• ×
admin

شباب المملكة في الحج

شباب المملكة في الحج

محمد الحيدر

مثلما يحدث كل عام، استعدادات غير مسبوقة وفق خطط متجددة تستحدث أساليب واستراتيجيات لتفويج الحجاج، وفق منظومة من جميع قطاعات المملكة الرسمية، والمتطوعين من الجمعيات غير الربحية، وشباب المملكة الواعد الجوالة وغيرها، شباب يتحدثون أكثر من لغة، وابتسامة رغم حرارة الشمس الحارقة التي تجاوزت 46 درجة، والازدحام وكثرة التساؤلات والاستفسارات، وحالات الإجهاد الحراري، وإسعاف المصابين، ونقل الحالات الحرجة إلى نقاط الإسعاف، أو المستشفيات الميدانية. ولي في هذا الأمر وقفة يجب أن يعلمها أبناء المملكة، ويعيشون لحظات الفخر، التي تأتي كل سنة من منظمة الصحة العالمية، والمنظمات والجمعيات الصحية الدولية والإقليمية الأخرى، ووفود الدول المرافقين لذويهم من الحجاج، فهناك حالة من الانبهار العالمي بما تقدمه المملكة كل سنة من إجراءات احترازية ووقائية، ثم إسعافية وعلاجية، وأكثر من 32 ألف مسعف ميداني، والتنوع الدوائي، والكوادر الطبية والتمريضية، وأكثر ما لفت نظر العالم شباب المملكة –حسب وصفهم–، شباب تبدأ أعمارهم من 18 سنة من الجنسين، يقومون بأعمال مذهلة من الإرشاد وتقديم الخدمات المتنوعة، حتى ما قام به أبناء المملكة من استخدام رذاذ المياه لترطيب الجو، كان لافتاً ومصدر إشادة عالمية.

كان التحدي الأعظم الذي واجهته المملكة، وكانت على ثقة في نجاحها كدولة وأجهزة عديدة، وشباب يقبل التحدي، حيث أعلنت وزارة الحج والعمرة، أن أعداد الحجاج عادت كما كانت عليه قبل جائحة "كورونا"، حيث تم السماح لمليوني مسلم من خارج المملكة إلى جانب 200 ألف مسلم من داخل المملكة للقدوم للمشاعر لتأدية مناسك الحج بكل يسر وسهولة، وأن الوزارة خططت لخلق حالة من التوازن بين عدد الحجاج من الطاقة الاستيعابية للمشاعر، وما استحدث من مشروعات تطويرية كبيرة في المشاعر، ضمن خطة استراتيجية متكاملة لبناء بنية تحتية تتسع لمزيد من ضيوف الرحمن والحجاج.

لقد أشرف خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله- على إنجاح موسم الحج الذي كان استثنائياً بما تحمله الكلمة من معنى، وكعادة بلاد الحرمين كانت مفتوحة وستظل لجميع المسلمين.

لقد أصبح شباب المملكة عنصراً فاعلاً في تعزيز الهوية، ودعم الصورة الذهنية الإيجابية للمملكة العربية السعودية، وقدرة هؤلاء الشباب على التعامل مع الضغوط وإدارة الأزمات الطارئة والتعامل معها بهدوء ورقي، وبالدرجة نفسها التي لفتت أنظار العالم، الأمن السعودي المنتشر في كل مكان، وقد وصفت بعض وسائل الإعلام الغربية أفراد الأمن السعودي بأنهم تم اختيارهم بعناية كبيرة، حيث أظهروا قدرات فائقة في التوجيه والنصح، مع حفظ الأمن بحرفية، فكان الجانب الاحترافي كأفراد أمن، والجانب الإنساني الذي راهنت عليه المملكة الذي يتناسب وجلال الموقف وعظمته.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  94