الحكمة في شعر المتنبي
الحكمة في شعر المتنبي
ناهد الأغا
الحكمة هي أعلى قيمة يمنحها الله للإنسان بعد الإيمان به والتحلي بمكارم الأخلاق؛ لا بد أنها عصارة التجارب الحياتية التي يمر بها المرء من تفكير وتدبر للأمور وفهمها فهما جيدا بقناعة راسخة من استخلاص للعاقبة بعد استشراف المستقبل ومعرفة المقصد، والرجل الحكيم هو من يمتلك القدرة على قراءة الأشياء التي تمر بحياته بوضوح، ويتعامل مع المواقف الصعبة بترو ورجاحة عقل فيتخذ القرارات الصائبة بما امتلكه من خبرات ساقته إلى الاتجاه الصحيح.
فالحكمة قول بليغ موجز صادر عن صاحب عقل رشيد يتضمن رأيا أو علما أو تجربة أو عظة، الغرض منها التوجيه والابتعاد عن الخطأ من خلال الاستفادة من تجربة الآخرين أو تجربته الذاتية هو الشاعر الحكيم: متنبي زمانه الذي لقب بشاعر العرب وكانت له مكانة سامية لم تتح لغيره من شعراء العرب بعد الإسلام هو المتنبي أعجوبة عصره الذي افتخر بعروبته وبنفسه وكان أفضل شعره في الحكمة التي استمدها من الحياة التي عاشها وفلسفتها والفلسفة التي درسها في كتب الرومان واليونان هو صاحب الأمثال السائرة والمعاني المبتكرة والحكم البالغة.
حظي المتنبي على شهرة ذائعة الصيت في شعر الحكمة حيث أصبحت حكمه مثالا يقتدى حتى عصرنا الحالي وتميزت بمطابقتها لواقعه الذي عاشه وقد خلت من التكلف والإسفاف؛ فهو عندما يقول:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فإنه أطلقها حكمة على مر العصور لكل من يتأمل شيئا ويرسم خطة لمستقبله فلا تتحقق، أي امتلاك هذا لتلك العقلية الفذة المتميزة وأي موهبة عظيمة منحه الله إياها ليطلق مثل هذه الحكم المنتقاة.
إن التجارب الإنسانية التي عاشها وما مر به من أحداث جعلته يستخلص العبر والمواعظ على شكل حكم ويصوغها دررا نادرة في شعره حيث استطاع أن يوفق بين إثبات النزعة العقلية التي امتاز بها وبين الكلام الموافق للحق وصواب الأمر وسداده بمزج فني براق وروح عاطفية تحرك الإحساس وتثير المشاعر بما يتوافر عنده من لفظ منمق وزخرفة معنى لا يستطيع أي شاعر الوصول إليها.
نعم عرف المتنبي بهذه الشخصية المميزة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بما سكب من بديع حرفه وخلاصة تجاربه في حله وترحاله وسلمه وحربه وفي فروسيته؛ هو صاحب هذا القول العظيم:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
هذا الكلام وما تضمن معناه خلد إلى يومنا هذا، ألم نقل لكل شخص صاحب عزيمة ومصمم على تحقيق هدف على قدر أهل العزم تأتي العزائم تشجيعا له على مواصلة ما يريد دون التراجع إلى الخلف.
هو المتنبي الذي علم الناس أن الرأي السديد هو سيد المواقف وعلى الإنسان أن يستخدم عقله في اختيار ما يريد من الحياة، فلا بد أن الشجاعة تكمن في اتخاذ القرارات وعدم الانجرار وراء العاطفة فهو القائل:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني
كثيرة هي الحكم التي أطلقها المتنبي في شعره والتي أظهرت عبقريته وعكست ما بنفسه وخياله من فكر فهو شاعر العلا والعلياء ورجل الحكمة والوصف البليغ حتى تكاد تكون أبياته معجما لكل الأمثلة والحكم العربية في كل الأزمنة لأن أقواله بنيت على الصدق والخبرة لواقعه فلا يمكن رفضها أو الاستهانة بها مهما تقدم الزمن.
نعم إنه المتنبي الذي سار ذكره مسار الشمس وانتشر انتشار نور القمر وطبق الآفاق واحتفى بشعره السابقون واللاحقون، ولا إنكار لمن أطلق عليه لقب مالئ الدنيا وشاغل الناس.
إنها قطرات بسيطة من بحر المتنبي وومضة سريعة على جزء قيم نطق به وذكر في شعره فظل خالدا في الأذهان إنها حكمه المتنبي.
الجزيرة
ناهد الأغا
الحكمة هي أعلى قيمة يمنحها الله للإنسان بعد الإيمان به والتحلي بمكارم الأخلاق؛ لا بد أنها عصارة التجارب الحياتية التي يمر بها المرء من تفكير وتدبر للأمور وفهمها فهما جيدا بقناعة راسخة من استخلاص للعاقبة بعد استشراف المستقبل ومعرفة المقصد، والرجل الحكيم هو من يمتلك القدرة على قراءة الأشياء التي تمر بحياته بوضوح، ويتعامل مع المواقف الصعبة بترو ورجاحة عقل فيتخذ القرارات الصائبة بما امتلكه من خبرات ساقته إلى الاتجاه الصحيح.
فالحكمة قول بليغ موجز صادر عن صاحب عقل رشيد يتضمن رأيا أو علما أو تجربة أو عظة، الغرض منها التوجيه والابتعاد عن الخطأ من خلال الاستفادة من تجربة الآخرين أو تجربته الذاتية هو الشاعر الحكيم: متنبي زمانه الذي لقب بشاعر العرب وكانت له مكانة سامية لم تتح لغيره من شعراء العرب بعد الإسلام هو المتنبي أعجوبة عصره الذي افتخر بعروبته وبنفسه وكان أفضل شعره في الحكمة التي استمدها من الحياة التي عاشها وفلسفتها والفلسفة التي درسها في كتب الرومان واليونان هو صاحب الأمثال السائرة والمعاني المبتكرة والحكم البالغة.
حظي المتنبي على شهرة ذائعة الصيت في شعر الحكمة حيث أصبحت حكمه مثالا يقتدى حتى عصرنا الحالي وتميزت بمطابقتها لواقعه الذي عاشه وقد خلت من التكلف والإسفاف؛ فهو عندما يقول:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
فإنه أطلقها حكمة على مر العصور لكل من يتأمل شيئا ويرسم خطة لمستقبله فلا تتحقق، أي امتلاك هذا لتلك العقلية الفذة المتميزة وأي موهبة عظيمة منحه الله إياها ليطلق مثل هذه الحكم المنتقاة.
إن التجارب الإنسانية التي عاشها وما مر به من أحداث جعلته يستخلص العبر والمواعظ على شكل حكم ويصوغها دررا نادرة في شعره حيث استطاع أن يوفق بين إثبات النزعة العقلية التي امتاز بها وبين الكلام الموافق للحق وصواب الأمر وسداده بمزج فني براق وروح عاطفية تحرك الإحساس وتثير المشاعر بما يتوافر عنده من لفظ منمق وزخرفة معنى لا يستطيع أي شاعر الوصول إليها.
نعم عرف المتنبي بهذه الشخصية المميزة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس بما سكب من بديع حرفه وخلاصة تجاربه في حله وترحاله وسلمه وحربه وفي فروسيته؛ هو صاحب هذا القول العظيم:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
وتعظم في عين الصغير صغارها
وتصغر في عين العظيم العظائم
هذا الكلام وما تضمن معناه خلد إلى يومنا هذا، ألم نقل لكل شخص صاحب عزيمة ومصمم على تحقيق هدف على قدر أهل العزم تأتي العزائم تشجيعا له على مواصلة ما يريد دون التراجع إلى الخلف.
هو المتنبي الذي علم الناس أن الرأي السديد هو سيد المواقف وعلى الإنسان أن يستخدم عقله في اختيار ما يريد من الحياة، فلا بد أن الشجاعة تكمن في اتخاذ القرارات وعدم الانجرار وراء العاطفة فهو القائل:
الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني
كثيرة هي الحكم التي أطلقها المتنبي في شعره والتي أظهرت عبقريته وعكست ما بنفسه وخياله من فكر فهو شاعر العلا والعلياء ورجل الحكمة والوصف البليغ حتى تكاد تكون أبياته معجما لكل الأمثلة والحكم العربية في كل الأزمنة لأن أقواله بنيت على الصدق والخبرة لواقعه فلا يمكن رفضها أو الاستهانة بها مهما تقدم الزمن.
نعم إنه المتنبي الذي سار ذكره مسار الشمس وانتشر انتشار نور القمر وطبق الآفاق واحتفى بشعره السابقون واللاحقون، ولا إنكار لمن أطلق عليه لقب مالئ الدنيا وشاغل الناس.
إنها قطرات بسيطة من بحر المتنبي وومضة سريعة على جزء قيم نطق به وذكر في شعره فظل خالدا في الأذهان إنها حكمه المتنبي.
الجزيرة