• ×
admin

في الأسفار خمس فوائد

في الأسفار خمس فوائد

د. خالد الخضري

بمناسبة الإجازات هذه الأيام، فإن للسفر آداباً عدة، وردت في التراث العربي، حيث ورد عن الإمام الشافعي قوله: تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد، وطُرح سؤال على الإمام، ما تلك الخمس فوائد؟ فكانت الإجابة في قوله: تفرج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد.

ونجد أن هذه الخمس فوائد التي ذكرها الشافعي لا تزال قائمة، حيث إن للسفر دوراً كبيراً في "تفريج الهم"، لأن التنقل بحد ذاته، وتغيير المكان يساعد على التخلص من الهم والغم، وفي مبادئ تطوير الذات والنظريات المرتبطة بعلم النفس الحديثة، دعوة صريحة للتغيير، في حال وجود حالات ضيق أو اكتئاب لدى الأشخاص، فالانتقال إلى مكان مفتوح، الخروج من المنزل والذهاب إلى مكان عام، يساعدك على تجاوز المحنة الوقتية التي تعاني منها، فالسفر والانتقال إلى بلد آخر، أو حتى داخل بلدك بزيارة مدن جديدة، كفيل بتحقيق تغيير جيد لك، والمساهمة في تفريج همك.

نأتي بعد ذلك، إلى البحث عن "لقمة العيش"، حيث إن هناك شباباً قد لا يجدون فرص عمل في مدنهم، وهنا يتوجب عليهم الانتقال إلى مدن أخرى في المملكة بالذات إذا وجدوا فرصاً عملية أكبر، ونجد أن كثيراً من أبناء دول عديدة يضطرون للسفر خارج بلدانهم طلباً للقمة العيش.

نأتي بعد ذلك إلى الفقرة الثالثة في فوائد السفر وهي "طلب العلم"، وهو نهج قديم، قام به عدد من طلاب العلم في شعوب عدة، والذي نلمسه الآن من خلال الابتعاث الخارجي أو الداخلي الذي تقوم به الدولة بهدف الحصول على الدرجات العلمية المميزة في المجالات التي تحتاج إليها، وتأهيل الشباب فيها، هذا خلاف قيام أشخاص بالسفر من أجل طلب العلم بمجهوداتهم الشخصية.

بعد ذلك يتناول بيت الشعر فقرة رابعة وهي "الأدب"، ويقصد به هنا تعلم ثقافات جديدة، وتشكل آداباً تتلقاها عبر السفر، وهي بلاشك تتمثل من خلال الاحتكاك في الشعوب ومخالطة الناس، والتعرف على بيئات جديدة، وثقافات نتعلم منها الكثير.

أما عن "صحبة ماجد" فإنه يقصد به رفيق السفر، وهو الصديق، وقد جاء في المثل: الرفيق قبل الطريق، لأهمية مرافق السفر، سواء كان صديقاً أم زوجة وأبناء أو خلاف ذلك.

الرياض
بواسطة : admin
 0  0  108