مقاومة مضادات الميكروبات
مقاومة مضادات الميكروبات
حقائق أساسية
• تشكّل مقاومة مضادات الميكروبات تهديداً عالمياً للصحة والتنمية، وتستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة متعددة القطاعات بشأنها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
• أعلنت المنظمة أن مقاومة مضادات الميكروبات من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية.
• تعدّ إساءة استعمال مضادات الميكروبات والإفراط في استعمالها المحركين الرئيسيين لظهور المُمرضات المقاوِمة للأدوية.
• يؤدي نقص المياه النظيفة وخدمات الإصحاح وقصور الوقاية من عدوى الأمراض ومكافحتها إلى تعزيز انتشار الميكروبات التي يمكن لبعضها أن يقاوم العلاج بمضادات الميكروبات.
• يتكبّد الاقتصاد تكلفة باهظة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات. وبالإضافة إلى ما تخلّفه الاعتلالات المطوّلة من وفيات وإعاقات، فإنها تسفر عن إطالة أمد مكوث المرضى في المستشفى وحاجتهم إلى أدوية أغلى سعراً ومواجهتهم لتحديات مالية.
• من شأن نجاح الطب الحديث في علاج حالات العدوى، ولا سيما أثناء العمليات الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائي للسرطان، أن يتعرض لمخاطر متزايدة ما لم تُستعمل مضادات ميكروبات فعالة.
________________________________________
ما هي مضادات الميكروبات؟
مضادات الميكروبات، ومنها المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات، هي أدوية تُستخدَم للوقاية من حالات العدوى التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات، ولعلاجها.
ما هي مقاومة مضادات الميكروبات؟
تنشأ مقاومة مضادات الميكروبات عندما تطرأ تغييرات على البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات بمرور الوقت وتصبح غير مستجيبة للأدوية، مما يجعل علاج حالات العدوى أكثر صعوبة، ويزيد من خطر انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات.
وتصبح المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة بفعل مقاومة الأدوية، وتتزايد باطراد صعوبة علاج حالات العدوى أو يستحيل علاجها.
لماذا تثير مقاومة مضادات الميكروبات قلقاً عالمياً؟
ما زالت قدرتنا على علاج حالات العدوى الشائعة مهدّدة بظهور وانتشار المُمرضات المقاوِمة للأدوية التي اكتسبت آليات مقاومة جديدة تسفر عن ظهور مقاومة مضادات الميكروبات. ومما يثير الذعر بوجه خاص الانتشار العالمي السريع للبكتيريا المقاومة لعدة أدوية أو لجميعها (المعروفة أيضاً باسم "الجراثيم المستعصية") والمسببة لحالات عدوى يتعذر علاجها بالأدوية المضادة للميكروبات المتاحة حالياً، مثل المضادات الحيوية.
ولا توجد أي مضادات جديدة للميكروبات قيد التطوير السريري. وفي عام 2019، حددت المنظمة 32 مضاداً حيوياً قيد التطوير السريري تتطابق مع قائمة المنظمة بالمُمرضات ذات الأولوية، منها ستة مضادات فقط صُنِّفت على أنها مبتكرة. وعلاوة على ذلك، تظل صعوبة الحصول على مضادات الميكروبات العالية الجودة مشكلة رئيسية. ويؤثر نقص إمدادات المضادات الحيوية على البلدان من جميع مستويات التنمية، ولا سيما في نظم الرعاية الصحية.
ويتواصل بشكل متزايد فقدان المضادات الحيوية لمفعولها في ظل انتشار مقاومة الأدوية على الصعيد العالمي، ممّا يسفر عن زيادة صعوبة علاج حالات العدوى والوفاة. وثمة حاجة ماسة إلى إيجاد مضادات جديدة للجراثيم - مثلاً لعلاج حالات العدوى البكتيرية السلبية الغرام المقاومة للكاربابينيم، على غرار ما هو محدد في قائمة المنظمة بالمُمرضات ذات الأولوية. ولكن إن لم يغير الناس طريقة استعمالهم للمضادات الحيوية الآن، فإن مصير هذه المضادات الحيوية الجديدة سيكون نفس مصير المضادات الحيوية الموجودة حالياً، وستفقد بالتالي مفعولها.
وتتكبّد الاقتصادات الوطنية ونظمها الصحية تكاليف باهظة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات التي تؤثر على إنتاجية المرضى أو القائمين على رعايتهم بفعل إطالة مدة مكوث المرضى في المستشفيات وضرورة تزويدهم برعاية أعلى تكلفة وأكثر تركيزاً.
وسيزيد عدد من يفشل علاجهم أو يفارقون الحياة بسبب حالات العدوى ما لم تُوفّر أدوات فعالة للوقاية من حالات العدوى المقاومة للأدوية وعلاجها كما ينبغي، وما لم تُحسَّن إتاحة مضادات الميكروبات القائمة حالياً والجديدة بجودة مضمونة. كما أن الإجراءات الطبية، مثل العمليات الجراحية، بما فيها العمليات القيصرية أو استبدال مفصل الورك والعلاج الكيميائي للسرطان وزرع الأعضاء، ستصبح أكثر خطورة.
ما الذي يعجّل ظهور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها؟
تظهر مقاومة مضادات الميكروبات بصورة طبيعية بمرور الزمن عبر ما يطرأ من تغييرات جينية عادةً. وتوجد الكائنات المقاومة لمضادات الميكروبات في الإنسان والحيوان والغذاء والنبات والبيئة (في المياه والتربة والهواء)، وبإمكانها أن تنتقل من شخص إلى آخر أو من الإنسان إلى الحيوان، بما في ذلك عن طريق الأغذية الحيوانية المصدر. وتشمل الدوافع الرئيسية لظهور هذه المقاومة إساءة استعمال مضادات الميكروبات والإفراط في استعمالها؛ وعدم إتاحة المياه النظيفة وخدمات الإصحاح والنظافة الصحية لكل من الإنسان والحيوان؛ وضعف الوقاية من العدوى والأمراض ومكافحتها في مرافق الرعاية الصحية والمزارع؛ وضعف فرص الحصول على الأدوية واللقاحات ووسائل التشخيص العالية الجودة والمعقولة التكلفة؛ وانعدام الوعي والمعرفة؛ وعدم إنفاذ التشريعات.
الوضع الراهن
مقاومة البكتيريا للأدوية
لوحظ ارتفاع معدلات مقاومة حالات العدوى البكتيرية الشائعة، بما فيها حالات عدوى المسالك البولية والإنتان وحالات العدوى المنقولة جنسياً وبعض أشكال الإسهال، للمضادات الحيوية الكثيرة الاستعمال لعلاج حالات العدوى هذه في العالم بأسره، مما يشير إلى أنّ ما لدينا من مضادات حيوية فعالة آخذ في النفاد. وعلى سبيل المثال، تراوَح معدل مقاومة الإشريكية القولونية لمضاد السيبروفلوكساسين الحيوي الشائع الاستعمال لعلاج حالات عدوى المسالك البولية بين ما نسبته 8,4 و92,9٪، بينما تراوَح معدل مقاومة الكلبسيلة الرئوية له بين ما نسبته 4,1 و79,4٪ في البلدان التي تقدم تقارير إلى النظام العالمي لترصّد مقاومة مضادات الميكروبات واستعمالها.
والكلبسيلة الرئوية نوع شائع من البكتيريا المعوية القادرة على التسبّب في حالات عدوى تهدد الحياة، وقد انتشرت مقاومتها لعلاج (بمضادات الكاربابينيم الحيوية) الملاذ الأخير في جميع أقاليم العالم. وتعد الكلبسيلة الرئوية من أهم أسباب حالات العدوى المكتسبة من المستشفيات، مثل الالتهاب الرئوي وحالات عدوى مجرى الدم وحالات العدوى التي تصيب المواليد والمرضى الماكثين في وحدات العناية المركزة. وفي بعض البلدان، لا يُجدي استعمال مضادات الكاربابينيم الحيوية نفعاً في علاج أكثر من نصف المرضى من حالات العدوى الناجمة عن الكلبسيلة الرئوية بسبب مقاومتها للمضادات الحيوية.
وتنتشر على نطاق واسع مقاومة الإشريكية القولونية لمضادات الفلوروكينولون الحيوية التي تُستعمل لعلاج حالات عدوى المسالك البولية.
وهناك بلدان في مناطق كثيرة من العالم أصبح فيها هذا العلاج عديم الجدوى بين أكثر من نصف المرضى.
والكوليستين هو الملاذ الأخير الوحيد لعلاج حالات العدوى المهددة للحياة الناجمة عن مقاومة البكتيريا المعوية بأنواعها للكاربابينيم (أي الإشريكية القولونية، والكلبسيلة، وما إلى ذلك). وكُشف أيضاً عن بكتيريا مقاوِمة للكوليستين في العديد من البلدان والأقاليم، مما أسفر عن ظهور حالات عدوى لا توجد مضادات حيوية فعالة لعلاجها في الوقت الحاضر.
وتشكل بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية جزءاً من نبيت جلدنا، وهي أيضاً من الأسباب الشائعة للإصابة بالعدوى في صفوف المجتمعات المحلية ومرافق الرعاية الصحية على حد سواء. ومن المرجح أن يتعرّض المصابون بحالات العدوى ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين للوفاة أكثر من المصابين بحالات العدوى الحساسة للأدوية بنسبة 64%.
وأُدرج في عام 2019 مؤشر جديد عن مقاومة مضادات الميكروبات في إطار رصد أهداف التنمية المستدامة، وهو مؤشر يرصد مدى تواتر حالات عدوى مجرى الدم الناجمة عن الممرضيْن التاليين المقاوميْن لأدوية محددة: المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين؛ والإشريكية القولونية المقاومة للجيل الثالث من السيفالوسبورين. وقُدمت في عام 2019 إلى النظام العالمي لترصد مقاومة مضادات الميكروبات واستعمالها بيانات من 25 بلداً وأرضاً ومنطقة عن حالات عدوى مجرى الدم الناجمة عن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، كما قُدمت إليه بيانات من 49 بلداً عن حالات عدوى مجرى الدم الناجمة عن الإشريكية القولونية. ومع أن البيانات لا تعدّ تمثيلية على المستوى الوطني بعدُ، فإن المعدل المُلاحظ في المتوسط لمقاومة المكورات العنقودية الذهبية للميثيسيلين بلغ 12,11% (المدى بين الرُبعي 6,4-26,4)، ومعدله بالنسبة إلى الإشريكية القولونية المقاومة للجيل الثالث من السيفالوسبورين بلغ 36,0% (المدى بين الرُبعي 15,2-63,0).
وبات التدبير العلاجي لداء السَيَلان ومكافحته معرضاً للخطر بفعل انتشار مقاومة النيسرية البُنّية بسلالاتها المتبانية للغاية للأدوية على نطاق واسع. وسرعان ما ظهرت مقاومة السلفوناميدات والبنسلين والتتراسيكلين والماكرولايدات والفلوروكينولونات والجيل الأول من السيفالوسبورين. ويمثل حالياً حقن السيفالوسبورين والسيفترياكسون الواسع الطيف العلاج التجريبي المتبقي الوحيد لداء السيلان في معظم البلدان.
مقاومة المتفطرة السلية للأدوية
تهدد سلالات المتفطرة السلية المقاومة للمضادات الحيوية التقدم المحرز في احتواء وباء السل العالمي. وتشير تقديرات المنظمة إلى أنه حُدِّد في عام 2018 نصف مليون حالة جديدة تقريباً للإصابة بالسل المقاوم للريفامبيسين في العالم، ومعظمها من حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة، وهو واحد من أشكال السل المقاوم لأقوى دواءين مضادين للسل. ولم يُكشف ويُبلّغ في عام 2018 إلا عن ثلث المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة/ المقاوم للريفامبيسين، ممّن يقترب عددهم من نصف مليون مصاب. ويلزم لعلاج السل المقاوم للأدوية المتعددة اتباع مقررات علاجية أطول أمداً وأقل فعالية وأكثر تكلفة من تلك اللازمة لعلاج نظيره غير المقاوم للأدوية، علماً بأن نسبة من يتكلل شفاؤهم بالنجاح من المعالجين من السل المقاوم للأدوية المتعددة/ المقاوم للريفامبيسين تقل عن 60%.
وأشارت التقديرات في عام 2018 إلى أن نسبة 3,4% من حالات السل الجديدة و18% من الحالات المعالجة سابقاً شهدت إصابتها بالسل المقاوم للأدوية المتعددة/ المقاوم للريفامبيسين، وأن ثمة خطراً كبيراً يشكله ظهور مقاومة السل للأدوية الجديدة التي تمثل الملاذ الأخير لعلاج السل المقاوم للأدوية.
مقاومة الفيروسات للأدوية
تثير مقاومة الأدوية المضادة للفيروسات انشغالاً متزايداً لدى جماعات المرضى المنقوصي المناعة في الحالات التي يؤدي فيها استمرار تناسخ الفيروس وأخذ الأدوية لفترة طويلة إلى انتقاء السلالات المقاوِمة. وقد تطورت مقاومة الفيروسات لمعظم الأدوية المضادة لها، بما فيها تلك المضادة للفيروسات القهقرية.
وتتعرض جميع الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، بما فيها أصنافها الجديدة، لخطر فقدان مفعولها جزئياً أو كلياً بسبب ظهور مقاومة فيروس العوز المناعي البشري للأدوية. ويمكن أن يُصاب الحاصلون على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية بفيروس العوز المناعي البشري المقاوم للأدوية، كما يمكن أن يُصابوا بعدوى هذا الفيروس المقاوم فعلاً للأدوية. وتجاوزت مستويات العلاج المسبق لهذا الفيروس المقاوم للأدوية بالمثبطات المنتسخة العكسية اللانوكليوزيدية فيما بين البالغين ممّن يستهلون العلاج بالخط الأول نسبة 10% في معظم البلدان الخاضعة للرصد في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، علماً بأن معدلات انتشاره فيما بين الرضع مرتفعة بشكل يثير الذعر. ويوجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نسبة تزيد على 50% من الرضع الذين تُشخص حديثاً حالة إصابتهم بفيروس العوز المناعي البشري المقاوم للمثبطات المنتسخة العكسية اللانوكليوزيدية. واسترشاداً بهذه النتائج، فإن المبادئ التوجيهية الصادرة حديثاً عن المنظمة بشأن الأدوية المضادة للفيروسات توصي الآن باعتماد دواء جديد اسمه الدولوتيغرافير بوصفه العلاج المفضل من الخط الأول لعلاج البالغين والأطفال. ولعل استعمال هذا الدواء من الأمور الملحّة بوجه خاص تجنباً للآثار السلبية المترتبة على مقاومة الفيروس للمثبطات المنتسخة العكسية اللانوكليوزيدية.
ويخلّف ارتفاع مستويات المقاومة آثاراً اقتصادية كبيرة لأن المقررات العلاجية من الخطين الثاني والثالث أغلى بكثير من أدوية الخط الأول. ويتولى برنامج المنظمة المعني بمكافحة مقاومة فيروس العوز المناعي البشري للأدوية رصد انتقال المقاومة وظهورها في الأدوية القديمة والجديدة المستعملة في أرجاء العالم كافة لعلاج الفيروس.
مقاومة طفيليات الملاريا للأدوية
يشكل ظهور مقاومة الطفيليات للأدوية واحداً من المخاطر الكبرى المحدقة بمكافحة الملاريا ويزيد معدلات المراضة والوفيات الناجمة عنها. ويُوصى بالعلاجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين بوصفها علاجاً من الخط الأول للحالات غير المعقدة من ملاريا المتصورة المنجلية، والتي تستعملها معظم البلدان الموطونة بالملاريا. وهذه العلاجات هي عبارة عن توليفة من مكونات مادة الآرتيميسينين وأدوية مثيلة. وتأكَّد في إقليمي غرب المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا التابعين للمنظمة وجود مقاومة جزئية للآرتيميسينين ومقاومة لعدد من الأدوية المثيلة للعلاجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين في كل من كمبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وميانمار وتايلند وفييت نام، وذلك بواسطة دراسات أجريت في الفترة الواقعة بين عامي 2001 و2019، ممّا يصعّب اختيار العلاج الصحيح ويستلزم إجراء رصد وثيق.
أما في إقليم شرق المتوسط التابع للمنظمة، فقد أسفرت مقاومة المتصورة المنجلية للسلفادوكسين-البيريميثامين عن حالات إخفاق في العلاج بتوليفة الأرتيسونيت-السلفادوكسين-البيريميثامين في بعض البلدان، مما استلزم اللجوء إلى خيار آخر من العلاجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين.
ونُشرت في أفريقيا مؤخراً بيّنات تثبت ظهور طفرات ناجمة عن مقاومة جزئية لهذه المادة في رواندا. وما زالت العلاجات التوليفية المُجربة القائمة على مادة الآرتيميسينين فعالة للغاية حتى الآن، بيد أن مواصلة انتشار مقاومة الملاريا لهذه المادة والأدوية المثيلة للعلاجات التوليفية القائمة عليها قد تشكل تحدياً كبيراً للصحة العامة وتعرّض المكاسب الكبيرة المحققة في مجال مكافحة الملاريا للخطر.
مقاومة الفطريات للأدوية
ما زال انتشار حالات العدوى بالفطريات المقاومة للأدوية آخذ في الازدياد، مما يصعّب الوضع العلاجي المتأزم بالفعل. وتُواجَه حالياً مشاكل عديدة في إمكانية علاج الكثير من حالات العدوى بالفطريات، مثل السمية التي يتعرض لها تحديداً المرضى المصابون بحالات عدوى أساسية أخرى (مثل فيروس العوز المناعي البشري). وتنتشر فعلاً على نطاق واسع فطريات المبيضة البيضاء المقاومة للأدوية، وهي واحدة من أكثر حالات العدوى بالفطريات الغزوية شيوعاً والتي يتزايد الإبلاغ عن مقاومتها للفلوكونازول والأمفهوتيريسين B والفوريكونازول، فضلاً عن ظهور مقاومة الكاسبوفونغين.
ويؤدي ذلك إلى زيادة صعوبة علاج حالات العدوى بالفطريات وفشل علاجها وإطالة مدة المكوث في المستشفى وزيادة تكاليف خيارات العلاج بمعدلات كبيرة. وتعكف المنظمة على إجراء استعراض شامل لحالات العدوى بالفطريات في العالم، وستنشر قائمة بأسماء الممرضات الفطرية المهمة بالنسبة إلى الصحة العامة جنباً إلى جنب مع تحليل لما يجري إعداده على قدم وساق من أدوية مضادة للفطريات.
ضرورة تنسيق الإجراءات
إن مقاومة مضادات الميكروبات مشكلة معقدة تتطلب اتباع نهج موحد ومتعدد القطاعات في حلها. ويجمع نهج الصحة الواحدة بين العديد من القطاعات والجهات صاحبة المصلحة العاملة في مجال صون صحة البشر والحيوانات والنباتات البرية والمائية وإنتاج الأغذية والأعلاف والبيئة من أجل التواصل والعمل معاً في ميدان صياغة البرامج والسياسات والتشريعات والبحوث وتنفيذها بما يحقق حصائل أفضل في مجال الصحة العامة.
ويلزم تعزيز جوانب الابتكار وزيادة الاستثمارات في إجراء البحوث العملية والاضطلاع بأنشطة البحث والتطوير فيما يتعلق باستحداث أدوية ولقاحات ووسائل تشخيص مضادة للميكروبات، وخصوصاً تلك التي تستهدف مكافحة العدوى البكتيرية الخطيرة السلبية الغرام، مثل أنواع البكتيريا المعوية والراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم. وقد يؤدي إطلاق الصندوق الاستئماني المتعدد الشركاء لمقاومة مضادات الميكروبات والشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية وصندوق العمل من أجل مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وغيرها من الصناديق والمبادرات إلى سدّ فجوة كبيرة في التمويل. وتواصل حكومات متعددة تجريب نماذج سداد في هذا المضمار، بما فيها السويد وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ويلزم تقديم المزيد من المبادرات لإيجاد حلول دائمة.
خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات
التزمت البلدان على الصعيد العالمي بالإطار المحدد في خطة العمل العالمية لعام 2015 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات1 أثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية في عام 2015، وبوضع خطط عمل وطنية متعددة القطاعات وتنفيذها. وأقرّت الخطة لاحقاً الأجهزة الرئاسية لكل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. وضماناً لإحراز تقدم عالمي مستدام، يلزم أن تكفل البلدان تقدير تكاليف خطط العمل الوطنية وتنفيذها في جميع القطاعات. وقبل إقرار خطة العمل العالمية في عام 2015، شملت الجهود العالمية الرامية إلى احتواء مقاومة مضادات الميكروبات الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية لاحتواء مقاومة مضادات الميكروبات الموضوعة في عام 2001 والتي تبين إطاراً للتدخلات اللازم تنفيذها لإبطاء عجلة ظهور تلك المقاومة والحد من انتشارها.
الأمانة الثلاثية المشتركة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات
أكد الإعلان السياسي الصادر في اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات الذي التزم به رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في أيلول/ سبتمبر 2016، تركيزه الشديد على اتباع نهج واسع ومنسق تشارك فيه جميع القطاعات، بما فيها قطاعات كل من صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة. وتعمل المنظمة عن كثب مع منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان في إطار نهج "الصحة الواحدة" من أجل تعزيز اتباع أفضل الممارسات الرامية إلى خفض مستويات مقاومة مضادات الميكروبات وإبطاء وتيرة تطورها.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع لفريق التنسيق المشترك بين الوكالات المعني بمقاومة مضادات الميكروبات (فريق التنسيق) في أعقاب انعقاد اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2016. وقد جمع فريق التنسيق هذا بين شركاء من مختلف أنحاء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والأفراد من ذوي الخبرة في مجال صحة كل من الإنسان والحيوان والنبات، فضلاً عن قطاعات كل من الأغذية والأعلاف الحيوانية والتجارة والتنمية والبيئة، من أجل صياغة خطة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. وقدم فريق التنسيق تقريره المعنون "لا وقت للانتظار: تأمين المستقبل من حالات العدوى المقاوِمة للأدوية" إلى الأمين العام للأمم المتحدة في نيسان/ أبريل 2019، ويجري حالياً تنفيذ التوصيات الواردة فيه.
وأُنشئت أمانة مشتركة ثلاثية (بين منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والمنظمة) تستضيفها المنظمة من أجل تشجيع أصحاب المصلحة المتعددين على المشاركة في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. وتشمل هياكل الحوكمة الرئيسية المتفق عليها كلا من مجموعة القيادة العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات وفقاً لنهج الصحة الواحدة والتي باشرت عملها في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وفريق الخبراء المستقل المعني بالبيّنات المتعلقة بجهود مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات ومنصة الشراكة المتعددة الأطراف لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، واللذين يجري العمل حالياً على إنشائهما.
الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات
كان الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات يُسمى في السابق بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية. ومنذ عام 2020، أصبح يسمى بالأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات، تجسيداً للنطاق الموسع لهذا الأسبوع الذي يشمل جميع مضادات الميكروبات، بما فيها المضادات الحيوية ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات ومضادات الفيروسات. وهذا الأسبوع الذي يُقام سنوياً منذ عام 2015 هو حملة عالمية ترمي إلى إذكاء الوعي بمقاومة مضادات الميكروبات في كل أرجاء العالم وتشجيع الجمهور العام والعاملين الصحيين وراسمي السياسات على اتباع أفضل الممارسات لإبطاء وتيرة تطور حالات العدوى المقاوِمة للأدوية وانتشارها. وقررت اللجنة التنفيذية الثلاثية تحديد موعد إحياء هذا الأسبوع بالفترة من يوم 18 إلى يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر. وكان الشعار العام للأسبوع خلال السنوات الخمس الماضية هو "المضادات الحيوية: تعامَل معها بحرص"، وقد غُيّر في عام 2020 ليصبح "تعامًل بحرص مع مضادات الميكروبات".
النظام العالمي لترصّد مقاومة مضادات الميكروبات واستعمالها
أطلقت المنظمة في عام 2015 النظام العالمي لترصّد مقاومة مضادات الميكروبات واستعمالها (النظام العالمي) بغرض مواصلة سد الثغرات المعرفية وإثراء الاستراتيجيات المنتهجة على جميع المستويات. وقد صُمِّم النظام العالمي ليدمج تدريجياً البيانات المستمدة من ترصّد مقاومة مضادات الميكروبات لدى الإنسان وترصّد استعمال الأدوية المضادة للميكروبات ومقاومة مضادات الميكروبات في السلسلة الغذائية وفي البيئة. ويزوّد النظام العالمي البلدان والأراضي والمناطق بنهج موحد تتبعه في جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها وتبادلها، ويتولى رصد حالة نظم الترصد الوطنية القائمة والجديدة بالتركيز على الطابع التمثيلي لعملية جمع البيانات وجودتها. وقد أنشأت بعض الأقاليم التابعة للمنظمة شبكات ترصُّد تزوّد البلدان بالدعم التقني وتسهّل انضمامها إلى النظام العالمي.
تحديد الأولويات من أنشطة البحث والتطوير العالمية في مجال مقاومة مضادات الميكروبات
أعدت المنظمة في عام 2017 قائمة المُمْرضات ذات الأولوية لغرض توجيه أنشطة البحث والتطوير فيما يخص استحداث مضادات الميكروبات ووسائل التشخيص واللقاحات، وستُحدث هذه القائمة في عام 2022. وتستعرض المنظمة سنوياً حالة تطوير مضادات الميكروبات في المرحلة قبل السريرية والسريرية من أجل الاطلاع على مدى تقدم عملية تطويرها على أساس قائمة المنظمة للمُمْرضات ذات الأولوية. ولا تزال هناك فجوة خطيرة في أنشطة البحث والتطوير، وخصوصاً فيما يتعلق بمضادات الميكروبات التي
تستهدف البكتيريا السلبية الغرام المقاومة للكاربابينيم.
الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية
الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية (الشراكة العالمية) هي شراكة عالمية غير ربحية تهدف إلى استحداث علاجات لحالات العدوى المقاوِمة للأدوية التي تشكل أكبر خطر على الصحة. وتعمل الشراكة العالمية عبر مختلف القطاعات على ضمان إتاحة العلاجات بشكل منصف وتعزيز استعمالها على نحو مسؤول.
الصحة العالمية
حقائق أساسية
• تشكّل مقاومة مضادات الميكروبات تهديداً عالمياً للصحة والتنمية، وتستدعي اتخاذ إجراءات عاجلة متعددة القطاعات بشأنها من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
• أعلنت المنظمة أن مقاومة مضادات الميكروبات من التهديدات العالمية العشرة الرئيسية للصحة العامة التي تواجه البشرية.
• تعدّ إساءة استعمال مضادات الميكروبات والإفراط في استعمالها المحركين الرئيسيين لظهور المُمرضات المقاوِمة للأدوية.
• يؤدي نقص المياه النظيفة وخدمات الإصحاح وقصور الوقاية من عدوى الأمراض ومكافحتها إلى تعزيز انتشار الميكروبات التي يمكن لبعضها أن يقاوم العلاج بمضادات الميكروبات.
• يتكبّد الاقتصاد تكلفة باهظة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات. وبالإضافة إلى ما تخلّفه الاعتلالات المطوّلة من وفيات وإعاقات، فإنها تسفر عن إطالة أمد مكوث المرضى في المستشفى وحاجتهم إلى أدوية أغلى سعراً ومواجهتهم لتحديات مالية.
• من شأن نجاح الطب الحديث في علاج حالات العدوى، ولا سيما أثناء العمليات الجراحية الكبرى والعلاج الكيميائي للسرطان، أن يتعرض لمخاطر متزايدة ما لم تُستعمل مضادات ميكروبات فعالة.
________________________________________
ما هي مضادات الميكروبات؟
مضادات الميكروبات، ومنها المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات، هي أدوية تُستخدَم للوقاية من حالات العدوى التي تصيب الإنسان والحيوان والنبات، ولعلاجها.
ما هي مقاومة مضادات الميكروبات؟
تنشأ مقاومة مضادات الميكروبات عندما تطرأ تغييرات على البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات بمرور الوقت وتصبح غير مستجيبة للأدوية، مما يجعل علاج حالات العدوى أكثر صعوبة، ويزيد من خطر انتشار الأمراض والاعتلالات الوخيمة والوفيات.
وتصبح المضادات الحيوية والأدوية الأخرى المضادة للميكروبات غير ناجعة بفعل مقاومة الأدوية، وتتزايد باطراد صعوبة علاج حالات العدوى أو يستحيل علاجها.
لماذا تثير مقاومة مضادات الميكروبات قلقاً عالمياً؟
ما زالت قدرتنا على علاج حالات العدوى الشائعة مهدّدة بظهور وانتشار المُمرضات المقاوِمة للأدوية التي اكتسبت آليات مقاومة جديدة تسفر عن ظهور مقاومة مضادات الميكروبات. ومما يثير الذعر بوجه خاص الانتشار العالمي السريع للبكتيريا المقاومة لعدة أدوية أو لجميعها (المعروفة أيضاً باسم "الجراثيم المستعصية") والمسببة لحالات عدوى يتعذر علاجها بالأدوية المضادة للميكروبات المتاحة حالياً، مثل المضادات الحيوية.
ولا توجد أي مضادات جديدة للميكروبات قيد التطوير السريري. وفي عام 2019، حددت المنظمة 32 مضاداً حيوياً قيد التطوير السريري تتطابق مع قائمة المنظمة بالمُمرضات ذات الأولوية، منها ستة مضادات فقط صُنِّفت على أنها مبتكرة. وعلاوة على ذلك، تظل صعوبة الحصول على مضادات الميكروبات العالية الجودة مشكلة رئيسية. ويؤثر نقص إمدادات المضادات الحيوية على البلدان من جميع مستويات التنمية، ولا سيما في نظم الرعاية الصحية.
ويتواصل بشكل متزايد فقدان المضادات الحيوية لمفعولها في ظل انتشار مقاومة الأدوية على الصعيد العالمي، ممّا يسفر عن زيادة صعوبة علاج حالات العدوى والوفاة. وثمة حاجة ماسة إلى إيجاد مضادات جديدة للجراثيم - مثلاً لعلاج حالات العدوى البكتيرية السلبية الغرام المقاومة للكاربابينيم، على غرار ما هو محدد في قائمة المنظمة بالمُمرضات ذات الأولوية. ولكن إن لم يغير الناس طريقة استعمالهم للمضادات الحيوية الآن، فإن مصير هذه المضادات الحيوية الجديدة سيكون نفس مصير المضادات الحيوية الموجودة حالياً، وستفقد بالتالي مفعولها.
وتتكبّد الاقتصادات الوطنية ونظمها الصحية تكاليف باهظة بسبب مقاومة مضادات الميكروبات التي تؤثر على إنتاجية المرضى أو القائمين على رعايتهم بفعل إطالة مدة مكوث المرضى في المستشفيات وضرورة تزويدهم برعاية أعلى تكلفة وأكثر تركيزاً.
وسيزيد عدد من يفشل علاجهم أو يفارقون الحياة بسبب حالات العدوى ما لم تُوفّر أدوات فعالة للوقاية من حالات العدوى المقاومة للأدوية وعلاجها كما ينبغي، وما لم تُحسَّن إتاحة مضادات الميكروبات القائمة حالياً والجديدة بجودة مضمونة. كما أن الإجراءات الطبية، مثل العمليات الجراحية، بما فيها العمليات القيصرية أو استبدال مفصل الورك والعلاج الكيميائي للسرطان وزرع الأعضاء، ستصبح أكثر خطورة.
ما الذي يعجّل ظهور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها؟
تظهر مقاومة مضادات الميكروبات بصورة طبيعية بمرور الزمن عبر ما يطرأ من تغييرات جينية عادةً. وتوجد الكائنات المقاومة لمضادات الميكروبات في الإنسان والحيوان والغذاء والنبات والبيئة (في المياه والتربة والهواء)، وبإمكانها أن تنتقل من شخص إلى آخر أو من الإنسان إلى الحيوان، بما في ذلك عن طريق الأغذية الحيوانية المصدر. وتشمل الدوافع الرئيسية لظهور هذه المقاومة إساءة استعمال مضادات الميكروبات والإفراط في استعمالها؛ وعدم إتاحة المياه النظيفة وخدمات الإصحاح والنظافة الصحية لكل من الإنسان والحيوان؛ وضعف الوقاية من العدوى والأمراض ومكافحتها في مرافق الرعاية الصحية والمزارع؛ وضعف فرص الحصول على الأدوية واللقاحات ووسائل التشخيص العالية الجودة والمعقولة التكلفة؛ وانعدام الوعي والمعرفة؛ وعدم إنفاذ التشريعات.
الوضع الراهن
مقاومة البكتيريا للأدوية
لوحظ ارتفاع معدلات مقاومة حالات العدوى البكتيرية الشائعة، بما فيها حالات عدوى المسالك البولية والإنتان وحالات العدوى المنقولة جنسياً وبعض أشكال الإسهال، للمضادات الحيوية الكثيرة الاستعمال لعلاج حالات العدوى هذه في العالم بأسره، مما يشير إلى أنّ ما لدينا من مضادات حيوية فعالة آخذ في النفاد. وعلى سبيل المثال، تراوَح معدل مقاومة الإشريكية القولونية لمضاد السيبروفلوكساسين الحيوي الشائع الاستعمال لعلاج حالات عدوى المسالك البولية بين ما نسبته 8,4 و92,9٪، بينما تراوَح معدل مقاومة الكلبسيلة الرئوية له بين ما نسبته 4,1 و79,4٪ في البلدان التي تقدم تقارير إلى النظام العالمي لترصّد مقاومة مضادات الميكروبات واستعمالها.
والكلبسيلة الرئوية نوع شائع من البكتيريا المعوية القادرة على التسبّب في حالات عدوى تهدد الحياة، وقد انتشرت مقاومتها لعلاج (بمضادات الكاربابينيم الحيوية) الملاذ الأخير في جميع أقاليم العالم. وتعد الكلبسيلة الرئوية من أهم أسباب حالات العدوى المكتسبة من المستشفيات، مثل الالتهاب الرئوي وحالات عدوى مجرى الدم وحالات العدوى التي تصيب المواليد والمرضى الماكثين في وحدات العناية المركزة. وفي بعض البلدان، لا يُجدي استعمال مضادات الكاربابينيم الحيوية نفعاً في علاج أكثر من نصف المرضى من حالات العدوى الناجمة عن الكلبسيلة الرئوية بسبب مقاومتها للمضادات الحيوية.
وتنتشر على نطاق واسع مقاومة الإشريكية القولونية لمضادات الفلوروكينولون الحيوية التي تُستعمل لعلاج حالات عدوى المسالك البولية.
وهناك بلدان في مناطق كثيرة من العالم أصبح فيها هذا العلاج عديم الجدوى بين أكثر من نصف المرضى.
والكوليستين هو الملاذ الأخير الوحيد لعلاج حالات العدوى المهددة للحياة الناجمة عن مقاومة البكتيريا المعوية بأنواعها للكاربابينيم (أي الإشريكية القولونية، والكلبسيلة، وما إلى ذلك). وكُشف أيضاً عن بكتيريا مقاوِمة للكوليستين في العديد من البلدان والأقاليم، مما أسفر عن ظهور حالات عدوى لا توجد مضادات حيوية فعالة لعلاجها في الوقت الحاضر.
وتشكل بكتيريا المكورات العنقودية الذهبية جزءاً من نبيت جلدنا، وهي أيضاً من الأسباب الشائعة للإصابة بالعدوى في صفوف المجتمعات المحلية ومرافق الرعاية الصحية على حد سواء. ومن المرجح أن يتعرّض المصابون بحالات العدوى ببكتيريا المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين للوفاة أكثر من المصابين بحالات العدوى الحساسة للأدوية بنسبة 64%.
وأُدرج في عام 2019 مؤشر جديد عن مقاومة مضادات الميكروبات في إطار رصد أهداف التنمية المستدامة، وهو مؤشر يرصد مدى تواتر حالات عدوى مجرى الدم الناجمة عن الممرضيْن التاليين المقاوميْن لأدوية محددة: المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين؛ والإشريكية القولونية المقاومة للجيل الثالث من السيفالوسبورين. وقُدمت في عام 2019 إلى النظام العالمي لترصد مقاومة مضادات الميكروبات واستعمالها بيانات من 25 بلداً وأرضاً ومنطقة عن حالات عدوى مجرى الدم الناجمة عن المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين، كما قُدمت إليه بيانات من 49 بلداً عن حالات عدوى مجرى الدم الناجمة عن الإشريكية القولونية. ومع أن البيانات لا تعدّ تمثيلية على المستوى الوطني بعدُ، فإن المعدل المُلاحظ في المتوسط لمقاومة المكورات العنقودية الذهبية للميثيسيلين بلغ 12,11% (المدى بين الرُبعي 6,4-26,4)، ومعدله بالنسبة إلى الإشريكية القولونية المقاومة للجيل الثالث من السيفالوسبورين بلغ 36,0% (المدى بين الرُبعي 15,2-63,0).
وبات التدبير العلاجي لداء السَيَلان ومكافحته معرضاً للخطر بفعل انتشار مقاومة النيسرية البُنّية بسلالاتها المتبانية للغاية للأدوية على نطاق واسع. وسرعان ما ظهرت مقاومة السلفوناميدات والبنسلين والتتراسيكلين والماكرولايدات والفلوروكينولونات والجيل الأول من السيفالوسبورين. ويمثل حالياً حقن السيفالوسبورين والسيفترياكسون الواسع الطيف العلاج التجريبي المتبقي الوحيد لداء السيلان في معظم البلدان.
مقاومة المتفطرة السلية للأدوية
تهدد سلالات المتفطرة السلية المقاومة للمضادات الحيوية التقدم المحرز في احتواء وباء السل العالمي. وتشير تقديرات المنظمة إلى أنه حُدِّد في عام 2018 نصف مليون حالة جديدة تقريباً للإصابة بالسل المقاوم للريفامبيسين في العالم، ومعظمها من حالات السل المقاوم للأدوية المتعددة، وهو واحد من أشكال السل المقاوم لأقوى دواءين مضادين للسل. ولم يُكشف ويُبلّغ في عام 2018 إلا عن ثلث المصابين بالسل المقاوم للأدوية المتعددة/ المقاوم للريفامبيسين، ممّن يقترب عددهم من نصف مليون مصاب. ويلزم لعلاج السل المقاوم للأدوية المتعددة اتباع مقررات علاجية أطول أمداً وأقل فعالية وأكثر تكلفة من تلك اللازمة لعلاج نظيره غير المقاوم للأدوية، علماً بأن نسبة من يتكلل شفاؤهم بالنجاح من المعالجين من السل المقاوم للأدوية المتعددة/ المقاوم للريفامبيسين تقل عن 60%.
وأشارت التقديرات في عام 2018 إلى أن نسبة 3,4% من حالات السل الجديدة و18% من الحالات المعالجة سابقاً شهدت إصابتها بالسل المقاوم للأدوية المتعددة/ المقاوم للريفامبيسين، وأن ثمة خطراً كبيراً يشكله ظهور مقاومة السل للأدوية الجديدة التي تمثل الملاذ الأخير لعلاج السل المقاوم للأدوية.
مقاومة الفيروسات للأدوية
تثير مقاومة الأدوية المضادة للفيروسات انشغالاً متزايداً لدى جماعات المرضى المنقوصي المناعة في الحالات التي يؤدي فيها استمرار تناسخ الفيروس وأخذ الأدوية لفترة طويلة إلى انتقاء السلالات المقاوِمة. وقد تطورت مقاومة الفيروسات لمعظم الأدوية المضادة لها، بما فيها تلك المضادة للفيروسات القهقرية.
وتتعرض جميع الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية، بما فيها أصنافها الجديدة، لخطر فقدان مفعولها جزئياً أو كلياً بسبب ظهور مقاومة فيروس العوز المناعي البشري للأدوية. ويمكن أن يُصاب الحاصلون على العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية بفيروس العوز المناعي البشري المقاوم للأدوية، كما يمكن أن يُصابوا بعدوى هذا الفيروس المقاوم فعلاً للأدوية. وتجاوزت مستويات العلاج المسبق لهذا الفيروس المقاوم للأدوية بالمثبطات المنتسخة العكسية اللانوكليوزيدية فيما بين البالغين ممّن يستهلون العلاج بالخط الأول نسبة 10% في معظم البلدان الخاضعة للرصد في كل من أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، علماً بأن معدلات انتشاره فيما بين الرضع مرتفعة بشكل يثير الذعر. ويوجد في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى نسبة تزيد على 50% من الرضع الذين تُشخص حديثاً حالة إصابتهم بفيروس العوز المناعي البشري المقاوم للمثبطات المنتسخة العكسية اللانوكليوزيدية. واسترشاداً بهذه النتائج، فإن المبادئ التوجيهية الصادرة حديثاً عن المنظمة بشأن الأدوية المضادة للفيروسات توصي الآن باعتماد دواء جديد اسمه الدولوتيغرافير بوصفه العلاج المفضل من الخط الأول لعلاج البالغين والأطفال. ولعل استعمال هذا الدواء من الأمور الملحّة بوجه خاص تجنباً للآثار السلبية المترتبة على مقاومة الفيروس للمثبطات المنتسخة العكسية اللانوكليوزيدية.
ويخلّف ارتفاع مستويات المقاومة آثاراً اقتصادية كبيرة لأن المقررات العلاجية من الخطين الثاني والثالث أغلى بكثير من أدوية الخط الأول. ويتولى برنامج المنظمة المعني بمكافحة مقاومة فيروس العوز المناعي البشري للأدوية رصد انتقال المقاومة وظهورها في الأدوية القديمة والجديدة المستعملة في أرجاء العالم كافة لعلاج الفيروس.
مقاومة طفيليات الملاريا للأدوية
يشكل ظهور مقاومة الطفيليات للأدوية واحداً من المخاطر الكبرى المحدقة بمكافحة الملاريا ويزيد معدلات المراضة والوفيات الناجمة عنها. ويُوصى بالعلاجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين بوصفها علاجاً من الخط الأول للحالات غير المعقدة من ملاريا المتصورة المنجلية، والتي تستعملها معظم البلدان الموطونة بالملاريا. وهذه العلاجات هي عبارة عن توليفة من مكونات مادة الآرتيميسينين وأدوية مثيلة. وتأكَّد في إقليمي غرب المحيط الهادئ وجنوب شرق آسيا التابعين للمنظمة وجود مقاومة جزئية للآرتيميسينين ومقاومة لعدد من الأدوية المثيلة للعلاجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين في كل من كمبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية وميانمار وتايلند وفييت نام، وذلك بواسطة دراسات أجريت في الفترة الواقعة بين عامي 2001 و2019، ممّا يصعّب اختيار العلاج الصحيح ويستلزم إجراء رصد وثيق.
أما في إقليم شرق المتوسط التابع للمنظمة، فقد أسفرت مقاومة المتصورة المنجلية للسلفادوكسين-البيريميثامين عن حالات إخفاق في العلاج بتوليفة الأرتيسونيت-السلفادوكسين-البيريميثامين في بعض البلدان، مما استلزم اللجوء إلى خيار آخر من العلاجات التوليفية القائمة على مادة الآرتيميسينين.
ونُشرت في أفريقيا مؤخراً بيّنات تثبت ظهور طفرات ناجمة عن مقاومة جزئية لهذه المادة في رواندا. وما زالت العلاجات التوليفية المُجربة القائمة على مادة الآرتيميسينين فعالة للغاية حتى الآن، بيد أن مواصلة انتشار مقاومة الملاريا لهذه المادة والأدوية المثيلة للعلاجات التوليفية القائمة عليها قد تشكل تحدياً كبيراً للصحة العامة وتعرّض المكاسب الكبيرة المحققة في مجال مكافحة الملاريا للخطر.
مقاومة الفطريات للأدوية
ما زال انتشار حالات العدوى بالفطريات المقاومة للأدوية آخذ في الازدياد، مما يصعّب الوضع العلاجي المتأزم بالفعل. وتُواجَه حالياً مشاكل عديدة في إمكانية علاج الكثير من حالات العدوى بالفطريات، مثل السمية التي يتعرض لها تحديداً المرضى المصابون بحالات عدوى أساسية أخرى (مثل فيروس العوز المناعي البشري). وتنتشر فعلاً على نطاق واسع فطريات المبيضة البيضاء المقاومة للأدوية، وهي واحدة من أكثر حالات العدوى بالفطريات الغزوية شيوعاً والتي يتزايد الإبلاغ عن مقاومتها للفلوكونازول والأمفهوتيريسين B والفوريكونازول، فضلاً عن ظهور مقاومة الكاسبوفونغين.
ويؤدي ذلك إلى زيادة صعوبة علاج حالات العدوى بالفطريات وفشل علاجها وإطالة مدة المكوث في المستشفى وزيادة تكاليف خيارات العلاج بمعدلات كبيرة. وتعكف المنظمة على إجراء استعراض شامل لحالات العدوى بالفطريات في العالم، وستنشر قائمة بأسماء الممرضات الفطرية المهمة بالنسبة إلى الصحة العامة جنباً إلى جنب مع تحليل لما يجري إعداده على قدم وساق من أدوية مضادة للفطريات.
ضرورة تنسيق الإجراءات
إن مقاومة مضادات الميكروبات مشكلة معقدة تتطلب اتباع نهج موحد ومتعدد القطاعات في حلها. ويجمع نهج الصحة الواحدة بين العديد من القطاعات والجهات صاحبة المصلحة العاملة في مجال صون صحة البشر والحيوانات والنباتات البرية والمائية وإنتاج الأغذية والأعلاف والبيئة من أجل التواصل والعمل معاً في ميدان صياغة البرامج والسياسات والتشريعات والبحوث وتنفيذها بما يحقق حصائل أفضل في مجال الصحة العامة.
ويلزم تعزيز جوانب الابتكار وزيادة الاستثمارات في إجراء البحوث العملية والاضطلاع بأنشطة البحث والتطوير فيما يتعلق باستحداث أدوية ولقاحات ووسائل تشخيص مضادة للميكروبات، وخصوصاً تلك التي تستهدف مكافحة العدوى البكتيرية الخطيرة السلبية الغرام، مثل أنواع البكتيريا المعوية والراكدة البومانية المقاومة للكاربابينيم. وقد يؤدي إطلاق الصندوق الاستئماني المتعدد الشركاء لمقاومة مضادات الميكروبات والشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية وصندوق العمل من أجل مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات وغيرها من الصناديق والمبادرات إلى سدّ فجوة كبيرة في التمويل. وتواصل حكومات متعددة تجريب نماذج سداد في هذا المضمار، بما فيها السويد وألمانيا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ويلزم تقديم المزيد من المبادرات لإيجاد حلول دائمة.
خطة العمل العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات
التزمت البلدان على الصعيد العالمي بالإطار المحدد في خطة العمل العالمية لعام 2015 بشأن مقاومة مضادات الميكروبات1 أثناء انعقاد جمعية الصحة العالمية في عام 2015، وبوضع خطط عمل وطنية متعددة القطاعات وتنفيذها. وأقرّت الخطة لاحقاً الأجهزة الرئاسية لكل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان. وضماناً لإحراز تقدم عالمي مستدام، يلزم أن تكفل البلدان تقدير تكاليف خطط العمل الوطنية وتنفيذها في جميع القطاعات. وقبل إقرار خطة العمل العالمية في عام 2015، شملت الجهود العالمية الرامية إلى احتواء مقاومة مضادات الميكروبات الاستراتيجية العالمية لمنظمة الصحة العالمية لاحتواء مقاومة مضادات الميكروبات الموضوعة في عام 2001 والتي تبين إطاراً للتدخلات اللازم تنفيذها لإبطاء عجلة ظهور تلك المقاومة والحد من انتشارها.
الأمانة الثلاثية المشتركة بشأن مقاومة مضادات الميكروبات
أكد الإعلان السياسي الصادر في اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات الذي التزم به رؤساء الدول في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في أيلول/ سبتمبر 2016، تركيزه الشديد على اتباع نهج واسع ومنسق تشارك فيه جميع القطاعات، بما فيها قطاعات كل من صحة الإنسان والحيوان والنبات والبيئة. وتعمل المنظمة عن كثب مع منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان في إطار نهج "الصحة الواحدة" من أجل تعزيز اتباع أفضل الممارسات الرامية إلى خفض مستويات مقاومة مضادات الميكروبات وإبطاء وتيرة تطورها.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى عقد اجتماع لفريق التنسيق المشترك بين الوكالات المعني بمقاومة مضادات الميكروبات (فريق التنسيق) في أعقاب انعقاد اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في عام 2016. وقد جمع فريق التنسيق هذا بين شركاء من مختلف أنحاء الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والأفراد من ذوي الخبرة في مجال صحة كل من الإنسان والحيوان والنبات، فضلاً عن قطاعات كل من الأغذية والأعلاف الحيوانية والتجارة والتنمية والبيئة، من أجل صياغة خطة لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. وقدم فريق التنسيق تقريره المعنون "لا وقت للانتظار: تأمين المستقبل من حالات العدوى المقاوِمة للأدوية" إلى الأمين العام للأمم المتحدة في نيسان/ أبريل 2019، ويجري حالياً تنفيذ التوصيات الواردة فيه.
وأُنشئت أمانة مشتركة ثلاثية (بين منظمة الأغذية والزراعة والمنظمة العالمية لصحة الحيوان والمنظمة) تستضيفها المنظمة من أجل تشجيع أصحاب المصلحة المتعددين على المشاركة في مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات. وتشمل هياكل الحوكمة الرئيسية المتفق عليها كلا من مجموعة القيادة العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات وفقاً لنهج الصحة الواحدة والتي باشرت عملها في تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وفريق الخبراء المستقل المعني بالبيّنات المتعلقة بجهود مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات ومنصة الشراكة المتعددة الأطراف لمكافحة مقاومة مضادات الميكروبات، واللذين يجري العمل حالياً على إنشائهما.
الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات
كان الأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات يُسمى في السابق بالأسبوع العالمي للتوعية بالمضادات الحيوية. ومنذ عام 2020، أصبح يسمى بالأسبوع العالمي للتوعية بمضادات الميكروبات، تجسيداً للنطاق الموسع لهذا الأسبوع الذي يشمل جميع مضادات الميكروبات، بما فيها المضادات الحيوية ومضادات الفطريات ومضادات الطفيليات ومضادات الفيروسات. وهذا الأسبوع الذي يُقام سنوياً منذ عام 2015 هو حملة عالمية ترمي إلى إذكاء الوعي بمقاومة مضادات الميكروبات في كل أرجاء العالم وتشجيع الجمهور العام والعاملين الصحيين وراسمي السياسات على اتباع أفضل الممارسات لإبطاء وتيرة تطور حالات العدوى المقاوِمة للأدوية وانتشارها. وقررت اللجنة التنفيذية الثلاثية تحديد موعد إحياء هذا الأسبوع بالفترة من يوم 18 إلى يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر. وكان الشعار العام للأسبوع خلال السنوات الخمس الماضية هو "المضادات الحيوية: تعامَل معها بحرص"، وقد غُيّر في عام 2020 ليصبح "تعامًل بحرص مع مضادات الميكروبات".
النظام العالمي لترصّد مقاومة مضادات الميكروبات واستعمالها
أطلقت المنظمة في عام 2015 النظام العالمي لترصّد مقاومة مضادات الميكروبات واستعمالها (النظام العالمي) بغرض مواصلة سد الثغرات المعرفية وإثراء الاستراتيجيات المنتهجة على جميع المستويات. وقد صُمِّم النظام العالمي ليدمج تدريجياً البيانات المستمدة من ترصّد مقاومة مضادات الميكروبات لدى الإنسان وترصّد استعمال الأدوية المضادة للميكروبات ومقاومة مضادات الميكروبات في السلسلة الغذائية وفي البيئة. ويزوّد النظام العالمي البلدان والأراضي والمناطق بنهج موحد تتبعه في جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها وتبادلها، ويتولى رصد حالة نظم الترصد الوطنية القائمة والجديدة بالتركيز على الطابع التمثيلي لعملية جمع البيانات وجودتها. وقد أنشأت بعض الأقاليم التابعة للمنظمة شبكات ترصُّد تزوّد البلدان بالدعم التقني وتسهّل انضمامها إلى النظام العالمي.
تحديد الأولويات من أنشطة البحث والتطوير العالمية في مجال مقاومة مضادات الميكروبات
أعدت المنظمة في عام 2017 قائمة المُمْرضات ذات الأولوية لغرض توجيه أنشطة البحث والتطوير فيما يخص استحداث مضادات الميكروبات ووسائل التشخيص واللقاحات، وستُحدث هذه القائمة في عام 2022. وتستعرض المنظمة سنوياً حالة تطوير مضادات الميكروبات في المرحلة قبل السريرية والسريرية من أجل الاطلاع على مدى تقدم عملية تطويرها على أساس قائمة المنظمة للمُمْرضات ذات الأولوية. ولا تزال هناك فجوة خطيرة في أنشطة البحث والتطوير، وخصوصاً فيما يتعلق بمضادات الميكروبات التي
تستهدف البكتيريا السلبية الغرام المقاومة للكاربابينيم.
الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية
الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية (الشراكة العالمية) هي شراكة عالمية غير ربحية تهدف إلى استحداث علاجات لحالات العدوى المقاوِمة للأدوية التي تشكل أكبر خطر على الصحة. وتعمل الشراكة العالمية عبر مختلف القطاعات على ضمان إتاحة العلاجات بشكل منصف وتعزيز استعمالها على نحو مسؤول.
الصحة العالمية