«السباحة».. استثمار اقتصادي صحي
«السباحة».. استثمار اقتصادي صحي
محمد الحيدر
ما أعظم الاستثمار في الحياة، وحماية الآلاف من الغرق، دعوة أطلقتها وكالة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بأن الاستثمار بداية من مرحلة الحضانة وما قبل المدرسة للأطفال، يمكنه حماية ملايين الأرواح، والأكثر من ذلك الجدوى الاقتصادية لتلك المشاريع الواعدة، حيث تؤكد دراسات اقتصادية بأن كل دولار يستثمر في هذا النشاط يمكن أن يحقق ما يصل إلى تسعة أضعاف قيمته الأصلية، وتلك دعوة نوجهها لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بأن يتم إدراج نشاط السباحة الاستثماري على أولوية المشروعات الرائدة لرواد الأعمال، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بالتعاون مع وزارة الرياضة؛ لخلق جيل جديد من الأبطال الأولمبيين في السباحة وفنونها، ليصبح هذا المشروع مشروعاً وطنياً، للحماية من الغرق في البحار والمسطحات المائية، وحمامات السباحة وغيرها، إضافة، لتشغيل آلاف الشباب والشابات أيضاً في مهنة الإنقاذ على الشواطئ في المملكة، والبلد منفتحة على أنشطة سياحية ترفيهية كبيرة.
وفي هذا الإطار يطلق الدكتور أحمد الرميان استشاري المخ والأعصاب لدى الأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، مبادرة تهدف إلى توفير الرعاية النهارية للأطفال في سن ما قبل المدرسة، وتدريبهم على مهارات السباحة الأساسية، من خلال دورات للأطفال في سن المدرسة لتعليمهم هذه المهارات ومنحهم شهادات تثبت تمكنهم من السباحة بعد إكمالهم للدورة بنجاح، واتفق معه في أن مثل تلك المشاريع تساهم في تقليل التكاليف الاقتصادية المتعلقة بالرعاية الصحية الناتجة عن حوادث الغرق، وتجنب المعاناة النفسية والشعور بالذنب الذي قد يشعر به ذوو الأطفال وأهاليهم بسبب تلك الحوادث.
ويقترح أيضاً، أن تتبنى المشروع "جمعية مجتمعية" مرخصة بالتعاون مع أحد الأندية أو مراكز اللياقة البدنية، مقابل مبالغ رمزية، وكذلك الشركات والمؤسسات الكبرى، انطلاقًا من التزامها بالخدمة والمسؤولية الاجتماعية، في دعم هذا المشروع تطوعًا؛ لتحقيق فوائد ملموسة تعود بالنفع على المجتمع بأسره.
وإذا عدنا لمفهوم الاستثمار في الصحة، فيمكن لهذا النوع أن يحول دون وقوع خسائر اقتصادية محتملة تزيد على 400 مليار دولار في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يكون العبء مرتفعاً، كما يمكن أن يوفر فوائد تراكمية تبلغ قيمتها نحو 9 دولارات لكل دولار يتم استثماره، إضافة للفائدة الإنسانية المتمثلة في تحسين الصحة وحماية الأهل من فقدان ذويهم غرقاً، فالإحصاءات مخيفة، حيث يموت قرابة ربع مليون إنسان سنوياً، والمؤلم حقاً أن الشريحة العمرية من سنة إلى تسع سنوات هي الأعلى في معدلات الغرق، إننا في حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات إنسانية اقتصادية رياضية لحماية الأجيال القادمة، ورعاية أبطال المستقبل، فقد اتخذت الأمم المتحدة إجراءات دعت إليها 194 دولة للعمل بها، لدعم هذا الاستثمار، الذي يحقق – بحلول عام 2050 – زيادة في إنقاذ 775 ألف طفل، ونجاة مليون حالة غرق غير مميتة للأطفال، ومنع الإصابات الخطيرة.
إن السباحة تعد تدريباً كاملًا للجسم، لمساعدتها في تحسين صحة القلب والرئتين والأوعية الدموية، وتزيد من تدفّق الدم إلى المخّ، وقوة المفاصل والعضلات، ويمكن أن تكون بديلًا رائعًا للأشخاص الذين يُعانون من هشاشة العظام، لمختلف الفئات العمرية، وتؤكد الدراسات العالمية أن ممارسي السباحة أقلّ عرضة لخطر الموت بنسبة النصف من الأشخاص الذين لا يسبحون، ومن ثم تُعد رياضة منقذة للحياة، إضافة لكونها وسيلة للعلاج النفسي والقلق والتوتر والاكتئاب، وتحسين المزاج، والصحة العقلية، كما تعد حلاً مثالياً لكبار السن صحياً وبدنياً ونفسياً، وتأثيرها الإيجابي على صحة العظام للنساء بعد انقطاع الطمث، وأفضل الحلول لحرق المزيد من السعرات الحرارية أو فقدان الوزن، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.
الرياض
محمد الحيدر
ما أعظم الاستثمار في الحياة، وحماية الآلاف من الغرق، دعوة أطلقتها وكالة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، بأن الاستثمار بداية من مرحلة الحضانة وما قبل المدرسة للأطفال، يمكنه حماية ملايين الأرواح، والأكثر من ذلك الجدوى الاقتصادية لتلك المشاريع الواعدة، حيث تؤكد دراسات اقتصادية بأن كل دولار يستثمر في هذا النشاط يمكن أن يحقق ما يصل إلى تسعة أضعاف قيمته الأصلية، وتلك دعوة نوجهها لوزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بأن يتم إدراج نشاط السباحة الاستثماري على أولوية المشروعات الرائدة لرواد الأعمال، والمنشآت الصغيرة والمتوسطة، بالتعاون مع وزارة الرياضة؛ لخلق جيل جديد من الأبطال الأولمبيين في السباحة وفنونها، ليصبح هذا المشروع مشروعاً وطنياً، للحماية من الغرق في البحار والمسطحات المائية، وحمامات السباحة وغيرها، إضافة، لتشغيل آلاف الشباب والشابات أيضاً في مهنة الإنقاذ على الشواطئ في المملكة، والبلد منفتحة على أنشطة سياحية ترفيهية كبيرة.
وفي هذا الإطار يطلق الدكتور أحمد الرميان استشاري المخ والأعصاب لدى الأطفال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، مبادرة تهدف إلى توفير الرعاية النهارية للأطفال في سن ما قبل المدرسة، وتدريبهم على مهارات السباحة الأساسية، من خلال دورات للأطفال في سن المدرسة لتعليمهم هذه المهارات ومنحهم شهادات تثبت تمكنهم من السباحة بعد إكمالهم للدورة بنجاح، واتفق معه في أن مثل تلك المشاريع تساهم في تقليل التكاليف الاقتصادية المتعلقة بالرعاية الصحية الناتجة عن حوادث الغرق، وتجنب المعاناة النفسية والشعور بالذنب الذي قد يشعر به ذوو الأطفال وأهاليهم بسبب تلك الحوادث.
ويقترح أيضاً، أن تتبنى المشروع "جمعية مجتمعية" مرخصة بالتعاون مع أحد الأندية أو مراكز اللياقة البدنية، مقابل مبالغ رمزية، وكذلك الشركات والمؤسسات الكبرى، انطلاقًا من التزامها بالخدمة والمسؤولية الاجتماعية، في دعم هذا المشروع تطوعًا؛ لتحقيق فوائد ملموسة تعود بالنفع على المجتمع بأسره.
وإذا عدنا لمفهوم الاستثمار في الصحة، فيمكن لهذا النوع أن يحول دون وقوع خسائر اقتصادية محتملة تزيد على 400 مليار دولار في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، حيث يكون العبء مرتفعاً، كما يمكن أن يوفر فوائد تراكمية تبلغ قيمتها نحو 9 دولارات لكل دولار يتم استثماره، إضافة للفائدة الإنسانية المتمثلة في تحسين الصحة وحماية الأهل من فقدان ذويهم غرقاً، فالإحصاءات مخيفة، حيث يموت قرابة ربع مليون إنسان سنوياً، والمؤلم حقاً أن الشريحة العمرية من سنة إلى تسع سنوات هي الأعلى في معدلات الغرق، إننا في حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات إنسانية اقتصادية رياضية لحماية الأجيال القادمة، ورعاية أبطال المستقبل، فقد اتخذت الأمم المتحدة إجراءات دعت إليها 194 دولة للعمل بها، لدعم هذا الاستثمار، الذي يحقق – بحلول عام 2050 – زيادة في إنقاذ 775 ألف طفل، ونجاة مليون حالة غرق غير مميتة للأطفال، ومنع الإصابات الخطيرة.
إن السباحة تعد تدريباً كاملًا للجسم، لمساعدتها في تحسين صحة القلب والرئتين والأوعية الدموية، وتزيد من تدفّق الدم إلى المخّ، وقوة المفاصل والعضلات، ويمكن أن تكون بديلًا رائعًا للأشخاص الذين يُعانون من هشاشة العظام، لمختلف الفئات العمرية، وتؤكد الدراسات العالمية أن ممارسي السباحة أقلّ عرضة لخطر الموت بنسبة النصف من الأشخاص الذين لا يسبحون، ومن ثم تُعد رياضة منقذة للحياة، إضافة لكونها وسيلة للعلاج النفسي والقلق والتوتر والاكتئاب، وتحسين المزاج، والصحة العقلية، كما تعد حلاً مثالياً لكبار السن صحياً وبدنياً ونفسياً، وتأثيرها الإيجابي على صحة العظام للنساء بعد انقطاع الطمث، وأفضل الحلول لحرق المزيد من السعرات الحرارية أو فقدان الوزن، وتقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.
الرياض