اختبار الإجهاد للقلب... دواعٍ مَرضية وغير مَرضية لإجرائه
اختبار الإجهاد للقلب... دواعٍ مَرضية وغير مَرضية لإجرائه
يتسم بقيمة تشخيصية وعلاجية عالية
د. حسن محمد صندقجي
يعدّ اختبار الإجهاد للقلب Exercise Stress Test أحد فحوص القلب البسيطة نسبياً، مقارنة بغيره من فحوص القلب الأخرى، الذي يمتلك قيمة تشخيصية وعلاجية عالية.
ويتم هذا الاختبار عبر إجهاد القلب بممارسة التمرين الرياضي، وذلك عادةً بالمشي والهرولة على جهاز الدواسة الكهربائية Treadmill أو باستخدام الدراجة الثابتة Stationary Bike. ومن خلال هذا الإجهاد البدني للجسم ككل، يتم «إجبار» القلب على ضخ الدم بقوة أكبر، وعلى ضخ الدم بوتيرة وتسارع أعلى، وذلك مقارنة بالمعتاد في أداء القلب حال سكون الشخص وراحته أو ممارسته الأنشطة البدنية اليومية الخفيفة.
اختبار الإجهاد
ويساعد هذا الاختبار بالتالي، على تحديد مدى استجابة قلب الشخص وأوعيته الدموية، خلال الأوقات التي على القلب والأوعية الدموية أن يعملا فيها بأقصى طاقتهما؛ لتلبية احتياجات تدفق الدم المُحمّل بالأوكسجين إلى العضلات كي تعمل بأقصى طاقتها، وكذلك إلى الرئتين كي ينقيّا الدم من ثاني أكسيد الكربون ويزوداه بالأوكسجين.
وخلال هذا الاختبار العملي، تتم مراقبة نشاط القلب عبر توصيله بجهاز تخطيط كهربائية القلب ECG؛ وذلك لتتبع معدل تواصل الارتفاع المتوقع في معدل ضربات القلب، ولتتبع أي تغيرات في إيقاع نبض القلب، ومدى ظهور نبضات «شاذة» غير طبيعية. وكذلك؛ لتتبع أي تغيرات قد تطرأ في رسم كهرباء القلب، والتي حال حصولها قد تعكس وجود اضطرابات مَرضية في شرايين القلبية التاجية. وأيضاً خلال هذا الاختبار تتم مراقبة مقدار ضغط الدم؛ لملاحظة مدى تطور الارتفاع المتوقع فيه، أو حصول أي انخفاضات غير متوقعة، قد تدل على مشكلات في الشرايين القلبية التاجية. وكذلك، تتم مراقبة مستويات الأكسجين في الدم، كدلالة على كفاءة عمل الرئتين وعمل الشرايين.
ويتواصل الطبيب مع المريض خلال هذا الاختبار لمتابعة أي أعراض قد يشكو منها في آلام الصدر، أو درجة إعاقة اللهاث وضيق التنفس أو آلام الركبتين أو الظهر أو القدمين؛ لقدرة المريض على الاستمرار ومواصلة التقدم في مراحل هذا الاختبار. وبالتالي، تقييم استجابة جسمه وقدرات لياقته البدنية لتحمل عبء الإجهاد البدني، مقارنة بالآخرين في نفس عمره ومن نفس جنسه.
النتائج والتشخيص
ولذا؛ فإن إجراء اختبار الإجهاد للقلب هو اختبار شائع جداً، كي يتضح للطبيب:
- مدى قدرة الشخص على أداء النشاط البدني، مقارنة بأشخاص آخرين في عمره ومن نفس جنسه.
- مدى جودة ضخ القلب للدم.
- ما إذا كان القلب خلال هذا الإجهاد له، يتلقى إمدادات دم كافية من خلال شرايين القلب التاجية.
- معرفة ما إذا كانت الأعراض التي يشكو منها الشخص (آلام في الصدر، وضيق في التنفس، والشعور بتسارع ضربات القلب، والدوخة) يمكن أن تتكرر أثناء ممارسة النشاط البدني.
وبالتالي، فإن هذا يجعل من السهل تحديد وتقييم بعض مشكلات القلب المحتمل وجودها لدى الشخص، مثل:
- تدنٍ في قدرات عضلة أو مشكلات في كفاءة عمل الصمامات القلبية.
- نقص وصول كمية كافية من الدم إلى عضلة القلب، من خلال الشرايين القلبية التاجية.
- مستوى الاستقرار الكهربائي لنبضات القلب أثناء الراحة وأثناء ممارسة الإجهاد البدني.
وبالإضافة إلى المعلومات المهمة المتقدمة الذكر، يستفيد المريض والطبيب من اختبار الإجهاد القلبي، في تحديد ما إذا كان الشخص في حاجة إلى فحوص قلبية إضافية، والتي هي فحوص قلبية «تدخلية» باستخدام أنواع مختلفة من الصبغات الملونة. وهي التي عادة لا يلجأ الطبيب إلى إجرائها إلا عند الضرورة.
وللتوضيح، فان «الضرورة» تصنعها إما شدة وضوح ارتباط الأعراض التي يشكو منها المريض بحالة مرضية عالية الاحتمال في القلب لديه، أو أن نتائج الفحوص القلبية «غير التدخلية»، كاختبار الإجهاد القلبي، دلت على ارتفاع تلك الاحتمالات، وبالتالي ضرورة إجراء فحوص قلبية تدخلية، مثل القسطرة، وصولاً إلى اليقين حول صحة القلب، ولتأكيد التشخيص أو ما إذا كان العلاج قد يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية ويجعل الشخص يشعر بالتحسن.
وبالإضافة إلى هذه الدواعي الطبية المباشرة، قد يحتاج الأشخاص الذين يعملون في مهن عالية الخطورة (مثل الطيارين أو الرياضيين المحترفين) أيضاً إلى اختبارات تقييم قدرات التحمّل في القلب وقدرات استمرارية كفاءة عمل القلب واستقرار كهربائية القلب وانضباط ارتفاع ضغط الدم والحفاظ على مستويات طبيعية لنسبة الأوكسجين في الدم، وذلك كله عند التواجد في ظروف مُجهدة جداً للقلب.
الخاضعون للاختبار
وفي هذه الجوانب، يوضح أطباء القلب في «مايو كلينك» في إجابتهم عن سؤال: «من يجب أن يخضع المرء لاختبار إجهاد القلب؟»، قائلين ما ملخصه: «قد يكون هذا الاختبار مناسباً لك إذا كنت تعاني أعراض أمراض القلب، مثل:
- الذبحة الصدرية، وهي عبارة عن ألم أو انزعاج في الصدر بسبب ضعف تدفق الدم إلى القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب، وهو ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة.
- ضيق في التنفس (حال بذل درجات متفاوتة من المجهود البدني).
- الشعور بالدوار أو الدوخة.
كما أن اختبارات الإجهاد مخصصة أيضاً للأشخاص الذين يعانون تشخيص حالات أمراض القلب لديهم في أحوال:
- الرغبة في البدء في ممارسة الرياضة.
- الخضوع للعلاج لحاجة مقدمي الرعاية الصحية إلى تحديد مدى نجاح التشخيص.
- مواجهة خطر أكبر لحدوث مضاعفات بسبب التاريخ الشخصي أو العائلي لأمراض القلب.
- وإضافة إلى ذلك، يتم إجراء اختبار إجهاد القلب لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية إذا كنت لا تعاني أمراضاً أو أعراضاً قلبية معروفة، ولكن لديك عوامل خطر أخرى، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول أو تاريخ عائلي من أمراض القلب المبكرة.
- أو تتطلب حالتك الصحية الخضوع لعملية جراحية (في أحد أجزاء الجسم الأخرى) غير القلب، ويحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى تقييم (مدى احتمالات) خطر حدوث مضاعفات قلبية خلال العملية الجراحية تلك أو خلال فترة النقاهة ما بعدها».
ما هي الأنواع المختلفة لاختبارات الإجهاد القلبي؟
يفيد أطباء القلب في «كليفلاند كلينك»، بأن هناك الكثير من الطرق لتقييم وظائف القلب أثناء أداء العمل البدني الشاق، الذي من خلاله يتم إجهاد القلب والرئتين والشرايين في الجسم، للعمل بأقصى طاقة يقدر المرء عليها.
والأساس أن تتضمن جميع اختبارات الإجهاد القلبي إجراء متابعة معدل ضربات القلب ومقادير قياسات ضغط الدم ومستويات الأكسجين في الدم والنشاط الكهربائي داخل القلب والأعراض التي قد تظهر على المريض خلال الفحص.
ولكن هناك بعض الاختلافات فيما بين تلك الأنواع من اختبارات إجهاد القلب. وتشمل أنواع اختبارات الإجهاد ما يلي:
• اختبار الإجهاد بالحركة البدنية. وهذا هو اختبار إجهاد القلب الأكثر شيوعاً، والأساسي. وهو ينطوي على المشي على جهاز الدواسة الكهربائية أو ركوب دراجة ثابتة. وعادة ما يقوم بإجرائه الطبيب مع اختصاصي فني مُدرب جيداً. ويتم خلال مراحل الاختبار، زيادة سرعة جهاز المشي ودرجة ارتفاع اللوح الذي يجري عليه الشخص، وذلك وفقاً لقدرة المريض على المشي ولياقته البدنية بشكل عام. والمهم أن يتم زيادة العبء على القلب، لجعله يضطر أن ينبض بشكل أسرع وأن يطلب مزيداً من الدم لتغذيته عبر الشرايين التاجية القلبية.
وإذا كان الشخص لا يقوى على ممارسة هذه الحركات البدنية، لأسباب تتعلق بالمفاصل مثلاً، فإن بالإمكان إعطاءه أنواعاً من الأدوية التي تجعل ضخ قلبه أقوى ونبضه أسرع، أو أنواعاً أخرى من الأدوية التي تعمل على توسيع الشرايين القلبية التاجية التي تزود القلب نفسه بالدم. ثم يتم إجراء رسم متواصل لمخطط كهربائية القلب (متابعة شكل النشاط الكهربائي للقلب)، إضافة إلى المؤشرات الحيوية التي تقدم ذكرها في متن المقال.
اختبار الإجهاد القلبي بالموجات فوق الصوتية. وهذه طريقة أخرى، ودقيقة، لمتابعة ما الذي تقوم به عضلة وصمامات القلب عند بذل الجهد البدني، أو عند إعطاء المريض أنواعاً من الأدوية التي تجعل ضخ قلبه أقوى ونبضه أسرع. وتتم هذه المتابعة الدقيقة للقلب، عبر التصوير المتواصل للقلب بالموجات فوق الصوتية (إيكو)، قبل وأثناء تعرض القلب لتلك الظروف (ممارسة التمارين أو تلقي الأدوية تلك).
وبهذا «التصوير الحي»، يتوفر للطبيب مزيد من التفاصيل، حيث يتم الحصول على معلومات أوضح عن وظائف وآلية تدفق الدم من خلال الصمامات القلبية (التي تقع بين حجرات القلب). وبالإضافة إلى ذلك، التتبع الدقيق لآلية حصول انقباض أجزاء عضلة القلب في البطين الأيسر، الذي يعكس مدى سلامة الشرايين التاجية القلبية من أي تضيقات أو سدد.
3. اختبار الإجهاد القلبي بالأشعة النووية. وفي اختبار إجهاد القلب بالأشعة النووية، يتم استخدام مستويات «آمنة» من المادة المشعة، وإجراء فحوص تصوير القلب، وتقييم تلك الصور.
ويوضح أطباء مايو كلينك بالقول: «اختبار الجهد النووي هو اختبار تصويري يكشف عن طبيعة تدفق الدم إلى القلب أثناء الراحة وممارسة التمارين. وتُستخدم في هذا الاختبار كمية صغيرة من مادة مشعة يُطلق عليها مادة التتبُّع المشعة. وتُسرب هذه المادة من خلال الوريد. يلتقط جهاز التصوير صوراً لحركة مادة التتبع عبر شرايين القلب. ويقارن الطبيب بين مجموعتَي الصور الملتقطة أثناء اختبار الجهد النووي. وهذه الصور تكشف عن حالة تدفق الدم عبر القلب أثناء الراحة وأثناء ممارسة نشاط بدني.ويُمكن أن تظهر النتائج ما يلي:
- تدفق الدم بصورة طبيعية أثناء ممارسة التمارين والراحة. وقد لا تحتاج في هذه الحالة إلى إجراء أي اختبارات أخرى.
- تدفق الدم بصورة طبيعية أثناء الراحة، لكن ليس أثناء ممارسة التمارين. لا يحصل جزء من القلب على ما يكفي من الدم أثناء ممارسة التمارين. وقد يعني هذا أن هناك انسداداً في واحد أو أكثر من الشرايين، أو ما يُعرف باعتلال الشريان التاجي.
- ضعف تدفق الدم أثناء الراحة وكذلك أثناء ممارسة التمارين. لا يحصل جزء من القلب على ما يكفي من الدم طوال الوقت. وقد يكون هذا راجعاً لاعتلال حاد في الشريان التاجي أو الإصابة السابقة بنوبة قلبية.
- نقص تدفق الدم في أجزاء من القلب. تكون أجزاء القلب التي لا تظهر فيها مادة التتبع المشعة تالفة من جراء نوبة قلبية سابقة.
يساعد هذا الاختبار على تحديد مدى استجابة القلب وأوعيته الدموية لتأمين حاجات الجسم أثناء الإجهاد
موانع إجراء اختبارات إجهاد القلب
إذا لم تكن هناك موانع، فإن اختبارات الإجهاد القلبي غالباً ما تكون آمنة. ويتواجد أثناء الفحص كل من طبيب القلب والفني المتخصص.
ومع ذلك، فان اختبار الإجهاد القلبي ليس لحالات الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب التي تجعل اختبار الإجهاد غير آمن. وتشمل هذه الحالات:
- وجود تسلّخ في جدران الشريان الأبهر.
- وجود التهاب الشغاف (التهابات صمامات القلب)، التهاب التامور (التهاب غشاء القلب الخارجي) أو التهاب عضلة القلب.
- إصابة المريض حديثاً بنوبة الجلطة القلبية.
- وجود تضيق شديد في الصمام الأورطي الأبهري.
- وجود حالة عدم انتظام ضربات القلب غير المنضبط.
- شكوى المريض من ألم مستمر في الصدر.
الشرق الأوسط
يتسم بقيمة تشخيصية وعلاجية عالية
د. حسن محمد صندقجي
يعدّ اختبار الإجهاد للقلب Exercise Stress Test أحد فحوص القلب البسيطة نسبياً، مقارنة بغيره من فحوص القلب الأخرى، الذي يمتلك قيمة تشخيصية وعلاجية عالية.
ويتم هذا الاختبار عبر إجهاد القلب بممارسة التمرين الرياضي، وذلك عادةً بالمشي والهرولة على جهاز الدواسة الكهربائية Treadmill أو باستخدام الدراجة الثابتة Stationary Bike. ومن خلال هذا الإجهاد البدني للجسم ككل، يتم «إجبار» القلب على ضخ الدم بقوة أكبر، وعلى ضخ الدم بوتيرة وتسارع أعلى، وذلك مقارنة بالمعتاد في أداء القلب حال سكون الشخص وراحته أو ممارسته الأنشطة البدنية اليومية الخفيفة.
اختبار الإجهاد
ويساعد هذا الاختبار بالتالي، على تحديد مدى استجابة قلب الشخص وأوعيته الدموية، خلال الأوقات التي على القلب والأوعية الدموية أن يعملا فيها بأقصى طاقتهما؛ لتلبية احتياجات تدفق الدم المُحمّل بالأوكسجين إلى العضلات كي تعمل بأقصى طاقتها، وكذلك إلى الرئتين كي ينقيّا الدم من ثاني أكسيد الكربون ويزوداه بالأوكسجين.
وخلال هذا الاختبار العملي، تتم مراقبة نشاط القلب عبر توصيله بجهاز تخطيط كهربائية القلب ECG؛ وذلك لتتبع معدل تواصل الارتفاع المتوقع في معدل ضربات القلب، ولتتبع أي تغيرات في إيقاع نبض القلب، ومدى ظهور نبضات «شاذة» غير طبيعية. وكذلك؛ لتتبع أي تغيرات قد تطرأ في رسم كهرباء القلب، والتي حال حصولها قد تعكس وجود اضطرابات مَرضية في شرايين القلبية التاجية. وأيضاً خلال هذا الاختبار تتم مراقبة مقدار ضغط الدم؛ لملاحظة مدى تطور الارتفاع المتوقع فيه، أو حصول أي انخفاضات غير متوقعة، قد تدل على مشكلات في الشرايين القلبية التاجية. وكذلك، تتم مراقبة مستويات الأكسجين في الدم، كدلالة على كفاءة عمل الرئتين وعمل الشرايين.
ويتواصل الطبيب مع المريض خلال هذا الاختبار لمتابعة أي أعراض قد يشكو منها في آلام الصدر، أو درجة إعاقة اللهاث وضيق التنفس أو آلام الركبتين أو الظهر أو القدمين؛ لقدرة المريض على الاستمرار ومواصلة التقدم في مراحل هذا الاختبار. وبالتالي، تقييم استجابة جسمه وقدرات لياقته البدنية لتحمل عبء الإجهاد البدني، مقارنة بالآخرين في نفس عمره ومن نفس جنسه.
النتائج والتشخيص
ولذا؛ فإن إجراء اختبار الإجهاد للقلب هو اختبار شائع جداً، كي يتضح للطبيب:
- مدى قدرة الشخص على أداء النشاط البدني، مقارنة بأشخاص آخرين في عمره ومن نفس جنسه.
- مدى جودة ضخ القلب للدم.
- ما إذا كان القلب خلال هذا الإجهاد له، يتلقى إمدادات دم كافية من خلال شرايين القلب التاجية.
- معرفة ما إذا كانت الأعراض التي يشكو منها الشخص (آلام في الصدر، وضيق في التنفس، والشعور بتسارع ضربات القلب، والدوخة) يمكن أن تتكرر أثناء ممارسة النشاط البدني.
وبالتالي، فإن هذا يجعل من السهل تحديد وتقييم بعض مشكلات القلب المحتمل وجودها لدى الشخص، مثل:
- تدنٍ في قدرات عضلة أو مشكلات في كفاءة عمل الصمامات القلبية.
- نقص وصول كمية كافية من الدم إلى عضلة القلب، من خلال الشرايين القلبية التاجية.
- مستوى الاستقرار الكهربائي لنبضات القلب أثناء الراحة وأثناء ممارسة الإجهاد البدني.
وبالإضافة إلى المعلومات المهمة المتقدمة الذكر، يستفيد المريض والطبيب من اختبار الإجهاد القلبي، في تحديد ما إذا كان الشخص في حاجة إلى فحوص قلبية إضافية، والتي هي فحوص قلبية «تدخلية» باستخدام أنواع مختلفة من الصبغات الملونة. وهي التي عادة لا يلجأ الطبيب إلى إجرائها إلا عند الضرورة.
وللتوضيح، فان «الضرورة» تصنعها إما شدة وضوح ارتباط الأعراض التي يشكو منها المريض بحالة مرضية عالية الاحتمال في القلب لديه، أو أن نتائج الفحوص القلبية «غير التدخلية»، كاختبار الإجهاد القلبي، دلت على ارتفاع تلك الاحتمالات، وبالتالي ضرورة إجراء فحوص قلبية تدخلية، مثل القسطرة، وصولاً إلى اليقين حول صحة القلب، ولتأكيد التشخيص أو ما إذا كان العلاج قد يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية ويجعل الشخص يشعر بالتحسن.
وبالإضافة إلى هذه الدواعي الطبية المباشرة، قد يحتاج الأشخاص الذين يعملون في مهن عالية الخطورة (مثل الطيارين أو الرياضيين المحترفين) أيضاً إلى اختبارات تقييم قدرات التحمّل في القلب وقدرات استمرارية كفاءة عمل القلب واستقرار كهربائية القلب وانضباط ارتفاع ضغط الدم والحفاظ على مستويات طبيعية لنسبة الأوكسجين في الدم، وذلك كله عند التواجد في ظروف مُجهدة جداً للقلب.
الخاضعون للاختبار
وفي هذه الجوانب، يوضح أطباء القلب في «مايو كلينك» في إجابتهم عن سؤال: «من يجب أن يخضع المرء لاختبار إجهاد القلب؟»، قائلين ما ملخصه: «قد يكون هذا الاختبار مناسباً لك إذا كنت تعاني أعراض أمراض القلب، مثل:
- الذبحة الصدرية، وهي عبارة عن ألم أو انزعاج في الصدر بسبب ضعف تدفق الدم إلى القلب.
- عدم انتظام ضربات القلب، وهو ضربات القلب السريعة أو غير المنتظمة.
- ضيق في التنفس (حال بذل درجات متفاوتة من المجهود البدني).
- الشعور بالدوار أو الدوخة.
كما أن اختبارات الإجهاد مخصصة أيضاً للأشخاص الذين يعانون تشخيص حالات أمراض القلب لديهم في أحوال:
- الرغبة في البدء في ممارسة الرياضة.
- الخضوع للعلاج لحاجة مقدمي الرعاية الصحية إلى تحديد مدى نجاح التشخيص.
- مواجهة خطر أكبر لحدوث مضاعفات بسبب التاريخ الشخصي أو العائلي لأمراض القلب.
- وإضافة إلى ذلك، يتم إجراء اختبار إجهاد القلب لتقييم خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية إذا كنت لا تعاني أمراضاً أو أعراضاً قلبية معروفة، ولكن لديك عوامل خطر أخرى، مثل مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول أو تاريخ عائلي من أمراض القلب المبكرة.
- أو تتطلب حالتك الصحية الخضوع لعملية جراحية (في أحد أجزاء الجسم الأخرى) غير القلب، ويحتاج مقدمو الرعاية الصحية إلى تقييم (مدى احتمالات) خطر حدوث مضاعفات قلبية خلال العملية الجراحية تلك أو خلال فترة النقاهة ما بعدها».
ما هي الأنواع المختلفة لاختبارات الإجهاد القلبي؟
يفيد أطباء القلب في «كليفلاند كلينك»، بأن هناك الكثير من الطرق لتقييم وظائف القلب أثناء أداء العمل البدني الشاق، الذي من خلاله يتم إجهاد القلب والرئتين والشرايين في الجسم، للعمل بأقصى طاقة يقدر المرء عليها.
والأساس أن تتضمن جميع اختبارات الإجهاد القلبي إجراء متابعة معدل ضربات القلب ومقادير قياسات ضغط الدم ومستويات الأكسجين في الدم والنشاط الكهربائي داخل القلب والأعراض التي قد تظهر على المريض خلال الفحص.
ولكن هناك بعض الاختلافات فيما بين تلك الأنواع من اختبارات إجهاد القلب. وتشمل أنواع اختبارات الإجهاد ما يلي:
• اختبار الإجهاد بالحركة البدنية. وهذا هو اختبار إجهاد القلب الأكثر شيوعاً، والأساسي. وهو ينطوي على المشي على جهاز الدواسة الكهربائية أو ركوب دراجة ثابتة. وعادة ما يقوم بإجرائه الطبيب مع اختصاصي فني مُدرب جيداً. ويتم خلال مراحل الاختبار، زيادة سرعة جهاز المشي ودرجة ارتفاع اللوح الذي يجري عليه الشخص، وذلك وفقاً لقدرة المريض على المشي ولياقته البدنية بشكل عام. والمهم أن يتم زيادة العبء على القلب، لجعله يضطر أن ينبض بشكل أسرع وأن يطلب مزيداً من الدم لتغذيته عبر الشرايين التاجية القلبية.
وإذا كان الشخص لا يقوى على ممارسة هذه الحركات البدنية، لأسباب تتعلق بالمفاصل مثلاً، فإن بالإمكان إعطاءه أنواعاً من الأدوية التي تجعل ضخ قلبه أقوى ونبضه أسرع، أو أنواعاً أخرى من الأدوية التي تعمل على توسيع الشرايين القلبية التاجية التي تزود القلب نفسه بالدم. ثم يتم إجراء رسم متواصل لمخطط كهربائية القلب (متابعة شكل النشاط الكهربائي للقلب)، إضافة إلى المؤشرات الحيوية التي تقدم ذكرها في متن المقال.
اختبار الإجهاد القلبي بالموجات فوق الصوتية. وهذه طريقة أخرى، ودقيقة، لمتابعة ما الذي تقوم به عضلة وصمامات القلب عند بذل الجهد البدني، أو عند إعطاء المريض أنواعاً من الأدوية التي تجعل ضخ قلبه أقوى ونبضه أسرع. وتتم هذه المتابعة الدقيقة للقلب، عبر التصوير المتواصل للقلب بالموجات فوق الصوتية (إيكو)، قبل وأثناء تعرض القلب لتلك الظروف (ممارسة التمارين أو تلقي الأدوية تلك).
وبهذا «التصوير الحي»، يتوفر للطبيب مزيد من التفاصيل، حيث يتم الحصول على معلومات أوضح عن وظائف وآلية تدفق الدم من خلال الصمامات القلبية (التي تقع بين حجرات القلب). وبالإضافة إلى ذلك، التتبع الدقيق لآلية حصول انقباض أجزاء عضلة القلب في البطين الأيسر، الذي يعكس مدى سلامة الشرايين التاجية القلبية من أي تضيقات أو سدد.
3. اختبار الإجهاد القلبي بالأشعة النووية. وفي اختبار إجهاد القلب بالأشعة النووية، يتم استخدام مستويات «آمنة» من المادة المشعة، وإجراء فحوص تصوير القلب، وتقييم تلك الصور.
ويوضح أطباء مايو كلينك بالقول: «اختبار الجهد النووي هو اختبار تصويري يكشف عن طبيعة تدفق الدم إلى القلب أثناء الراحة وممارسة التمارين. وتُستخدم في هذا الاختبار كمية صغيرة من مادة مشعة يُطلق عليها مادة التتبُّع المشعة. وتُسرب هذه المادة من خلال الوريد. يلتقط جهاز التصوير صوراً لحركة مادة التتبع عبر شرايين القلب. ويقارن الطبيب بين مجموعتَي الصور الملتقطة أثناء اختبار الجهد النووي. وهذه الصور تكشف عن حالة تدفق الدم عبر القلب أثناء الراحة وأثناء ممارسة نشاط بدني.ويُمكن أن تظهر النتائج ما يلي:
- تدفق الدم بصورة طبيعية أثناء ممارسة التمارين والراحة. وقد لا تحتاج في هذه الحالة إلى إجراء أي اختبارات أخرى.
- تدفق الدم بصورة طبيعية أثناء الراحة، لكن ليس أثناء ممارسة التمارين. لا يحصل جزء من القلب على ما يكفي من الدم أثناء ممارسة التمارين. وقد يعني هذا أن هناك انسداداً في واحد أو أكثر من الشرايين، أو ما يُعرف باعتلال الشريان التاجي.
- ضعف تدفق الدم أثناء الراحة وكذلك أثناء ممارسة التمارين. لا يحصل جزء من القلب على ما يكفي من الدم طوال الوقت. وقد يكون هذا راجعاً لاعتلال حاد في الشريان التاجي أو الإصابة السابقة بنوبة قلبية.
- نقص تدفق الدم في أجزاء من القلب. تكون أجزاء القلب التي لا تظهر فيها مادة التتبع المشعة تالفة من جراء نوبة قلبية سابقة.
يساعد هذا الاختبار على تحديد مدى استجابة القلب وأوعيته الدموية لتأمين حاجات الجسم أثناء الإجهاد
موانع إجراء اختبارات إجهاد القلب
إذا لم تكن هناك موانع، فإن اختبارات الإجهاد القلبي غالباً ما تكون آمنة. ويتواجد أثناء الفحص كل من طبيب القلب والفني المتخصص.
ومع ذلك، فان اختبار الإجهاد القلبي ليس لحالات الأشخاص الذين يعانون أمراض القلب التي تجعل اختبار الإجهاد غير آمن. وتشمل هذه الحالات:
- وجود تسلّخ في جدران الشريان الأبهر.
- وجود التهاب الشغاف (التهابات صمامات القلب)، التهاب التامور (التهاب غشاء القلب الخارجي) أو التهاب عضلة القلب.
- إصابة المريض حديثاً بنوبة الجلطة القلبية.
- وجود تضيق شديد في الصمام الأورطي الأبهري.
- وجود حالة عدم انتظام ضربات القلب غير المنضبط.
- شكوى المريض من ألم مستمر في الصدر.
الشرق الأوسط