المرأة في الحرم المكي
المرأة في الحرم المكي
ناجح إبراهيم
• المرأة هي سيدة الحرم المكي بحق،وهي الغالبة علي الحرم المكي وخاصة في صحن الكعبة – في الطابق الأرضي الملاصق للكعبة - حيث لا يسمح للرجال بدخوله سوى المحرمين منهم وهم قلة.
• أما النساء فيدخلن جميعاً لأنه ليس لهم لبس إحرام محدد،ولذلك تجد مصليات النساء في صحن الكعبة في كل مكان، أما الرجال فقلة قليلة.
• والحقيقة أن المرأة المسلمة الآن تذهب للعمرة أكثر من الرجل وتمكث في مكة والمدينة أكثر،حيث يعود الرجال سريعاً لمباشرة أعمالهم،ولا تقتصر العمرة الآن علي العجائز من النساء بل هناك الكثير من الفتيات والزوجات الشابات تغمر الحرمين الشريفين.
• الحرم المكي مشحون بالمظاهر الحضارية الجميلة التي تدل علي مكانة المرأة في الإسلام ،كما تدل علي تقدير الرجل المسلم لأمه وزوجته وبناته بعكس ما يشاع عن اضطهاد المرأة المسلمة في مجتمعاتها.
• فكلما نظرت حولي في الحرم المكي أجد رجلاً يدفع الكرسي المتحرك التي تجلس عليه أمه، وهو يلقنها الأدعية والأذكار سعيداً بهذا الدور الرائع.
• الأم معززة مكرمة تطوف في الدور الثاني الطويل نسبياً علي الكرسي وابنها يدفعها سبعة أشواط ،فضلاً عن السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط يعني يدفعها ابنها بالكرسي قرابة 4 كم دون ملل أو كلل.
• لم أجد امرأة تدفع الكرسي برجل إلا حالة أو حالتين، إعزاز كبير للمرأة من كل أجناس وبلاد المسلمين، الحمد لله أن إعزاز المسلم للمرأة كبير جداً وذلك في كل أجناس المسلمين.
• يرفض الابن أن يجعل أحداً آخر يدفع الكرسي بأمه مع أنه يمكنه تأجير شخص في الحرم يقوم بذلك.
• والأجمل من ذلك عشرات الأزواج يدفعون الكراسي بزوجاتهم رغم أنهن في سن عادية تقديراً منه لها ورغبة في عدم تعبها أو خوفاً علي حملها أو لخشونة في مفاصلها.
• أما الآباء الذين يدفعون الكراسي ببناتهم وأبنائهم فهم كثيرون، والأطفال سعداء جدا، والأروع منهم منظر الطفل الصغير في ملابس الإحرام ، أو بعد أن حلق رأسه وهو يطوف بالبيت سعيدا، أدركت ساعتها أن هذه الرحلة المباركة ستحفز في نفوس وقلوب هؤلاء الأطفال معاني إيمانية وذكريات دينية يصعب محوها.
• وأذكر أن جدتي لأمي حجت وهي صغيرة فأطلقوا عليها" الحاجة صبية"وهذا الاسم لصق بها فلم تعرف إلا به وكانت تفخر أنها من القلائل في جيلها التي حجت وهي طفلة" صبية صغيرة".
• النساء في الحرم من كل الأجناس ومن كل الأعمار والبنات والزوجات الشابات كثيرات ،بعكس أيام آبائنا وأجدادنا حيث لم يكن يذهب للحج والعمرة إلا كبار السن.
• تحب النسوة في الحرم الجلوس في أي مكان مهما كان المكان مخالفاً للتعليمات أو يمر بطرق الحرم التي لو جلسوا فيها سدت منافذ الحرم، ولولا الجنود في الحرم لهدم النظام.
• الجنود في الحرم جميعاً علي أرقي مستوي أخلاقي وقيمي، لا يمكن لجندي أن يلمس بيده حاج أو حاجة، النساء في الحرم يهوون المخالفة للأوامر ولا يملك الجندي سوى أن ينادي مرات عليها أو علي غيرها "يا حاجيا.. يا حاجيا".
• مكثت أياماً طويلة أتابع جهود هؤلاء الجنود لم أر أحداً من هؤلاء يبتز حاجاً أو معتمراً،لم أر أحداً يرتشي أو يستغل نفوذه أو ينظر إلي حاج أو حاجة نظرة مريبة أو نظرة غضب،كل الجنود يلبسون زياً جميلاً نظيفا، ويوم الجمعة يتضاعف عددهم.
• أفضل ما فيهم الحزم مع الرفق، مهما أغاظهم الحجاج والمعتمرين فإنهم لا يتجاوزون كلمة «يا حاجيا .. عدة مرات» هم يدركون أنهم يتعاملون مع ضيوف الرحمن الذين يحتاجون لمعاملة خاصة.
• لدى الجنود الآن أدوات تمكنهم من غلق هذا الطريق وفتح آخر لتيسير المناسك وتدفق المعتمرين أو الحجاج في الطريق الصحيح.
• كان في عمرة شعبان الماضي قرابة 2 مليون معتمر، أما تنظيم ضيوف الرحمن يوم الجمعة فهو صعب جداً، لا ينثني الجندي عن قراره مهما كان، ولكن بأدب حازم، إذا قرر إغلاق الطريق أمام السيارات يوم الجمعة فلا يتنازل عن قراره أبداً مهما كان، لا يرتشي، لا يعرف الواسطة أو المنصب أو التوسل، وهذا والله سر نجاح التنظيم لعدة ملايين حاج أو معتمر في المسجد الحرام.
• تنظيم الحجاج والمعتمرين يأتي في المقام الأول من بركة وقداسة المكان وحسن تأدب ضيوف الرحمن مع عظمة المكان وقداسته ورغبتهم جميعاً في الانضباط بالتعليمات وأوامر الجنود فضلاً عن غلبة العفو والتسامح،فكثيراً ما صدمت الكراسي المتحركة قدمي من الخلف فأوجعتني فأنظر وابتسم،وكذلك يفعل كل المعتمرين والحجاج،ساحات الطواف كلها تسامح وسكينة.
• الحرم المكي أحياناً يكتظ بثلاثة ملايين دون مشاكل تذكر بينهم،لا تسمع ضجيجاً أو خناقات، الحرم كله سكينة وأدب ورفق وتراحم محبة، رغم اختلاف اللغات واللهجات، فالكل يحاول أن يغفر للآخر أو يفسح له أو يجلسه إلى جواره أو يطعمه من طعامه، أو يقاسمه الطعام.
• هذه الملايين لو في مكان آخر لدبت بيتهم مئات النزاعات والصراعات، والشتائم والسباب، في الحرم المكي مشاعر حب للآخرين لا تتخيلها.
• في الحرم المكي تقابل الدنيا كلها مصغرة أمامك كل اللغات واللهجات والألوان والأجناس، والأعراق والطبائع ولكنها صهرت في بوتقة العبودية لله، وتحولت إلي حديقة غناء مختلفة الألوان والزهور.
• الكون كله اختصر في الحرم بقاراته جميعاً،ورغم أن كل حاج أو معتمر لا يعرف الآخر إلا أنه يشعر بأخواته ومحبته لهذه الحشود الحاشدة، جمعتهم آصرة التوحيد، وعبودية الله، ومحبة الكعبة.
الوطن
ناجح إبراهيم
• المرأة هي سيدة الحرم المكي بحق،وهي الغالبة علي الحرم المكي وخاصة في صحن الكعبة – في الطابق الأرضي الملاصق للكعبة - حيث لا يسمح للرجال بدخوله سوى المحرمين منهم وهم قلة.
• أما النساء فيدخلن جميعاً لأنه ليس لهم لبس إحرام محدد،ولذلك تجد مصليات النساء في صحن الكعبة في كل مكان، أما الرجال فقلة قليلة.
• والحقيقة أن المرأة المسلمة الآن تذهب للعمرة أكثر من الرجل وتمكث في مكة والمدينة أكثر،حيث يعود الرجال سريعاً لمباشرة أعمالهم،ولا تقتصر العمرة الآن علي العجائز من النساء بل هناك الكثير من الفتيات والزوجات الشابات تغمر الحرمين الشريفين.
• الحرم المكي مشحون بالمظاهر الحضارية الجميلة التي تدل علي مكانة المرأة في الإسلام ،كما تدل علي تقدير الرجل المسلم لأمه وزوجته وبناته بعكس ما يشاع عن اضطهاد المرأة المسلمة في مجتمعاتها.
• فكلما نظرت حولي في الحرم المكي أجد رجلاً يدفع الكرسي المتحرك التي تجلس عليه أمه، وهو يلقنها الأدعية والأذكار سعيداً بهذا الدور الرائع.
• الأم معززة مكرمة تطوف في الدور الثاني الطويل نسبياً علي الكرسي وابنها يدفعها سبعة أشواط ،فضلاً عن السعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط يعني يدفعها ابنها بالكرسي قرابة 4 كم دون ملل أو كلل.
• لم أجد امرأة تدفع الكرسي برجل إلا حالة أو حالتين، إعزاز كبير للمرأة من كل أجناس وبلاد المسلمين، الحمد لله أن إعزاز المسلم للمرأة كبير جداً وذلك في كل أجناس المسلمين.
• يرفض الابن أن يجعل أحداً آخر يدفع الكرسي بأمه مع أنه يمكنه تأجير شخص في الحرم يقوم بذلك.
• والأجمل من ذلك عشرات الأزواج يدفعون الكراسي بزوجاتهم رغم أنهن في سن عادية تقديراً منه لها ورغبة في عدم تعبها أو خوفاً علي حملها أو لخشونة في مفاصلها.
• أما الآباء الذين يدفعون الكراسي ببناتهم وأبنائهم فهم كثيرون، والأطفال سعداء جدا، والأروع منهم منظر الطفل الصغير في ملابس الإحرام ، أو بعد أن حلق رأسه وهو يطوف بالبيت سعيدا، أدركت ساعتها أن هذه الرحلة المباركة ستحفز في نفوس وقلوب هؤلاء الأطفال معاني إيمانية وذكريات دينية يصعب محوها.
• وأذكر أن جدتي لأمي حجت وهي صغيرة فأطلقوا عليها" الحاجة صبية"وهذا الاسم لصق بها فلم تعرف إلا به وكانت تفخر أنها من القلائل في جيلها التي حجت وهي طفلة" صبية صغيرة".
• النساء في الحرم من كل الأجناس ومن كل الأعمار والبنات والزوجات الشابات كثيرات ،بعكس أيام آبائنا وأجدادنا حيث لم يكن يذهب للحج والعمرة إلا كبار السن.
• تحب النسوة في الحرم الجلوس في أي مكان مهما كان المكان مخالفاً للتعليمات أو يمر بطرق الحرم التي لو جلسوا فيها سدت منافذ الحرم، ولولا الجنود في الحرم لهدم النظام.
• الجنود في الحرم جميعاً علي أرقي مستوي أخلاقي وقيمي، لا يمكن لجندي أن يلمس بيده حاج أو حاجة، النساء في الحرم يهوون المخالفة للأوامر ولا يملك الجندي سوى أن ينادي مرات عليها أو علي غيرها "يا حاجيا.. يا حاجيا".
• مكثت أياماً طويلة أتابع جهود هؤلاء الجنود لم أر أحداً من هؤلاء يبتز حاجاً أو معتمراً،لم أر أحداً يرتشي أو يستغل نفوذه أو ينظر إلي حاج أو حاجة نظرة مريبة أو نظرة غضب،كل الجنود يلبسون زياً جميلاً نظيفا، ويوم الجمعة يتضاعف عددهم.
• أفضل ما فيهم الحزم مع الرفق، مهما أغاظهم الحجاج والمعتمرين فإنهم لا يتجاوزون كلمة «يا حاجيا .. عدة مرات» هم يدركون أنهم يتعاملون مع ضيوف الرحمن الذين يحتاجون لمعاملة خاصة.
• لدى الجنود الآن أدوات تمكنهم من غلق هذا الطريق وفتح آخر لتيسير المناسك وتدفق المعتمرين أو الحجاج في الطريق الصحيح.
• كان في عمرة شعبان الماضي قرابة 2 مليون معتمر، أما تنظيم ضيوف الرحمن يوم الجمعة فهو صعب جداً، لا ينثني الجندي عن قراره مهما كان، ولكن بأدب حازم، إذا قرر إغلاق الطريق أمام السيارات يوم الجمعة فلا يتنازل عن قراره أبداً مهما كان، لا يرتشي، لا يعرف الواسطة أو المنصب أو التوسل، وهذا والله سر نجاح التنظيم لعدة ملايين حاج أو معتمر في المسجد الحرام.
• تنظيم الحجاج والمعتمرين يأتي في المقام الأول من بركة وقداسة المكان وحسن تأدب ضيوف الرحمن مع عظمة المكان وقداسته ورغبتهم جميعاً في الانضباط بالتعليمات وأوامر الجنود فضلاً عن غلبة العفو والتسامح،فكثيراً ما صدمت الكراسي المتحركة قدمي من الخلف فأوجعتني فأنظر وابتسم،وكذلك يفعل كل المعتمرين والحجاج،ساحات الطواف كلها تسامح وسكينة.
• الحرم المكي أحياناً يكتظ بثلاثة ملايين دون مشاكل تذكر بينهم،لا تسمع ضجيجاً أو خناقات، الحرم كله سكينة وأدب ورفق وتراحم محبة، رغم اختلاف اللغات واللهجات، فالكل يحاول أن يغفر للآخر أو يفسح له أو يجلسه إلى جواره أو يطعمه من طعامه، أو يقاسمه الطعام.
• هذه الملايين لو في مكان آخر لدبت بيتهم مئات النزاعات والصراعات، والشتائم والسباب، في الحرم المكي مشاعر حب للآخرين لا تتخيلها.
• في الحرم المكي تقابل الدنيا كلها مصغرة أمامك كل اللغات واللهجات والألوان والأجناس، والأعراق والطبائع ولكنها صهرت في بوتقة العبودية لله، وتحولت إلي حديقة غناء مختلفة الألوان والزهور.
• الكون كله اختصر في الحرم بقاراته جميعاً،ورغم أن كل حاج أو معتمر لا يعرف الآخر إلا أنه يشعر بأخواته ومحبته لهذه الحشود الحاشدة، جمعتهم آصرة التوحيد، وعبودية الله، ومحبة الكعبة.
الوطن