تعامل بايدن مع الحروب
تعامل بايدن مع الحروب
د.محمد بن عبدالرحمن البشر
الحرب على غزة، والحرب في أوكرانيا من الأحداث التي حدثت في فترة رئاسة بايدن، وقبل أن نبدأ بالحديث عن موقف إدارة بايدن من الحرب على غزة، علينا أن نشير إلى موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية، والحرب على غزة، الذي ينطلق من السعي إلى السلام في جميع أرجاء العالم، ومنها منطقة الشرق الأوسط، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة المبنية على الشرعية والقرارات الدولية بما فيها مجلس الأمن، وأيضاً من منطلق العدل وعدم ازدواجية المعايير، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة فيما يخص الحقوق الانسانية، وحماية المدنيين، وعدم تهجير الشعوب او إبادتها، وعدم استخدام المجاعة كسلاح، والمملكة تؤكد على قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس الشريف، كما تؤكد عدم احتلال أراضي الغير بالقوة، وهي بهذا تنشد أن يعم السلام المنطقة، وأن تكون ساحة للازدهار، والمملكة قادرة على قيادة المنطقة والعالم العربي إلى مستقبل مزدهر ينافس مناطق أخرى متقدمة.
الرئيس الأمريكي بايدن لم ينطلق في موقفه من غزة على قواعد الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وإنما من دعم مطلق لطرف بعينه، وحتى نكون منصفين فإن لديه في إدارته الكثير ممن ينظرون بعين واحدة وصوب طرف واحد، وما يعملونه هو المساعدة على توفير البيئة المناسبة من خلال السلاح والمال والدعم السياسي ليقوم طرف بعينه بتحقيق أهدافه التي رسمها مع كون الكثير منها يخالف الشرعية الدولية، حتى وان أظهرت الإدارة سعيها للوصول إلى اتفاق يكون لأحد الأطراف اليد الطولى فيه، كما أنها تختار بعض العبارات للتعبير عن عدم رضاها لتجاوزات الطرف الداعمة له بعبارات لا تقدم ولا تؤخر، مثل الشعور بالقلق، والأمل بحماية المدنيين، وغيره.
حرب أخرى كان على إدارة بايدن التعامل معها، وهي الحرب في اوكرانيا، وبغض النظر عن اسبابها، وتوافقها مع الشرعية الدولية، فان إدارة بايدن لم تكن موفقة في التعامل معها، فقد ظنت ان الصدمة الاقتصادية في بداية الحرب ستجعل الجانب الروسي يتراجع، لكن فيما يبدو أنه تجاوزها بمهارة، وفي المجال السياسي حاولت إدارة بايدن عزل روسيا، لكن دون جدوى، وصدر حكم من محكمة الجنايات الدولية في حق القيادة الروسية لكن لم يطبق، وقامت بالدعم العسكري والمالي والسياسي لأوكرانيا، ففعلاً حققت تقدما كبيراً في الميدان، لكن سرعان ما استبدلت روسيا ثوبها العسكري العتيق الموروث من الاتحاد السوفيتي بثوب جديد يعتمد على التقنية الحديثة، والذكاء الصناعي، فتبدل حالها في الميدان، ومع ذلك لم تغير إدارة بايدن من نهجها واستمرت بنفس النهج رغم تغير الواقع على الأرض لصالح روسيا، وفي الفترة الأخيرة وبعد الانتخابات مباشرة قررت الإدارة إرسال متقاعدين عسكريين أمريكيين إلى ميدان الحرب لإصلاح المعدات ذات التقنية العالية، وسوف تظهر الأيام مدى تأثير ذلك من عدمه.
في أقصى الشرق كان تعامل إدارة بايدن مع الدولة الأكبر والأهم الصين غير واضح، فإقدام وتراجع، وإقبال وإدبار، حتى ان من لديه اهتمام بما يجري في تلك المنطقة سوف يتوه في تفسير بعض مواقفها، وأخيراً فلا شيء يحسم.
الجزيرة
د.محمد بن عبدالرحمن البشر
الحرب على غزة، والحرب في أوكرانيا من الأحداث التي حدثت في فترة رئاسة بايدن، وقبل أن نبدأ بالحديث عن موقف إدارة بايدن من الحرب على غزة، علينا أن نشير إلى موقف المملكة العربية السعودية من القضية الفلسطينية، والحرب على غزة، الذي ينطلق من السعي إلى السلام في جميع أرجاء العالم، ومنها منطقة الشرق الأوسط، ووقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة المبنية على الشرعية والقرارات الدولية بما فيها مجلس الأمن، وأيضاً من منطلق العدل وعدم ازدواجية المعايير، وتطبيق قرارات الأمم المتحدة فيما يخص الحقوق الانسانية، وحماية المدنيين، وعدم تهجير الشعوب او إبادتها، وعدم استخدام المجاعة كسلاح، والمملكة تؤكد على قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة عاصمتها القدس الشريف، كما تؤكد عدم احتلال أراضي الغير بالقوة، وهي بهذا تنشد أن يعم السلام المنطقة، وأن تكون ساحة للازدهار، والمملكة قادرة على قيادة المنطقة والعالم العربي إلى مستقبل مزدهر ينافس مناطق أخرى متقدمة.
الرئيس الأمريكي بايدن لم ينطلق في موقفه من غزة على قواعد الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، وإنما من دعم مطلق لطرف بعينه، وحتى نكون منصفين فإن لديه في إدارته الكثير ممن ينظرون بعين واحدة وصوب طرف واحد، وما يعملونه هو المساعدة على توفير البيئة المناسبة من خلال السلاح والمال والدعم السياسي ليقوم طرف بعينه بتحقيق أهدافه التي رسمها مع كون الكثير منها يخالف الشرعية الدولية، حتى وان أظهرت الإدارة سعيها للوصول إلى اتفاق يكون لأحد الأطراف اليد الطولى فيه، كما أنها تختار بعض العبارات للتعبير عن عدم رضاها لتجاوزات الطرف الداعمة له بعبارات لا تقدم ولا تؤخر، مثل الشعور بالقلق، والأمل بحماية المدنيين، وغيره.
حرب أخرى كان على إدارة بايدن التعامل معها، وهي الحرب في اوكرانيا، وبغض النظر عن اسبابها، وتوافقها مع الشرعية الدولية، فان إدارة بايدن لم تكن موفقة في التعامل معها، فقد ظنت ان الصدمة الاقتصادية في بداية الحرب ستجعل الجانب الروسي يتراجع، لكن فيما يبدو أنه تجاوزها بمهارة، وفي المجال السياسي حاولت إدارة بايدن عزل روسيا، لكن دون جدوى، وصدر حكم من محكمة الجنايات الدولية في حق القيادة الروسية لكن لم يطبق، وقامت بالدعم العسكري والمالي والسياسي لأوكرانيا، ففعلاً حققت تقدما كبيراً في الميدان، لكن سرعان ما استبدلت روسيا ثوبها العسكري العتيق الموروث من الاتحاد السوفيتي بثوب جديد يعتمد على التقنية الحديثة، والذكاء الصناعي، فتبدل حالها في الميدان، ومع ذلك لم تغير إدارة بايدن من نهجها واستمرت بنفس النهج رغم تغير الواقع على الأرض لصالح روسيا، وفي الفترة الأخيرة وبعد الانتخابات مباشرة قررت الإدارة إرسال متقاعدين عسكريين أمريكيين إلى ميدان الحرب لإصلاح المعدات ذات التقنية العالية، وسوف تظهر الأيام مدى تأثير ذلك من عدمه.
في أقصى الشرق كان تعامل إدارة بايدن مع الدولة الأكبر والأهم الصين غير واضح، فإقدام وتراجع، وإقبال وإدبار، حتى ان من لديه اهتمام بما يجري في تلك المنطقة سوف يتوه في تفسير بعض مواقفها، وأخيراً فلا شيء يحسم.
الجزيرة