، لتغرق طائفة منها في غياهب الفقر والجوع، والمرض والجهل.
*****
* نعم مشاهد ملايين الحجاج التي تحتضنهم بلاد الحرمين بالرعاية والعناية والاهتمام، والتي ستكون حاضرة أكثر الثلاثاء القادم على صعيدٍ واحد، هو عرفات، ومن بعده المشاعر المقدسة مزدلفة، ومنى، ثم مكة المكرمة، كل أولئك سيجتمعون شكلاً ومعنىً ومضموناً، ليُقدِّموا للدنيا أروع معاني التعايش والتسامح والتعاون، تنادى العلماء والمفكرين لكي يسموا فوق خلافاتهم الطائفية الضيقة، ويجعلوا من تلك المشاهد الرائعة أنموذجاً، منه يستلهمون وحدتهم بالالتفاف حول الثوابت والمشتركات، والبعد عن مناطق النزاعات الساخنة؛ من أجل خدمة دينهم ومجتمعاتهم.
*****
* لقد أصبحت دول العالم تسعى اليوم حثيثة وجادة نحو الكيانات التي توحّدها؛ بحثاً عن مصالحها المشتركة، متجاوزة خلافاتها أياً كانت؛ ووحدة كلمة وصف المسلمين من أبرز صفاتهم، وهي أولى الخطوات التي بدأها ورسَّخها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بناء دولة الإسلام، وهي سر نجاحها وتفوقها كما تؤكد صفحات التاريخ.
*****
* وفي عصرنا، طال انتظار وحدة المسلمين المرجوّة، بينما (الحج) يحتفل بها كل عام، ويُقدِّمها درساً تطبيقياً على أرض الواقع؛ فهلا أفيد منه في إحياء مقوّمات اجتماع كلمة أهل الإسلام؛ أُجزم أن مسؤولية التنفيذ تقع على عاتق الجميع، أفراداً وجماعات؛ لكنها في حق الساسة والعلماء والمفكرين أكبر، وفي هذا الإطار أدعو للانطلاق من جهود المملكة العربية السعودية ومبادراتها، وهي الحريصة دائماً على خدمة المسلمين في شتى المجالات، والمهتمة بكل ما يجمعهم، وسلامتكم.
المدينة
عبدالله الجميلي
* (الحج) بكل تفاصيله؛ يزرع في نفوس المسلمين درساً عنوانه: (الوحدة)، تلك التي يجمع عليها ما يزيد على مليوني مسلم سنوياً، فهناك "وحدة الغاية"، وأيضاً "وحدة المناسك والزمان والمكان"، و"الحركة وشعار التلبية"، تلك التي يلتف حولها المسلمون وعليها يتفقون؛ ومعها تتلاشى الحواجز، وتسقط الحدود الجغرافية، ويُنْسَى تنوُّع الجنسيات، واختلاف الألوان والانتماءات والمرجعيات الثقافية والمذهبية.
*****
* فـ(الحج) بذلك يرفع رايات معانٍ سامية ودلالات عظيمة لأمة الإسلام، ويرسم لها خارطة وحدتها، وأنها ممكنة رغم تلك الصراعات التي مزَّقتها؛ فكان حصادها أرواح بريئة أُزهقت، ودماء أُريقت، وشعوب مسكينة هُجِّرت، لتغرق طائفة منها في غياهب الفقر والجوع، والمرض والجهل.
*****
* نعم مشاهد ملايين الحجاج التي تحتضنهم بلاد الحرمين بالرعاية والعناية والاهتمام، والتي ستكون حاضرة أكثر الثلاثاء القادم على صعيدٍ واحد، هو عرفات، ومن بعده المشاعر المقدسة مزدلفة، ومنى، ثم مكة المكرمة، كل أولئك سيجتمعون شكلاً ومعنىً ومضموناً، ليُقدِّموا للدنيا أروع معاني التعايش والتسامح والتعاون، تنادى العلماء والمفكرين لكي يسموا فوق خلافاتهم الطائفية الضيقة، ويجعلوا من تلك المشاهد الرائعة أنموذجاً، منه يستلهمون وحدتهم بالالتفاف حول الثوابت والمشتركات، والبعد عن مناطق النزاعات الساخنة؛ من أجل خدمة دينهم ومجتمعاتهم.
*****
* لقد أصبحت دول العالم تسعى اليوم حثيثة وجادة نحو الكيانات التي توحّدها؛ بحثاً عن مصالحها المشتركة، متجاوزة خلافاتها أياً كانت؛ ووحدة كلمة وصف المسلمين من أبرز صفاتهم، وهي أولى الخطوات التي بدأها ورسَّخها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بناء دولة الإسلام، وهي سر نجاحها وتفوقها كما تؤكد صفحات التاريخ.
*****
* وفي عصرنا، طال انتظار وحدة المسلمين المرجوّة، بينما (الحج) يحتفل بها كل عام، ويُقدِّمها درساً تطبيقياً على أرض الواقع؛ فهلا أفيد منه في إحياء مقوّمات اجتماع كلمة أهل الإسلام؛ أُجزم أن مسؤولية التنفيذ تقع على عاتق الجميع، أفراداً وجماعات؛ لكنها في حق الساسة والعلماء والمفكرين أكبر، وفي هذا الإطار أدعو للانطلاق من جهود المملكة العربية السعودية ومبادراتها، وهي الحريصة دائماً على خدمة المسلمين في شتى المجالات، والمهتمة بكل ما يجمعهم، وسلامتكم.
المدينة