شمسُ أُمِّ كلثوم في الطَّائف..!!
شمسُ أُمِّ كلثوم في الطَّائف..!!
م . طلال القشقري
من أجمل أغاني المطربة الرَّاحلة أُمِّ كلثوم، أغنية (شمس الأصيل)، التي كتب كلماتها الشَّاعر بيرم التونسي، ولحَّنها الموسيقار رياض السنباطي -رحمهم الله أجمعين-.
وغُنِّيَت في خمسينيَّات القرن الماضي، وهناك من الأحياء مَن يهوى سماعها في وقتنا الحالي، وقِيل -آنذاك- إنَّها دخلت بيت كلِّ مواطن عربي لديه إحساس بالجمال والحبِّ، ومشاعر بالذوق والعشق.
وبعيدًا عن الأغنية، فإنَّ شمس الأصيل، هي شمس ما قبل الغروب، حيث تقلُّ درجة حرارة أشعَّتها، فيستمتع النَّاس بالتعرُّض لها قبل أنْ تستأذن ربَّها وتختفي خلف الأفق البعيد.
وقد أكثر الشعراء العرب في قديم وحديث الزَّمان في وصف جمال شمس الأصيل، وأبدع ابن الرومي في وصفها، إذ قال:
وقدْ غَابتْ شمسُ الأَصيلِ ونَثَرتْ
علَى الأُفقِ الغَربيِّ وَرْدًا مُبدَّدًا
ولو كانت أُمُّ كلثوم، والتونسي، والسنباطي أحياءً، وزاروا الطَّائف هذه الأيام من شهر نوفمبر، وقُبيْل حلول الشتاء، لأهدونا أغنيةً رائعةً أُخْرى عن شمس الطَّائف، ليس بالضرورة في وقت الأصيل، بل في أيِّ وقتٍ طيلة اليوم، كوقت الضُّحى، أو وقت الظَّهيرة، أو وقت العصريَّة، وليس هناك شمس أجمل من شمس الطَّائف هذه الأيام، إذ يتزاوج دفءُ أشعَّتها مع برودة الجوِّ، وينتج عن زواجهما العصيِّ على الطَّلاق شعورٌ مُدهِشٌ من الاسترخاء، وحمَّامٌ شمسيٌّ مُنْعِشٌ من فيتامين د، فيجعلان السَّائح يقضي تحت الشمس ساعات لا يمسُّه حرٌّ، ولا تصقعه برودة، وسنحت لي الفرصة شخصيًّا للتمتُّع بذلك في شُرْفة مقهى أحد فنادق الطائف، الذي يقع في الطَّابق الثلاثين، ولا أذكر أنَّني استرخيْتُ في حياتي سُويعات مثلما فعلتُ في الشُرْفة التي تُناطح وتُغازل السَّحاب.
والطائف ليس فقط عروس المصايف، بل عروس المشاتي كذلك، وعروس الشموس، والأقمار، والغيوم، والأمطار، وتطوَّرت سياحته، لكنَّه دائمًا يقول: هل من مزيد؟ خصوصًا للفنادق ذات الخمسة نجوم، التي -للأسف- أُغلِقَ بعضُها في الهدا بعد تدهورها وإهمالها، وبعد أنْ كانت قبلةَ سُيَّاح الداخل، وهناك حاجة لضبط الأسعار التي ارتفعت بِشِدَّة، فنأى الكثير من السُيَّاح بأنفسهم وأموالهم عن الطَّائف، وفضَّلوا السِّياحة الخارجيَّة (الأرخص)، رغم المشقَّة وبُعْد المسافات.
جِينَا مِن الطَّائفِ والطَّائفُ رَخَا رَخَا
وشمسُ أُمِّ كلثوم تُغنِّي يَا سَمَا سَمَا.
المدينة
م . طلال القشقري
من أجمل أغاني المطربة الرَّاحلة أُمِّ كلثوم، أغنية (شمس الأصيل)، التي كتب كلماتها الشَّاعر بيرم التونسي، ولحَّنها الموسيقار رياض السنباطي -رحمهم الله أجمعين-.
وغُنِّيَت في خمسينيَّات القرن الماضي، وهناك من الأحياء مَن يهوى سماعها في وقتنا الحالي، وقِيل -آنذاك- إنَّها دخلت بيت كلِّ مواطن عربي لديه إحساس بالجمال والحبِّ، ومشاعر بالذوق والعشق.
وبعيدًا عن الأغنية، فإنَّ شمس الأصيل، هي شمس ما قبل الغروب، حيث تقلُّ درجة حرارة أشعَّتها، فيستمتع النَّاس بالتعرُّض لها قبل أنْ تستأذن ربَّها وتختفي خلف الأفق البعيد.
وقد أكثر الشعراء العرب في قديم وحديث الزَّمان في وصف جمال شمس الأصيل، وأبدع ابن الرومي في وصفها، إذ قال:
وقدْ غَابتْ شمسُ الأَصيلِ ونَثَرتْ
علَى الأُفقِ الغَربيِّ وَرْدًا مُبدَّدًا
ولو كانت أُمُّ كلثوم، والتونسي، والسنباطي أحياءً، وزاروا الطَّائف هذه الأيام من شهر نوفمبر، وقُبيْل حلول الشتاء، لأهدونا أغنيةً رائعةً أُخْرى عن شمس الطَّائف، ليس بالضرورة في وقت الأصيل، بل في أيِّ وقتٍ طيلة اليوم، كوقت الضُّحى، أو وقت الظَّهيرة، أو وقت العصريَّة، وليس هناك شمس أجمل من شمس الطَّائف هذه الأيام، إذ يتزاوج دفءُ أشعَّتها مع برودة الجوِّ، وينتج عن زواجهما العصيِّ على الطَّلاق شعورٌ مُدهِشٌ من الاسترخاء، وحمَّامٌ شمسيٌّ مُنْعِشٌ من فيتامين د، فيجعلان السَّائح يقضي تحت الشمس ساعات لا يمسُّه حرٌّ، ولا تصقعه برودة، وسنحت لي الفرصة شخصيًّا للتمتُّع بذلك في شُرْفة مقهى أحد فنادق الطائف، الذي يقع في الطَّابق الثلاثين، ولا أذكر أنَّني استرخيْتُ في حياتي سُويعات مثلما فعلتُ في الشُرْفة التي تُناطح وتُغازل السَّحاب.
والطائف ليس فقط عروس المصايف، بل عروس المشاتي كذلك، وعروس الشموس، والأقمار، والغيوم، والأمطار، وتطوَّرت سياحته، لكنَّه دائمًا يقول: هل من مزيد؟ خصوصًا للفنادق ذات الخمسة نجوم، التي -للأسف- أُغلِقَ بعضُها في الهدا بعد تدهورها وإهمالها، وبعد أنْ كانت قبلةَ سُيَّاح الداخل، وهناك حاجة لضبط الأسعار التي ارتفعت بِشِدَّة، فنأى الكثير من السُيَّاح بأنفسهم وأموالهم عن الطَّائف، وفضَّلوا السِّياحة الخارجيَّة (الأرخص)، رغم المشقَّة وبُعْد المسافات.
جِينَا مِن الطَّائفِ والطَّائفُ رَخَا رَخَا
وشمسُ أُمِّ كلثوم تُغنِّي يَا سَمَا سَمَا.
المدينة