قائد العلم.. ورجل الحوار
قائد العلم .. ورجل الحوار
عبد الله عبد العزيز النويصر
في الأمس القريب افتتح قائد العلم والفكر والتطور، ورجل الحوار وتواصل الحضارات، (جامعة الملك عبد الله للعلوم والتكنولوجيا)، وقد تشرفت بحمل اسمه الكريم، وأدخلت بلادنا من أوسع الأبواب لمعاقل العلم والتقنية، بعد أن ظلت حلما يراوده على مدى خمسة وعشرين عاما، وقد رآها أطال الله في عمره واقعا يتحقق، لتنجب أجيالا معاصرين ومتفوقين، يأخذون الوطن لمسارات الأمم الأكثر تطورا وحداثة.
في الأمس القريب وعندما أصبح قبول العديد من خريجي الثانوية العامة متعذرا في جامعاتنا وكلياتنا، أصدر قائد العلم والثقافة الملك عبد الله بن عبد العزيز أمره الكريم لبعث الطلاب والطالبات للدراسة الجامعية والدراسات العليا في الخارج، وتم لذلك اختيار أهم وأعرق الجامعات في العالم في أكثر من ثماني عشرة دولة، كما صدر أمره الكريم بتحمل الدولة نصف التكاليف الدراسية في الجامعات الأهلية في المملكة، كما جاءت الميزانية العامة للتعليم هذا العام لتحمل أكبر رقم لها منذ نشأته في بلادنا.
في الأمس القريب أطلق قائدنا بدء الحوار الوطنى الذي تتلاقى فيه الأفكار والثقافات والإبداعات المعاصرة لصناعة حاضر أفضل ومستقبل واعد يجعلنا نسير بقوة وثقة وثبات في مصاف الدول الأكثر معاصرة وتطورا..
في الأمس القريب أطلق يحفظه الله عنوانا عالميا مليئا بالمضامين الحضارية بالدعوة لحوار الحضارات بين الشعوب والأمم، فكانت الانطلاقة الراقية على طريق إزالة الشوائب والعقبات التي تقف حائلا أمام فهم الآخر والتحاور معه بلغة الفكر والعقل والمنطق، للوصول لتفاهم أو قواسم مشتركة تذيب الخلافات وتؤسس لتعاون أفضل.
أما في الأمس فقد كنا أمام حدث تاريخي مهم أدخل بلادنا للقرن الواحد والعشرين بكل جدارة ومقدرة، لم نكن نتوقعه في المدى القريب، ليضع خطواتنا القوية على سلم العالمية نحو آفاق المستقبل المعاصر بإنشاء (مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة) لتوليد الكهرباء وإنتاج المياه المحلاة والاستخدام السلمي للطاقة الذرية بما يمكن الدولة من استشراف حاجة المجتمع والتخطيط لتلبيتها بشكل دقيق ومدروس يزيد من معدل التنمية ويعطي المملكة القدرة المعرفية حسب الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تنظم الاستخدام السلمي للطاقة ويوفر المواد الضرورية للاستخدامات الطبية وفي المجال الزراعي والصحي، وغيرها من الحاجات الوطنية الأخرى.
إننا بمشيئة الله أمام مستقبل واعد فيه الكثير من البشائر والطموحات، وهذا يحتاج لشحذ الهمم والعمل بروح المسؤولية الوطنية والمحافظة على أمانة الثقة لنكون جديرين بهذا الوطن الغالي.. وبالله التوفيق.
المصدر: صحيفة عكاظ