• ×
admin

تزييف الشهادات العليا

تزييف الشهادات العليا!


أ. د. صالح عبدالعزيز الكريِّم

قبل سبع سنوات قرأت إعلانا يبارك فيه مجموعة من الناس لصديق لي على حصوله على الدكتوراه، فرفعت عليه سماعة الهاتف أبارك له وسألته عدة أسئلة صريحة، قلت له: من أين حصلت عليها وكيف وهل معترف بها؟ ثم لماذا وأنت منشغل جدا بعملك حريص على الحصول عليها وماذا تستفيد منها؟ وأخيرا أين هي منك الآن وأين أنت منها؟
لقد كان صديقي في غاية الشفافية وأجاب بالتالي: لقد حصلت عليها من إحدى الجامعات العربية عبر وسيط محلي باستخدام تقنية الإنترنت وهي مدفوعة الثمن وكلفتني أكثر من خمسة وعشرين ألف ريال، ولا تسأل عن الاعتراف بها من وزارة التعليم العالي لأن ذلك لا يهمني حيث إنني لا أريد أن أتوظف بها وإنما كما لاحظت بالعنوان العريض أمام اسمي الدكتور فلم يكن حرصي للحصول عليها إلا من باب اللقب والمسألة بكل صراحة بعيدة عن العلم فبادرته بقولي: يعني تزييف، فقال: ما هي تزييف لكن حصلنا عليها بجهد المقل. ثم مضى وقت ليس بالقليل ولقيته يوما وكنت حريصا كل الحرص ألا أناديه بقول يا دكتور لا هو ولا من هم على شاكلته ليس تقليلا من شأنهم إنما تجنبا للوقوع في شهادة الزور لمعرفتي بالطريقة التي حصلو عليها، المهم بعد مالقيته قال لي: والله أشعر بالندم على فعلتي هذه لأنني وجدت مهما كتبت أما اسمي دكتور فإنني لا أجد أحدا كثيرا يناديني إلا من كانت له مصلحة عندي ووجدت فضيحة تلاحقني وهي التزوير والفشل وضمير يؤنبني على ما فعلت ولقد جمدت الموضوع وغيرت لقبي العلمي وأرجعته كما كان خريج بكالوريوس وهذا هو الذي وقفت عنده بجدارة.
لقد تابعنا جهد صحيفة عكاظ المبارك الذي تولت فيه مداهمة أوكار الغش والتزييف وأخرجت خاطفي الألقاب والشهادات العليا من جحورهم لتقول لهم: إن ترويج مثل هذا هو إسقاط وتضييع للعلم الجاد وأثاره السلبية على الوطن والمجتمع وكم أتمنى أن تحكم (بضم التاء) وزارة التعليم العالي قبضتها على هذا الموضوع ولا توافق بسهولة على الشهادات خاصة الدكتوراه مجهولة الهوية لنصنع للوطن علماء متخصصين يقودنه إلى مصاف الدول الجادة علميا وتقنيا وليستحي كل من يضع أمام اسمه لقب دكتور بدون وجه حق ولا تعب ويسحبها بهدوء كما فعل صاحبنا ولننشر ثقافة الأمانة العلمية ونحذر من التزوير وعواقبه السيئة.

المصدر: صحيفة عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  1312