في حب القراءة
في حب القراءة
د. أيمن بدر كريّم
- حينَ يُقبِلُ عقلُكَ وقلبُكَ على القِراءةِ والاطِّلاعِ، فاستَغِلَّ إقبالَهُمَا بِقراءةِ الكُتبِ الجيِّدةِ ذاتِ الحِكْمةِ والمَعرِفةِ الشَّامِلةِ والعَميقةِ.. لا تُضيِّعْ وقتَكَ فِي قِراءةِ الكُتُبِ الغبيَّةِ ذاتِ المُحتَوى الرَّديءِ.. فَحِينَ يتَعلَّقُ الأمرُ بالمَعرِفةِ والعُلومِ، لا وَقتَ للعبَثِ. ولَعلَّ القِراءَةَ المُتَمعِّنةَ حُبُّ حَقيقيٌّ أصِيلٌ مِن نوعٍ مُختَلِفٍ، وهيَ بِلا شكٍّ، أكثرُ سَلامةً وأمنًا وفائِدةً مِن حُبِّ الأشْخاصِ!.
- أنتَ بِحَاجةٍ للاطِّلاعِ على وِجهَاتِ النَّظرِ المُختَلِفةِ، وضُروبِ المَعرِفَةِ المُتنوِّعةِ، مِنْ تِلكَ الَّتي تستَفِزُّ تَفكِيرَكَ واندِهاشَكَ وتَجعلُكَ أكثرَ انزِعاجًا وتَساؤُلًا، وليْسَ تِلكَ الَّتي تجعلُكَ أكثرَ ارتِياحًا واطمِئنانًا بِما لدَيْكَ. يقولُ الدُّكتور (مُصطفى محمود): «أنتَ في حَاجةٍ إلى قِراءةِ الفَلْسفَةِ، الشِّعرِ، القصَصِ.. في حَاجةٍ إلي فتْحِ ذِهنِكَ على الشَّرقِ والغَربِ لِيَحصُلَ على التَّهوِيَةِ الضَّروريَّةِ فلا يتَعفَّنْ».
- مِن فوائِدِ القِراءَةِ، أنَّها تُعيدُ التَّوازُنَ النَّفسيَّ، وتَشحَنُ الفِكرَ بِطاقَةٍ مَعرِفيَّةٍ لِمُواجَهةِ اليأْسِ، وهيَ أُسلُوبُ حَيَاةٍ رُوحيَّةٍ، وأدَاةُ ضبْطِ الانفِعالاتِ وشَحذِهَا، ووَسيلةُ حِفاظٍ على فَعالِيَّةِ العقلِ وازدِيادِ الذَّكاءِ، وتأثِيرِها الإيجَابِيِّ على المَناطِقِ المُرتَبِطَةِ بالُّلغَةِ والكلِماتِ والإِدْراكِ المُتَجسِّدِ، والمُسَاعدَةِ على الوِقايةِ مِن الإصَابَةِ بالخَرَفِ، فضْلًا عنْ أنَّ ممارَسةَ القِراءَةِ المُتمَعِّنةِ، يُساعِدُ على التَّركيزِ الذِّهنِيِّ والتَّأمُّلِ، فتُعْطِي بِذلكَ جُرْعاتٍ مِنَ البَهجَةِ والانتِشَاءِ والسَّلامِ الدَّاخِليِّ. إنَّ الغَرَضَ الأهَمَّ مِن القِراءَةِ هُو المُتعةُ.. فلا فائِدةَ مُعتَبَرةً للتَّعلُّمِ مِن غيرِ استِمتَاعٍ.
- وبِالمُناسَبَةِ، ليْسَ كُلُّ كِتابٍ مُناسِبًا لكَ، وليْسَ كُلُّ كِتابٍ مُناسِبًا في وقْتٍ مُعيَّنٍ، فدَرجَاتُ الوَعْيِ تَستَدْعِي الاطِّلاعَ على الكِتابِ المُنَاسِبِ في الوَقتِ المُناسِبِ، وهَذا بِحَدِّ ذاتِهِ ليسَ سهْلًا دائِمًا، ويَحتاجُ إلى وَقْتٍ مِن المُمارَسَةِ والتَّجارِبِ. إنَّ القِراءَةَ المُتَنوِّعَةَ العمِيقَةَ المُتجَرِّدَةَ وحْدَها قادِرَةٌ على تَحرِيرِكَ مِن تَسَلُّطِ أفكارِ الآخَرينَ على عقْلِكَ، ومِنْ أعْجَبِ ما يَرتَبِطُ بالقِراءَةِ، إعادَتُها صِياغَةَ مَعانِي الحياةِ والمَوتِ.
- وقدْ تَصِلُ مَع مُمَارَسةِ القِراءَةِ إلى أنْ يَتَحوَّلَ جمْعُ الكُتُبِ مِن هِوايَةٍ عابِرَةٍ إلى إثَارَةٍ عارِمَةٍ، وقِراءتُها مِن أمرٍ ثَانويِّ، إلى حَاجَةٍ ضَرُورَيَّةٍ.. ومُتعَتُها مِنْ لَذَّةٍ بَسيطَةٍ، إلى نشْوةٍ فِكْريَّةٍ ورَعشَةٍ عقْلِيَّةٍ تُسبِّب الهَوَسَ والوَلَعَ الشَّديدَ، أيْ الإصَابَةَ «بالبِيبلُومانيا»، أو في أحسَنِ الأحْوالِ «بالبيبلُوفِيليا»!. الَّلهُمَّ أسألُكَ: نَهَمَ القِراءَةِ.. وشَغَفَ المَعرِفَةِ.. وحُبَّ التعلُّمِ.. آمِين.
المدينة
د. أيمن بدر كريّم
- حينَ يُقبِلُ عقلُكَ وقلبُكَ على القِراءةِ والاطِّلاعِ، فاستَغِلَّ إقبالَهُمَا بِقراءةِ الكُتبِ الجيِّدةِ ذاتِ الحِكْمةِ والمَعرِفةِ الشَّامِلةِ والعَميقةِ.. لا تُضيِّعْ وقتَكَ فِي قِراءةِ الكُتُبِ الغبيَّةِ ذاتِ المُحتَوى الرَّديءِ.. فَحِينَ يتَعلَّقُ الأمرُ بالمَعرِفةِ والعُلومِ، لا وَقتَ للعبَثِ. ولَعلَّ القِراءَةَ المُتَمعِّنةَ حُبُّ حَقيقيٌّ أصِيلٌ مِن نوعٍ مُختَلِفٍ، وهيَ بِلا شكٍّ، أكثرُ سَلامةً وأمنًا وفائِدةً مِن حُبِّ الأشْخاصِ!.
- أنتَ بِحَاجةٍ للاطِّلاعِ على وِجهَاتِ النَّظرِ المُختَلِفةِ، وضُروبِ المَعرِفَةِ المُتنوِّعةِ، مِنْ تِلكَ الَّتي تستَفِزُّ تَفكِيرَكَ واندِهاشَكَ وتَجعلُكَ أكثرَ انزِعاجًا وتَساؤُلًا، وليْسَ تِلكَ الَّتي تجعلُكَ أكثرَ ارتِياحًا واطمِئنانًا بِما لدَيْكَ. يقولُ الدُّكتور (مُصطفى محمود): «أنتَ في حَاجةٍ إلى قِراءةِ الفَلْسفَةِ، الشِّعرِ، القصَصِ.. في حَاجةٍ إلي فتْحِ ذِهنِكَ على الشَّرقِ والغَربِ لِيَحصُلَ على التَّهوِيَةِ الضَّروريَّةِ فلا يتَعفَّنْ».
- مِن فوائِدِ القِراءَةِ، أنَّها تُعيدُ التَّوازُنَ النَّفسيَّ، وتَشحَنُ الفِكرَ بِطاقَةٍ مَعرِفيَّةٍ لِمُواجَهةِ اليأْسِ، وهيَ أُسلُوبُ حَيَاةٍ رُوحيَّةٍ، وأدَاةُ ضبْطِ الانفِعالاتِ وشَحذِهَا، ووَسيلةُ حِفاظٍ على فَعالِيَّةِ العقلِ وازدِيادِ الذَّكاءِ، وتأثِيرِها الإيجَابِيِّ على المَناطِقِ المُرتَبِطَةِ بالُّلغَةِ والكلِماتِ والإِدْراكِ المُتَجسِّدِ، والمُسَاعدَةِ على الوِقايةِ مِن الإصَابَةِ بالخَرَفِ، فضْلًا عنْ أنَّ ممارَسةَ القِراءَةِ المُتمَعِّنةِ، يُساعِدُ على التَّركيزِ الذِّهنِيِّ والتَّأمُّلِ، فتُعْطِي بِذلكَ جُرْعاتٍ مِنَ البَهجَةِ والانتِشَاءِ والسَّلامِ الدَّاخِليِّ. إنَّ الغَرَضَ الأهَمَّ مِن القِراءَةِ هُو المُتعةُ.. فلا فائِدةَ مُعتَبَرةً للتَّعلُّمِ مِن غيرِ استِمتَاعٍ.
- وبِالمُناسَبَةِ، ليْسَ كُلُّ كِتابٍ مُناسِبًا لكَ، وليْسَ كُلُّ كِتابٍ مُناسِبًا في وقْتٍ مُعيَّنٍ، فدَرجَاتُ الوَعْيِ تَستَدْعِي الاطِّلاعَ على الكِتابِ المُنَاسِبِ في الوَقتِ المُناسِبِ، وهَذا بِحَدِّ ذاتِهِ ليسَ سهْلًا دائِمًا، ويَحتاجُ إلى وَقْتٍ مِن المُمارَسَةِ والتَّجارِبِ. إنَّ القِراءَةَ المُتَنوِّعَةَ العمِيقَةَ المُتجَرِّدَةَ وحْدَها قادِرَةٌ على تَحرِيرِكَ مِن تَسَلُّطِ أفكارِ الآخَرينَ على عقْلِكَ، ومِنْ أعْجَبِ ما يَرتَبِطُ بالقِراءَةِ، إعادَتُها صِياغَةَ مَعانِي الحياةِ والمَوتِ.
- وقدْ تَصِلُ مَع مُمَارَسةِ القِراءَةِ إلى أنْ يَتَحوَّلَ جمْعُ الكُتُبِ مِن هِوايَةٍ عابِرَةٍ إلى إثَارَةٍ عارِمَةٍ، وقِراءتُها مِن أمرٍ ثَانويِّ، إلى حَاجَةٍ ضَرُورَيَّةٍ.. ومُتعَتُها مِنْ لَذَّةٍ بَسيطَةٍ، إلى نشْوةٍ فِكْريَّةٍ ورَعشَةٍ عقْلِيَّةٍ تُسبِّب الهَوَسَ والوَلَعَ الشَّديدَ، أيْ الإصَابَةَ «بالبِيبلُومانيا»، أو في أحسَنِ الأحْوالِ «بالبيبلُوفِيليا»!. الَّلهُمَّ أسألُكَ: نَهَمَ القِراءَةِ.. وشَغَفَ المَعرِفَةِ.. وحُبَّ التعلُّمِ.. آمِين.
المدينة