• ×
admin

خدمة الحجيج فخر هذه البلاد

خدمة الحجيج فخر هذه البلاد

عادل الكلباني

إن جهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام تستحق كل التقدير والثناء، ومهما كتبنا في ذلك وتكلمنا فلا نوفي الثناء المستحق لهذه الجهود، وإنما الجزاء الموفور هو عند الله، لقيادة هذه البلاد المباركة، فهي بذلك تعكس رسالتها الإنسانية والإسلامية، وتؤكد دورها القيادي في خدمة المسلمين..

الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهو فريضة على كل مسلم استطاع إليها سبيلاً، مرة واحدة في العمر، وهو من أعظم العبادات التي تقرب المسلم من ربه، وتزكي نفسه، وتطهره من ذنوبه، فيرجع منه كيوم ولدته أمه، وهو كذلك عبادة جماعية توحد صفه وكلمته مع إخوانه المسلمين من جميع أصقاع الأرض.

وقد اختار الله تعالى مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة لتكون وجهة لأفئدة المسلمين، وجعل مكة خاصة موقعاً لهذه الشعيرة العظيمة، وجعل فيها بيته الحرام، وفيها وفي المدينة خاصة، آثار نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، فكانت هذه الأماكن مقصداً للمؤمنين منذ زمن إبراهيم عليه السلام حتى يومنا هذا.

ولأن خدمة حجاج بيت الله الحرام هي شرف عظيم وأمانة كبيرة، فقد تولت المملكة العربية السعودية هذه المسؤولية بكل إخلاص وتفانٍ، وأولتها أولوية قصوى في سياستها وخططها وبرامجها، وأنفقت في سبيلها بسخاءٍ أموالاً وجهودًا وأرواحًا أيضًا، لتقديم أفضل وأرقى مستوى من الخدمات لضيوف الرحمن، منذ عهد المؤسس -رحمه الله تعالى-، مروراً بأبنائه الذين تشرفوا بخدمة البيتين من بعده، حتى هذا العهد الزاهر، وطموحاً لتحقيق رؤية 2030 التي تستهدف استضافة 30 مليون حاج ومعتمر سنوياً.

وتشمل خدمات المملكة لحجاج بيت الله الحرام جوانب شتى، لا يحويها هذا العمود المحصور في كلمات، ولكن من بينها:

تطوير البنية التحتية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والطرقات المؤدية إليها، وزيادة سعات استيعابها، وإنشاء مشروعات عملاقة، مثل: قطار المشاعر المقدسة، وبروج خدمية، وجسور التفافية، وأنفاق، وأنواع المواصلات والناقلات.

تطبيق التقنية الحديثة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، من خلال إطلاق أنظمة ذكية لإصدار التصاريح والتأشيرات، وإدارة التعاقدات، والسداد الإلكتروني، وإطلاق تطبيقات هاتفية تربط بين الحاج وما قد يحتاجه، ولإرشاده في سائر المشاعر، وإنشاء شبكات اتصالات حديثة.

توفير الخدمات المختلفة لحجاج بيت الله الحرام، من خلال تأمين سكن مريح وآمن، ونقل ميسر ومنظم، وإعاشة متنوعة وصحية، وصحة متكاملة ومتطورة، وأمن محكم ومهني، وتوعية إسلامية وثقافية، وترجمة لغوية وفنية.

الالتزام بالإجراءات الاحترازية للوقاية من الأوبئة والأمراض عند حدوثها، من خلال تطعيم الحجاج والمعتمرين، وتعقيم المواقع، وتوزيع الكمامات عند الحاجة، وإجراء الفحوصات الطبية، وتخصيص المستشفيات والإسعافات الميدانية.

تقديم البرامج الخيرية لخدمة حجاج بيت الله الحرام، من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن من حجاج الدول الإسلامية وغيرها، وبرنامج التطوع لخدمة الحجاج، وبرنامج توزيع المصاحف والهدايا على الحجاج، وغير ذلك الكثير مما لا يسمح هذا الاختصار بالإسهاب فيه.

إن جهود المملكة في خدمة حجاج بيت الله الحرام تستحق كل التقدير والثناء، ومهما كتبنا في ذلك وتكلمنا فلا نوفي الثناء المستحق لهذه الجهود، وإنما الجزاء الموفور هو عند الله، لقيادة هذه البلاد المباركة، فهي بذلك تعكس رسالتها الإنسانية والإسلامية، وتؤكد دورها القيادي في خدمة المسلمين، وتبرز وتثبت قدراتها العالية في التنظيم والإدارة، وتظهر حسها العالي في التكافل والتضامن.

ونحن إذ نحمد الله ونشكره على نعمه الظاهرة والباطنة، ومنها نعمة الحج، نشكر بلادنا الحبيبة؛ المملكة العربية السعودية على جهودها الكبيرة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتوفير كل ما يحتاجونه من رعاية وأمن وسلامة. ونحمد الله على أن نجاحات الحج في كل عام لا تزيد المبغضين إلا غيظاً، ويزداد الذين آمنوا انشراحاً وسروراً.

ونسأل الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، وزيارتهم، وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين. ونسأله أن يجزي كل العاملين في خدمتهم من رأس الهرم، خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وحكومتهما الرشيدة، والعاملين في القطاعين الحكومي والأهلي، العسكريين، والمدنيين، المأجورين والمتطوعين، رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، أجرهم في أعظم موقف، وهو القائل سبحانه: (إنا لا نضيع أجر المحسنين). هذا، والله من وراء القصد.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  86