• ×
admin

خيار الولادة القيصرية: أسبابه و تداعياته

خيار الولادة القيصرية: أسبابه و تداعياته


د. سعد الدين قناوي

كلما زاد التطور و ظهر الجديد في علم أمراض النساء و التوليد تم ظهور أسباب جديدة تدعو لإجراء القيصرية ،و ذلك بتطور الوسائل التي قد تكتشف مشاكل و مضاعفات أثناء الحمل مثل أشعة الموجات فوق الصوتية و الدوبلر و الكثير من الفحوصات و التحاليل إذ يظل عامل حرص الطبيب على سلامة الأم الحامل وسلامة جنينها و تيسير جريان عملية الولادة أهم ما يدعو الطبيب إلى اقتراح الولادة بطريقة غير طبيعية، إما مسبقا أو أثناء عملية الولادة.
ثم تفرعت حالات يمكن للمرأة أن تختار اللجوء إلى العملية القيصرية كوسيلة بديلة عن معاناتها من الولادة المهبلية. و يلعب عامل ارتفاع درجة أمان الولادة بطريقة جراحية أهم دور في حماس الأم الحامل و طرحها على الطبيب رغبتها إتمام الولادة بطريقة غير طبيعية. و مع ارتفاع معدلات إجراء هذه العملية و تزايد رغبات الحوامل فيها، إلى حد بلغت نسبتهن أكثر من 30% في بعض المجتمعات، مثل الولايات المتحدة، تناقضت الآراء حول مدى صحة الأمر و مدى تبعاته على الولادات التالية. وبسؤال د. سعد الدين قناوي ( أمراض النساء والتوليد مراكز د. سمير عباس الطبية) عن خيار الولادة القيصرية وهل هو خيار آمن؟ أجاب ،إنه ومما لا أدنى شك فيه أن ثمة حالات تبدو العملية القيصرية فيها الحل الوحيد الآمن لإتمام الولادة بسلام، و للحفاظ على سلامة كل من الأم و الجنين، و ذلك مثل أن تكون المشيمة ملتصقة بجدار الرحم في مكان منخفض جدا، لدرجة أنها قد تغطي عنق الرحم وهو المخرج الطبيعي للجنين حال الولادة عبر المهبل، أي أنها تغطي أو تقترب جدا من عنق الرحم. و هنا تدل الفحوصات التي تجرى على الأم الحامل، و خاصة فحص الأشعة الصوتية، في مراحل متتابعة طوال فترة الحمل على حال المشيمة و مكان التصاقها. و هو ما يفرض على الطبيب إخبار الأم مسبقا بالأمر و طرح وسيلة العملية القيصرية كحل لتفادي المضاعفات الخطيرة لخروج الجنين و إتلافه للمشيمة و حصول النزيف الذي قد يكون قاتلا للمرأة. و هي عملية قد تجرى قبل أسبوع أو أسبوعين من موعد ولادة الطفل بشكل طبيعي. و كذلك تجرى العملية حينما يجد الطبيب أن ثمة ما يهدد سلامة الجنين، مثل نقص شديد في تزويده بالأكسجين أو حصول نزيف مهبلي مع عدم وجود أي بوادر على بدء الولادة الطبيعية، أو أن الحبل السري خرج و لما يبدأ الطفل بالخروج، أو حصول إجهاد تام للأم ما يجعل من المتعذر قدرتها على الولادة بطريقة طبيعية.
و هناك من الحالات ما يكون فيها من الأكثر أمانا للأم و الجنين، إجراء العملية القيصرية، مثل أن يكون رأس الطفل متجها إلى أعلى، أو أن يكون لدى الأم ارتفاع شديد في ضغط الدم، أو أن يكون الجنين صغيرا أو ضعيفا للقيام بالخروج خلال ممر الولادة الطبيعية.
و تظل حالات وجود التهابات فيروسية لدى الأم في الكبد، مثل فيروسات «سي» الوبائية لإلتهابات الكبد، داعيا لإجراء الولادة عبر الفتح الجراحي للبطن تفاديا لتعريض الجنين لتلك الميكروبات أو انتقال العدوى إليه عبر الدم النازف من الولادة.
و يترك الأمر للتشاور بين الأم و الطبيب حينما يكون قد سبق للحامل الولادة بطريقة قيصرية، أو أنها قلقة جدا من الولادة الطبيعية.
و مع كل ما تقدم من أسباب طبية بحته، إلا أن الرغبة لأسباب شخصية في الولادة بالطريقة القيصرية، تحتل المركز الأول في دواعي إجرائها اليوم في المجتمعات الغربية.
مراحل الولادة القيصرية
و تجرى الولادة القيصرية إما بالتخدير الكلي العام للجسم، أو بالتخدير النصفي عبر إبرة الظهر. و تتم من خلال فتح جراحي بعرض أسفل البطن، يتبع فيه الطبيب الثنيات الطبيعية للجلد كي لا تترك، ما أمكن، العملية ندبة جراحية مشوهة لجلد بطن المرأة. و لذا فإن الشق الجراحي البالغ تقريبا 20 سم عند العملية يصبح أقل من 10 سم بعد عودة البطن لسابق عهدها خلال بضعة أشهر.
و لا يستغرق الأمر لتوليد الطفل بعد فتح جلد البطن و فتح الرحم في أسفله إلا بضع دقائق لإخراج الطفل سليما إلى الدنيا. ثم يتم استخراج المشيمة و البدء بقفل الرحم و طبقات جلد البطن. و تستغرق كل العملية في الغالب، و حال عد حصول أي مضاعفات، أقل من نصف ساعة.
و يتطلب الأمر بعد العملية متابعة الأم للخروج من تأثير التخدير، و البدء في التحكم بالألم عبر؛ إما الإبر أو الحبوب، أو عبر حقن مقنن لمادة مخدرة تتحكم الأم في حقنها من خلال الضغط على جهاز صغير لهذه الغاية. و تستطيع غالبية الأمهات مغادرة المستشفى بعد حوالي خمسة أيام أو أقل أو أكثر.
و يتم الاهتمام بمنع حصول أي مضاعفات مثل إلتهاب الجرح أو مناطق أخرى من الجسم، أو جلطات في الأوردة، و أي صعوبات في إرضاع الطفل.
أما عن الولادات اللاحقة: فيقول د. سعد الدين قناوي: إنه ونظرا لأن الفتح الجراحي في السابق للرحم كان طولياً، وليس عرضياً كما هو الحال اليوم، فإن المخاطر كانت عالية لحصول تهتك و تمزق في الرحم جراء محاولة الولادة بالطريقة الطبيعية في الحمل التالي إلا أن الاحتمالات متدنية جدا اليوم مع الطريقة العرضية لفتح الرحم. و هو ما يجعل كثيرا من أطباء التوليد يرون أن بإمكان الحامل الولادة بطريقة طبيعية حتى لو تمت لها ولادة قيصرية سابقة مع وجود الكثير من الاحتياطات أثناء الولادة يحددها الطبيب.
و مع هذه الإمكانية المتفق عليها، لا يزال الأمر محل خلاف و جدل بين الأطباء. و كثير من الهيئات الطبية تنصح بإتباع إرشادات الطبيب المتابع لحالة الحمل حول الولادة بالقيصرية أو الطبيعية في مثل تلك الحالات التالية لعملية قيصرية سابقة.

المصدر: صحيفة اليوم
بواسطة : admin
 0  0  2721