القلب أم العقل؟!
القلب أم العقل؟!
د. اياد طلال عطار
يبقى الجدالُ قائمًا في الجانبِ العلميِّ حولَ ما إذَا كانَ القلبُ أو العقلُ (الدِّماغ) هو المسيطرُ على الإنسانِ، ويتطرَّق الجانبُ العلميُّ إلى الجوانبِ الفسيولوجيَّةِ والعقليَّةِ، والجانبِ الدينيِّ الذي يتعلَّق بالمفاهيمِ الروحيَّةِ والدينيَّةِ.
يُعتبر الروحُ والعقلُ جزءَين أساسَين منِ تكوينِ الإنسانِ، حيثُ يتفاعلُ كلٌّ منهمَا مع الآخرِ لتحقيقِ التوازنِ والكمالِ الشخصيِّ في القرآنِ الكريمِ، ويُشيرُ مصطلحُ «القلب» إلى مركزِ العواطفِ والروحِ والإيمانِ، ويُعتبر القلبُ المركز الذي يتأسَّس عليهِ الإيمانُ والتقوَى يقولُ اللهُ تعالَى: «يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»، وهذا يشيرُ إلى أهميَّةِ القلبِ السليمِ في يوم القيامةِ.
القلبُ في الإسلامِ يمثِّلُ أكثرَ من مجرَّدِ عضوٍ جسديٍّ، بلْ يعبِّر عن مركزِ الإيمانِ والتوجُّهِ نحوَ اللهِ والتَّقوى، ويُحثُّ المسلمين على تنقيةِ قلوبهِم من الشرورِ وتعزيزِ الخيراتِ والأخلاقِ الحميدةِ.
من جانبٍ آخرَ، يُعتبرُ العقلُ في الإسلامِ هبةً من اللهِ تعالى تميُّز الإنسانَ عن بقيةِ المخلوقاتِ، ويدعُو الإسلامُ إلى استخدامِ العقلِ في فهمِ الحقِّ والخطأِ، ويُشجِّعُ المؤمنِينَ على التَّفكيرِ والتأمُّل في آياتِ اللهِ، وفي آثارِ الخلقِ، يقولُ اللهُ تعالَى: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون».
في الإسلامِ، لا يمكنُ فصلُ دورِ القلبِ عن العقلِ، بلْ يجبُ أنْ يكونَ هناكَ توازنٌ بينهمَا، القلبُ يمثِّلُ مركزَ الإيمانِ والروحانيَّةِ، بينمَا يمثِّلُ العقلُ القدرةَ على التفكيرِ والتأمُّلِ واتخاذِ القراراتِ الحكيمةِ، ويدعُو الإسلامُ إلى توازنٍ بين قوَّةِ العقلِ وعمقِ القلبِ، فالعقلُ يساعدُ على فهمِ الحقائقِ واتِّخاذ القراراتِ الصائبةِ، بينمَا القلبُ يمنحُ الإنسانَ القوةَ والإصرارَ على اتِّباعِ الحقِّ والخيرِ.
إنَّ فهمَ دورِ كلٍّ من القلبِ والعقلِ وتحقيقَ التوازنِ بينهمَا يساعدُ الإنسانَ على بناءِ شخصيَّةٍ قويَّةٍ ومتوازنةٍ، وهو ما يعكسُ رسالةَ الإسلامِ في تحقيقِ السَّلامِ والتفاهمِ والتواصلِ البنَّاءِ بين النَّاسِ، ولعلَّ شهرَ رمضانَ المبارك فرصةٌ عظيمةٌ لتدبُّر القرآنِ الكريمِ، والتمعُّن بين آياتِ الله -عزَّ وجلَّ- عند ذكرِ القلبِ والعقلِ.
المدينة
د. اياد طلال عطار
يبقى الجدالُ قائمًا في الجانبِ العلميِّ حولَ ما إذَا كانَ القلبُ أو العقلُ (الدِّماغ) هو المسيطرُ على الإنسانِ، ويتطرَّق الجانبُ العلميُّ إلى الجوانبِ الفسيولوجيَّةِ والعقليَّةِ، والجانبِ الدينيِّ الذي يتعلَّق بالمفاهيمِ الروحيَّةِ والدينيَّةِ.
يُعتبر الروحُ والعقلُ جزءَين أساسَين منِ تكوينِ الإنسانِ، حيثُ يتفاعلُ كلٌّ منهمَا مع الآخرِ لتحقيقِ التوازنِ والكمالِ الشخصيِّ في القرآنِ الكريمِ، ويُشيرُ مصطلحُ «القلب» إلى مركزِ العواطفِ والروحِ والإيمانِ، ويُعتبر القلبُ المركز الذي يتأسَّس عليهِ الإيمانُ والتقوَى يقولُ اللهُ تعالَى: «يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ»، وهذا يشيرُ إلى أهميَّةِ القلبِ السليمِ في يوم القيامةِ.
القلبُ في الإسلامِ يمثِّلُ أكثرَ من مجرَّدِ عضوٍ جسديٍّ، بلْ يعبِّر عن مركزِ الإيمانِ والتوجُّهِ نحوَ اللهِ والتَّقوى، ويُحثُّ المسلمين على تنقيةِ قلوبهِم من الشرورِ وتعزيزِ الخيراتِ والأخلاقِ الحميدةِ.
من جانبٍ آخرَ، يُعتبرُ العقلُ في الإسلامِ هبةً من اللهِ تعالى تميُّز الإنسانَ عن بقيةِ المخلوقاتِ، ويدعُو الإسلامُ إلى استخدامِ العقلِ في فهمِ الحقِّ والخطأِ، ويُشجِّعُ المؤمنِينَ على التَّفكيرِ والتأمُّل في آياتِ اللهِ، وفي آثارِ الخلقِ، يقولُ اللهُ تعالَى: «فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُون».
في الإسلامِ، لا يمكنُ فصلُ دورِ القلبِ عن العقلِ، بلْ يجبُ أنْ يكونَ هناكَ توازنٌ بينهمَا، القلبُ يمثِّلُ مركزَ الإيمانِ والروحانيَّةِ، بينمَا يمثِّلُ العقلُ القدرةَ على التفكيرِ والتأمُّلِ واتخاذِ القراراتِ الحكيمةِ، ويدعُو الإسلامُ إلى توازنٍ بين قوَّةِ العقلِ وعمقِ القلبِ، فالعقلُ يساعدُ على فهمِ الحقائقِ واتِّخاذ القراراتِ الصائبةِ، بينمَا القلبُ يمنحُ الإنسانَ القوةَ والإصرارَ على اتِّباعِ الحقِّ والخيرِ.
إنَّ فهمَ دورِ كلٍّ من القلبِ والعقلِ وتحقيقَ التوازنِ بينهمَا يساعدُ الإنسانَ على بناءِ شخصيَّةٍ قويَّةٍ ومتوازنةٍ، وهو ما يعكسُ رسالةَ الإسلامِ في تحقيقِ السَّلامِ والتفاهمِ والتواصلِ البنَّاءِ بين النَّاسِ، ولعلَّ شهرَ رمضانَ المبارك فرصةٌ عظيمةٌ لتدبُّر القرآنِ الكريمِ، والتمعُّن بين آياتِ الله -عزَّ وجلَّ- عند ذكرِ القلبِ والعقلِ.
المدينة