وأنه هو أمات وأحيا
وأنه هو أمات وأحيا
د. بكري معتوق عساس
إنَّ الحياةَ والموتَ بيد الله -عزَّ وجلَّ-؛ وهي من المعجزات الدائمة التي يشهدها الإنسان في نفسه وفيمن حوله، وصدق الله تعالى حين قال: «وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا»، أي أنَّه وحدهُ -سبحانَهُ- المختصُّ بوهب الحياة وسلبها؛ لقولِهِ تعالى: «وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا».
فالمرضُ لا يميتُ إلَّا بأمرِ الله، والصحَّة لا تبعدُ الموتَ، إلَّا بأمر الله -سبحانَهُ-، وصدق الإمامُ الشافعيُّ حين قال:
فَكَمْ مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِن غَيرِ عِلَّةٍ
وَكَمٍ مِنْ سَقِيْمٍ عَاشَ حِيْنًا مِنَ الدَّهْرِ
وَكَمْ مِن فَتى أَمْسَى وَأَصْبحَ ضَاحِكًا
وَأَكْفَانهُ فِي الغَيبِ تُنْسجُ وَهُوَ لَا يَدْرِي
وَكَمْ مِن سَاكنٍ عِندَ الصَّباحِ بِقَصْرِهِ
وَعِندَ المَسَــا قدْ كَـانَ مِنَ سَاكِـنِ القَبْـرِ
دعاني للكتابة، ما رُوي عن قصَّة الرَّجل اليونانيِّ «موراتيس»، والذي كان عمره ثلاثة وستين سنةً، عندما شخَّص الأطبَّاءُ في أمريكا حالته، بأنَّه مُصاب بسرطان الرِّئة، وكان ذلك في عام 1976م.
أخبره الأطبَّاءُ في تلك الفترة، أنَّ علاجه تأخَّر كثيرًا، وأنَّ المرضَ استشرى في رئته، وليس أمامه إلَّا ستة أشهر فقط للحياة قبلَ أنْ يموت.
لم يستوعب الأمر السيد «موراتيس»، ومن هول الصدمة قرر أنْ يكشف عن حالته المرضية عند أكثر من طبيب، لكن للأسف كانت النتائج كلها واحدة، وجميعهم أجمعوا على أنه سوف يموت بعد ستة أو ثمانية أشهر على الأرجح.
عندها استسلم «موراتيس» للأمر الواقع، وقرَّر الرجوع لموطنه الأصلي في جزيرة (أيكاريا) اليونانيَّة، التي تقع في بحر إيجة، جنوب شرق جزيرة (ساموس)، ليقضي بقيَّة حياته فيها.
قام «موراتيس» بشراء مزرعة في الجزيرة، وقام ببناء منزل له فيها، وقضى أيَّامًا سعيدة مع مجموعة من أصدقائه ومعارفه القُدامى، ومرَّت ستة أشهر، والسَّنة الأُولَى، والثَّانية، والثَّالثة دون أنْ يموت -كما ذكر له الأطبَّاءُ من قبل-، بل ظلَّ «موراتيس» على قيد الحياة حتَّى بلغ سن التِّسعين، وبعدها قرَّر أنْ يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكيَّة ليخبرَ الأطبَّاء الذين شخَّصوه بحالته من قبل، والمفاجأة أنَّه أكتشف أنَّ جميع الأطبَّاء الذين شخَّصوا حالته المرضيَّة قد ماتُوا.
ظلَّ «موراتيس» على قيد الحياة، حتَّى بلغ الثَّانية بعدَ المئة من العمر، وتُوفِّي بعدها بسبب توقُّف ضربات القلب.
المدينة
د. بكري معتوق عساس
إنَّ الحياةَ والموتَ بيد الله -عزَّ وجلَّ-؛ وهي من المعجزات الدائمة التي يشهدها الإنسان في نفسه وفيمن حوله، وصدق الله تعالى حين قال: «وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا»، أي أنَّه وحدهُ -سبحانَهُ- المختصُّ بوهب الحياة وسلبها؛ لقولِهِ تعالى: «وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا».
فالمرضُ لا يميتُ إلَّا بأمرِ الله، والصحَّة لا تبعدُ الموتَ، إلَّا بأمر الله -سبحانَهُ-، وصدق الإمامُ الشافعيُّ حين قال:
فَكَمْ مِنْ صَحِيْحٍ مَاتَ مِن غَيرِ عِلَّةٍ
وَكَمٍ مِنْ سَقِيْمٍ عَاشَ حِيْنًا مِنَ الدَّهْرِ
وَكَمْ مِن فَتى أَمْسَى وَأَصْبحَ ضَاحِكًا
وَأَكْفَانهُ فِي الغَيبِ تُنْسجُ وَهُوَ لَا يَدْرِي
وَكَمْ مِن سَاكنٍ عِندَ الصَّباحِ بِقَصْرِهِ
وَعِندَ المَسَــا قدْ كَـانَ مِنَ سَاكِـنِ القَبْـرِ
دعاني للكتابة، ما رُوي عن قصَّة الرَّجل اليونانيِّ «موراتيس»، والذي كان عمره ثلاثة وستين سنةً، عندما شخَّص الأطبَّاءُ في أمريكا حالته، بأنَّه مُصاب بسرطان الرِّئة، وكان ذلك في عام 1976م.
أخبره الأطبَّاءُ في تلك الفترة، أنَّ علاجه تأخَّر كثيرًا، وأنَّ المرضَ استشرى في رئته، وليس أمامه إلَّا ستة أشهر فقط للحياة قبلَ أنْ يموت.
لم يستوعب الأمر السيد «موراتيس»، ومن هول الصدمة قرر أنْ يكشف عن حالته المرضية عند أكثر من طبيب، لكن للأسف كانت النتائج كلها واحدة، وجميعهم أجمعوا على أنه سوف يموت بعد ستة أو ثمانية أشهر على الأرجح.
عندها استسلم «موراتيس» للأمر الواقع، وقرَّر الرجوع لموطنه الأصلي في جزيرة (أيكاريا) اليونانيَّة، التي تقع في بحر إيجة، جنوب شرق جزيرة (ساموس)، ليقضي بقيَّة حياته فيها.
قام «موراتيس» بشراء مزرعة في الجزيرة، وقام ببناء منزل له فيها، وقضى أيَّامًا سعيدة مع مجموعة من أصدقائه ومعارفه القُدامى، ومرَّت ستة أشهر، والسَّنة الأُولَى، والثَّانية، والثَّالثة دون أنْ يموت -كما ذكر له الأطبَّاءُ من قبل-، بل ظلَّ «موراتيس» على قيد الحياة حتَّى بلغ سن التِّسعين، وبعدها قرَّر أنْ يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكيَّة ليخبرَ الأطبَّاء الذين شخَّصوه بحالته من قبل، والمفاجأة أنَّه أكتشف أنَّ جميع الأطبَّاء الذين شخَّصوا حالته المرضيَّة قد ماتُوا.
ظلَّ «موراتيس» على قيد الحياة، حتَّى بلغ الثَّانية بعدَ المئة من العمر، وتُوفِّي بعدها بسبب توقُّف ضربات القلب.
المدينة