• ×
admin

سورية.. ولادة جديدة!

سورية.. ولادة جديدة!

حسين شبكشي

في العام 1983، كنت في الجامعة بالولايات المتحدة الأمريكية أحضّر ورقة بحثية كان موضوعها وقتها المجزرة الدموية التي ارتكبها حافظ الأسد في مدينة حماة السورية وراح ضحيتها قرابة الخمسة وأربعين ألفاً من سكانها. كان ذلك قبل الإنترنت والفضائيات ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة. وثق هذه الجريمة شهود عيان نفذوا بحياتهم هرباً من تلك المأساة الرهيبة.

حاولت الوصول وقتها إلى تفاصيل الحادثة المؤلمة وبذلت جهداً كبيراً حتى تمكنت من الحصول على مواد توثيقية لهذه الكارثة أصابتني باكتئاب شديد لأيام بعدها. ذهلت من القدرة الوحشية لنظام حافظ الأسد الإجرامي على ممارسة أبشع أنواع القهر بحق شعبه. وتمر الأيام ليشهد العالم فصول هذه المأساة تتواصل على يد ابنه بشار الأسد، الذي واصل نهج والده الإجرامي الدموي بحق شعبه. حتى تفوق على والده مع اعتقاد الكثيرين أن هذا كان يعد من المستحيلات.

لم يعرف التاريخ المعاصر نظاماً مجرماً وطائفياً وقمعياً ومتآمراً مثل نظام الأسد في سورية، الذي قتل من السوريين واللبنانيين والفلسطينيين والأردنيين والعراقيين والأتراك أكثر من كل أعدائهم مجتمعين.

نظام مجرم بامتياز أذل شعبه وحرمه من الكرامة وجعل بلده متخلفاً عن سائر الأمم والشعوب بحجة وذريعة تحرير فلسطين. وهو الذي لا علاقة له بفلسطين إلا باستخدام اسمها لأسوأ فروع المخابرات القمعية في سورية.

نظام باع أرض الجولان في ظروف مريبة وغامضة بانسحاب حافظ الأسد من هضبة الجولان، وقت أن كان وزيراً للدفاع دون سبب وجيه لذلك، مما مكن إسرائيل لاحتلالها وضمها بعد ذلك دون أي رصاصة تطلق لتحريرها وذلك بعد مرور عقود من الزمن على احتلالها.

سورية بلد الحضارة والتاريخ يستحق أهلها الكرام كل خير، بلد تجاري وصناعي وزراعي ومهني من الدرجة الأولى، شعبه الناجح والمتألق في كافة بقاع الأرض، الذي ينتج ويعمل بجد واجتهاد ولا يقبل إلا أن ينال رزقه بعرق جبينه وبكل شرف وكرامة. يستحق أن يعيش أحلامه في بلاده وأن يقدم أفكاره بلا خوف ولا قلق ولا رهبة.

المأساة السورية تشهد عليها أسماء القتلى والجرحى والمفقودين، أرقام الزنازين في السجون، دموع الأمهات والأطفال، قهر الرجال، النفوس المكسورة. إذا لم تعرف سورية وعاشرت أهلها فلن تستطيع فهم وتقدير واستيعاب فرحة الشعب السوري بزوال كابوس الأسد عنه وإشراقة شمس الأمل بعد عقود من الذل والهوان. نظام مجرم لم يبقِ على صديق لا يستحق إلا الفرح والشماتة بزواله. مبروك لسورية الجميلة وأهلها الكرام إشراقة شمس فجر جديد مليء بالأمل والبهجة المستحقة.

عكاظ
بواسطة : admin
 0  0  10