في شهر القرآن
في شهر القرآن
عادل الكلباني
أهل القرآن أعلى الناس منزلة، وأرفعهم مكانة، وأعظم الخلق أجراً، وأكثرهم ثواباً، كيف لا، وهم يحملون في صدورهم كلام ربهم، ويسيرون بنور مولاهم، فأبشروا يا أهل القرآن، وأملوا، فإن الذي يرفع المرء في أخراه، حري به أن يعلي منزلته في دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة..
ربيع القلوب، ونور الصدور وجلاء الأحزان، وذهاب الهموم، أنزله الله تعالى على أشرف إنسان، في أشرف مكان، وأشرف زمان.
فهو الشفاء والرحمة، هو الهدى، هو النذير والبيان، هو الموعظة والذكرى، هو الروح، هو النور، هو العلي الحكيم، هو البشرى.
عزيز، مجيد، قيم، مفصل، مبارك، بصائر، كريم، هو الزاد في الأولى، وهو الشفيع في الأخرى.
هو المعجزة الخالدة على مر الدهور، وتعاقب العصور، لم تزل حية بين الناس، لم يتبدل، ولم يتغير، ولا يتغير أبد الدهر، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
عجز البشر أن يأتوا بمثله، أو بمثل بعضه، في ألفاظه ومعانيه، فصار بذلك أعظم الأدلة على صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم، وبه كثر أتباعه، وإنه ليرجو أن يكون أكثر الأنبياء تابعا يوم القيامة.
علّم أتباعه وحامليه الأدب مع الله، ومع رسوله، ومع المؤمنين، ومع الناس كافة، وانتزع من نفوسهم حظوظ نفوسهم، وغسلها من الحقد والبغض والحسد والكراهية، وملأها بالحب والإيثار والتضحية.
رفعت به الأمة رأسها في سماء العز عاليا لا تبارى، ولا تجارى، والناس حولها يتخبطون في أوحال الشرك سكارى، لا يهتدون إلى سبيل، ولا يرون طريقا، فهم صم وبكم وعمي حيارى.
وأمتنا تقطف من حدائق كتابها الغناء ما أشبع نهمها من كل فن، بلاغة، وفصاحة، وتشريعا، وإعجازا، وجمالا لفظيا، وقصصا رائعة، ومنطقا وجدانيا، ووعظا وحياة للقلوب.
هو سر حياة الأمة، غير مسارها، وسبر غورها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، ونثر للعالمين جواهرها ودررها.
كل من ترنم به تاليا، واتبعه وعمل به، وجعله له هاديا، كان له من الشرف والعز والرفعة بمقدار ما سكن قلبه منه.
فمن قرأه، ورتله، وتلاه، وتغنى به، تنتشر السعادة في أرجاء حياته، وتُملأ نورا وبشرا، ويكون له الشرف والذكر، فكم والله رفعت تلاوته من أناس لم يكن لهم في سطور التاريخ مكان، لولاه! ولم يكن لهم في قيم الناس ميزان، لولاه! ولم يكن لهم أن يصدروا في المجالس، أو يشار إليهم ببنان، لولاه!
في صحيح مسلم أن نافع بن عبدالحارث لقي عمر بعُسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال مولى من موالينا! قال: فاستخلفت عليهم مولى!؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم، صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين.
فأهل القرآن أعلى الناس منزلة، وأرفعهم مكانة، وأعظم الخلق أجراً، وأكثرهم ثواباً، كيف لا، وهم يحملون في صدورهم كلام ربهم، ويسيرون بنور مولاهم، فأبشروا يا أهل القرآن، وأملوا، فإن الذي يرفع المرء في أخراه، حري به أن يعلي منزلته في دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. هذا، والله من وراء القصد.
الرياض
عادل الكلباني
أهل القرآن أعلى الناس منزلة، وأرفعهم مكانة، وأعظم الخلق أجراً، وأكثرهم ثواباً، كيف لا، وهم يحملون في صدورهم كلام ربهم، ويسيرون بنور مولاهم، فأبشروا يا أهل القرآن، وأملوا، فإن الذي يرفع المرء في أخراه، حري به أن يعلي منزلته في دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة..
ربيع القلوب، ونور الصدور وجلاء الأحزان، وذهاب الهموم، أنزله الله تعالى على أشرف إنسان، في أشرف مكان، وأشرف زمان.
فهو الشفاء والرحمة، هو الهدى، هو النذير والبيان، هو الموعظة والذكرى، هو الروح، هو النور، هو العلي الحكيم، هو البشرى.
عزيز، مجيد، قيم، مفصل، مبارك، بصائر، كريم، هو الزاد في الأولى، وهو الشفيع في الأخرى.
هو المعجزة الخالدة على مر الدهور، وتعاقب العصور، لم تزل حية بين الناس، لم يتبدل، ولم يتغير، ولا يتغير أبد الدهر، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
عجز البشر أن يأتوا بمثله، أو بمثل بعضه، في ألفاظه ومعانيه، فصار بذلك أعظم الأدلة على صدق الحبيب صلى الله عليه وسلم، وبه كثر أتباعه، وإنه ليرجو أن يكون أكثر الأنبياء تابعا يوم القيامة.
علّم أتباعه وحامليه الأدب مع الله، ومع رسوله، ومع المؤمنين، ومع الناس كافة، وانتزع من نفوسهم حظوظ نفوسهم، وغسلها من الحقد والبغض والحسد والكراهية، وملأها بالحب والإيثار والتضحية.
رفعت به الأمة رأسها في سماء العز عاليا لا تبارى، ولا تجارى، والناس حولها يتخبطون في أوحال الشرك سكارى، لا يهتدون إلى سبيل، ولا يرون طريقا، فهم صم وبكم وعمي حيارى.
وأمتنا تقطف من حدائق كتابها الغناء ما أشبع نهمها من كل فن، بلاغة، وفصاحة، وتشريعا، وإعجازا، وجمالا لفظيا، وقصصا رائعة، ومنطقا وجدانيا، ووعظا وحياة للقلوب.
هو سر حياة الأمة، غير مسارها، وسبر غورها، وأخرج منها ماءها ومرعاها، ونثر للعالمين جواهرها ودررها.
كل من ترنم به تاليا، واتبعه وعمل به، وجعله له هاديا، كان له من الشرف والعز والرفعة بمقدار ما سكن قلبه منه.
فمن قرأه، ورتله، وتلاه، وتغنى به، تنتشر السعادة في أرجاء حياته، وتُملأ نورا وبشرا، ويكون له الشرف والذكر، فكم والله رفعت تلاوته من أناس لم يكن لهم في سطور التاريخ مكان، لولاه! ولم يكن لهم في قيم الناس ميزان، لولاه! ولم يكن لهم أن يصدروا في المجالس، أو يشار إليهم ببنان، لولاه!
في صحيح مسلم أن نافع بن عبدالحارث لقي عمر بعُسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل الوادي؟ فقال: ابن أبزى، قال: ومن ابن أبزى؟ قال مولى من موالينا! قال: فاستخلفت عليهم مولى!؟ قال: إنه قارئ لكتاب الله عز وجل، وإنه عالم بالفرائض، قال عمر: أما إن نبيكم، صلى الله عليه وسلم قد قال: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين.
فأهل القرآن أعلى الناس منزلة، وأرفعهم مكانة، وأعظم الخلق أجراً، وأكثرهم ثواباً، كيف لا، وهم يحملون في صدورهم كلام ربهم، ويسيرون بنور مولاهم، فأبشروا يا أهل القرآن، وأملوا، فإن الذي يرفع المرء في أخراه، حري به أن يعلي منزلته في دنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة.. هذا، والله من وراء القصد.
الرياض