الملل
الملل
يوسف القبلان
في زمن يكثر فيه استخدام كلمة (طفش) تعبيراً عن الملل يدخل السؤال إلى ساحة الملل: لماذا يحدث الملل رغم توفر كل شيء لبعض الأسر؟ هل هذا المتوفر هو السبب الرئيس في التذمر المعبر عنه اختصاراً بكلمة (طفش)؟.
حين يتوفر للطفل أو الشاب كل شيء، وتكون مهمته في الحياة طلب الوجبات والنوم وممارسة ألعاب مختلفة ومتابعة أفلام ومسلسلات، حين لا يتحرك ذهنياً ولا جسدياً، حين لا يقوم بأي نشاط داخل البيت، لا ينظف، لا ينظم، لا يطبخ، لا يحضر احتياجات البيت، لا ينظف ملابسه، لا يخرج النفايات لأماكنها الخاصة خارج المنزل، لا ينظف السيارة ولا يتابع صيانتها، لا يقوم بأي عمل غير البحث عن الترفيه، أليست تلك معادلة نتيجتها الحتمية هي (الملل) ويضاف إلى ذلك الآثار الصحية السلبية الناتجة عن الفراغ والراحة.
هل نحن نتحدث عن آثار العمالة المنزلية أم ماذا؟ أليس انتقاد المبالغة في وجود هذه العمالة في بيوتنا انتقاد مبرر لأن المقصود هنا هو المبالغة وليس الاحتياج.
ماذا لو قام الشباب والشابات بأعمال المنزل واقتصرت العمالة المنزلية على احتياجات محددة مثل: المرض، كبار السن، الإعاقة.. هل تتوقف الحياة؟
المجتمع ينتظر من المراكز المتخصصة والجامعات دراسة موضوع العمالة المنزلية والسائقين وآثارها التربوية والاجتماعية والاقتصادية والصحية على المدى الطويل.
في بعض المجتمعات يتحدث البعض بإعجاب عن العائلات في تلك المجتمعات التي تعتمد على أفرادها في أعمال المنزل ثم يفرح هؤلاء بخبر عن إمكانية تسهيل إجراءات الاستقدام وإضافة جنسيات جديدة متاحة للتعاقد!
ثمة سؤال يلح على المشاركة في موضوع الملل، هل وجود العمالة المنزلية هو السبب الوحيد للملل؟ الأكيد أن الإجابة هي النفي لأن الإنسان سيكون بمنأى عن الملل حين يسلك طريق التنوع في الاهتمامات والهوايات والعلاقات، حين يشارك في فعاليات المجتمع، ويقوم بدور مع الجمعيات التطوعية والإنسانية. هنا سؤال آخر يمكن أن يكون محبطاً وهو مرتبط بالسؤال السابق: هل الإنسان السلبي (الطفشان) داخل الأسرة يستطيع أن يكون مشاركاً وفعالاً وإيجابياً في المجتمع؟ فإن نجح في ذلك، فما السبب؟
فعلاً الموضوع يحتاج إلى دراسة ليس لقضية العمالة المنزلية فقط وإنما قضية تفعيل وتعزيز العلاقة بين الأسرة والمجتمع. لتحقيق أسس وثقافة تربوية مشتركة تنتج أجيالاً تتمسك بالأمل والعمل وتبتعد عن الملل وأسباب الملل.
الرياض
يوسف القبلان
في زمن يكثر فيه استخدام كلمة (طفش) تعبيراً عن الملل يدخل السؤال إلى ساحة الملل: لماذا يحدث الملل رغم توفر كل شيء لبعض الأسر؟ هل هذا المتوفر هو السبب الرئيس في التذمر المعبر عنه اختصاراً بكلمة (طفش)؟.
حين يتوفر للطفل أو الشاب كل شيء، وتكون مهمته في الحياة طلب الوجبات والنوم وممارسة ألعاب مختلفة ومتابعة أفلام ومسلسلات، حين لا يتحرك ذهنياً ولا جسدياً، حين لا يقوم بأي نشاط داخل البيت، لا ينظف، لا ينظم، لا يطبخ، لا يحضر احتياجات البيت، لا ينظف ملابسه، لا يخرج النفايات لأماكنها الخاصة خارج المنزل، لا ينظف السيارة ولا يتابع صيانتها، لا يقوم بأي عمل غير البحث عن الترفيه، أليست تلك معادلة نتيجتها الحتمية هي (الملل) ويضاف إلى ذلك الآثار الصحية السلبية الناتجة عن الفراغ والراحة.
هل نحن نتحدث عن آثار العمالة المنزلية أم ماذا؟ أليس انتقاد المبالغة في وجود هذه العمالة في بيوتنا انتقاد مبرر لأن المقصود هنا هو المبالغة وليس الاحتياج.
ماذا لو قام الشباب والشابات بأعمال المنزل واقتصرت العمالة المنزلية على احتياجات محددة مثل: المرض، كبار السن، الإعاقة.. هل تتوقف الحياة؟
المجتمع ينتظر من المراكز المتخصصة والجامعات دراسة موضوع العمالة المنزلية والسائقين وآثارها التربوية والاجتماعية والاقتصادية والصحية على المدى الطويل.
في بعض المجتمعات يتحدث البعض بإعجاب عن العائلات في تلك المجتمعات التي تعتمد على أفرادها في أعمال المنزل ثم يفرح هؤلاء بخبر عن إمكانية تسهيل إجراءات الاستقدام وإضافة جنسيات جديدة متاحة للتعاقد!
ثمة سؤال يلح على المشاركة في موضوع الملل، هل وجود العمالة المنزلية هو السبب الوحيد للملل؟ الأكيد أن الإجابة هي النفي لأن الإنسان سيكون بمنأى عن الملل حين يسلك طريق التنوع في الاهتمامات والهوايات والعلاقات، حين يشارك في فعاليات المجتمع، ويقوم بدور مع الجمعيات التطوعية والإنسانية. هنا سؤال آخر يمكن أن يكون محبطاً وهو مرتبط بالسؤال السابق: هل الإنسان السلبي (الطفشان) داخل الأسرة يستطيع أن يكون مشاركاً وفعالاً وإيجابياً في المجتمع؟ فإن نجح في ذلك، فما السبب؟
فعلاً الموضوع يحتاج إلى دراسة ليس لقضية العمالة المنزلية فقط وإنما قضية تفعيل وتعزيز العلاقة بين الأسرة والمجتمع. لتحقيق أسس وثقافة تربوية مشتركة تنتج أجيالاً تتمسك بالأمل والعمل وتبتعد عن الملل وأسباب الملل.
الرياض