التقدم التقني
التقدم التقني
نوال الجبر
خلال صيف عام 1956، دعا جون مكارثي، أستاذ الرياضيات في كلية دارتموث، مجموعة صغيرة من الباحثين من مختلف التخصصات للمشاركة في ورشة عمل استمرت طوال الصيف وركزت على التحقيق في إمكانية وجود «آلات مفكرة».
اعتقدت المجموعة أن «كل جانب من جوانب التعلم أو أي سمة أخرى من سمات الذكاء يمكن وصفه بدقة من حيث المبدأ، بحيث يمكن صنع آلة لمحاكاتها»، وبسبب المحادثات والعمل الذي قاموا به في ذلك الصيف، أصبح يُنسب إليهم إلى حد كبير تأسيس مجال الذكاء الاصطناعي الذي نراه اليوم ونلمس انتشار تقنياته، حيث يُعد الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات الحديثة التي تسهم بشكل ملحوظ في التطور التقني السريع وزيادة فرص الابتكار والنمو في مختلف المجالات، ويؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في رفع الجودة وزيادة الإمكانات وكفاءة الأعمال وتحسين الإنتاجية، ومع الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي وكثرة الحديث عن قدراتها، إلا أنها ما زالت محفوفة بالغموض أو المبالغة التي قد ترفع مستوى التوقعات وتكون صورة غير واقعية، وهذا يجعل فهم الذكاء الاصطناعي وتقنياته وحقيقة إمكاناته غير واضحة المعالم لدى كثير من متخذي القرار أو التنفيذيين في القطاعات الحكومية والخاصة.
وفي هذا السياق، فإن المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي لها الكثير من الإنجازات مما جعلها نموذجاً عالمياً يحتذى به في تبني هذه التقنيات المتقدمة من خلال إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عام 2019، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي عام 2020، وتلقي الدعم الحكومي للنهوض بالذكاء الاصطناعي في المملكة حتى حققت عدداً من الإنجازات في البيئة التنظيمية للذكاء الاصطناعي، وعززت من مجال الابتكار مع إدارة المخاطر، ودعم التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وتطوير التعليم، ورفع مستوى المهن بهذه التقنيات، وتمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي.
وقد أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) تقريرها الدولي الذي أشادت من خلاله بجهود الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، حيث إن المملكة تمتلك خارطة طريق واضحة لتحقيق استخدام فعال ومستدام لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وجاء في تقريرها الدولي جاهزية المملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال ما حققته في ذلك المجال التقني المتقدم، حيث يأتي التقرير ضمن مبادرات اليونسكو في دعم الدول الأعضاء بقياس جاهزيتها لتبني الذكاء الاصطناعي بطرق تتماشى مع القيم الأخلاقية والمعايير الدولية المتعارف عليها.
الرياض
نوال الجبر
خلال صيف عام 1956، دعا جون مكارثي، أستاذ الرياضيات في كلية دارتموث، مجموعة صغيرة من الباحثين من مختلف التخصصات للمشاركة في ورشة عمل استمرت طوال الصيف وركزت على التحقيق في إمكانية وجود «آلات مفكرة».
اعتقدت المجموعة أن «كل جانب من جوانب التعلم أو أي سمة أخرى من سمات الذكاء يمكن وصفه بدقة من حيث المبدأ، بحيث يمكن صنع آلة لمحاكاتها»، وبسبب المحادثات والعمل الذي قاموا به في ذلك الصيف، أصبح يُنسب إليهم إلى حد كبير تأسيس مجال الذكاء الاصطناعي الذي نراه اليوم ونلمس انتشار تقنياته، حيث يُعد الذكاء الاصطناعي من أهم التقنيات الحديثة التي تسهم بشكل ملحوظ في التطور التقني السريع وزيادة فرص الابتكار والنمو في مختلف المجالات، ويؤدي الذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في رفع الجودة وزيادة الإمكانات وكفاءة الأعمال وتحسين الإنتاجية، ومع الانتشار الواسع لتقنيات الذكاء الاصطناعي وكثرة الحديث عن قدراتها، إلا أنها ما زالت محفوفة بالغموض أو المبالغة التي قد ترفع مستوى التوقعات وتكون صورة غير واقعية، وهذا يجعل فهم الذكاء الاصطناعي وتقنياته وحقيقة إمكاناته غير واضحة المعالم لدى كثير من متخذي القرار أو التنفيذيين في القطاعات الحكومية والخاصة.
وفي هذا السياق، فإن المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي لها الكثير من الإنجازات مما جعلها نموذجاً عالمياً يحتذى به في تبني هذه التقنيات المتقدمة من خلال إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عام 2019، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي عام 2020، وتلقي الدعم الحكومي للنهوض بالذكاء الاصطناعي في المملكة حتى حققت عدداً من الإنجازات في البيئة التنظيمية للذكاء الاصطناعي، وعززت من مجال الابتكار مع إدارة المخاطر، ودعم التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وتطوير التعليم، ورفع مستوى المهن بهذه التقنيات، وتمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي.
وقد أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) تقريرها الدولي الذي أشادت من خلاله بجهود الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي، حيث إن المملكة تمتلك خارطة طريق واضحة لتحقيق استخدام فعال ومستدام لتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وجاء في تقريرها الدولي جاهزية المملكة العربية السعودية في مجال الذكاء الاصطناعي، وذلك من خلال ما حققته في ذلك المجال التقني المتقدم، حيث يأتي التقرير ضمن مبادرات اليونسكو في دعم الدول الأعضاء بقياس جاهزيتها لتبني الذكاء الاصطناعي بطرق تتماشى مع القيم الأخلاقية والمعايير الدولية المتعارف عليها.
الرياض